عادت الحياة من جديد إلى شريان التجارة العالمي، حيث بدأت السفن العملاقة تتدفق تباعاً نحو قناة السويس، في مشهد يُعيد للقناة ألقها بعد شهور من الركود فرضتها التوترات في البحر الأحمر جراء تبادل الهجمات بين جماعة الحوثيين في اليمن وإسرائيل.
هذا التحول اللافت جاء مدفوعاً بحِزمة من السياسات التحفيزية الذكية أطلقتها هيئة قناة السويس، إلى جانب التراجع النسبي في حدة التهديدات الأمنية، ما شكّل بيئة أكثر استقراراً أعادت ثقة الخطوط الملاحية العالمية في الممر البحري الأهم في المنطقة.
وأعلنت الهيئة عبور السفينة العملاقة CMA CGM JULES VERNE ضمن قافلة الشمال، تليها CMA CGM ADONIS ضمن قافلة الجنوب، في مؤشر واضح على بدء استعادة القناة لدورها الحيوي.
وحسب المصادر فقد جاء ذلك بعد مرور السفينة CMA CGM OSIRIS، أول سفينة حاويات كبرى تعبر المجرى منذ توقف حركة العبور عبر مضيق باب المندب في آذار 2024.
وتُقدّر خسائر القناة جراء الصراع في غزة بنحو 800 مليون دولار شهرياً، لتصل إلى ثماني مليارات دولار حتى الآن، وفق تصريحات رسمية، مع تراجع حاد في عدد السفن المارة بنحو 50% خلال عام واحد فقط. في المقابل، أطلقت الهيئة حوافز تسعيرية لافتة، أبرزها تخفيض 15% لسفن الحاويات ذات الحمولة الكبيرة، في محاولة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الناقلات.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة سويس المصرية، إن المرونة الاستراتيجية والتسعيرية ضرورة حتمية في ظل تقلبات الجغرافية السياسية.
وأكد أن عودة السفن العملاقة تمثل ركيزة أساسية في دعم سلاسل الإمداد العالمية، والحد من التكاليف التشغيلية، إضافةً إلى دورها في تعزيز الاستدامة البيئية، مشيراً إلى أن قناة السويس ستبقى “الممر الأقصر والأكثر أماناً وكفاءة في العالم”.
وفي مشهدٍ يعكس جاهزية البنية التحتية للقناة، نجحت قاطرات الإنقاذ البحري في التعامل مع عطل مفاجئ أصاب سفينة RED ZED 1 دون أن تتأثر حركة الملاحة.