روناهي/ برخدان جيان ـ فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، متجذران عند شعوب المنطقة، وحل صراعات الشرق الأوسط تبدأ بفهم قضية الشعب الكردي، والعمل على تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وتعميم الفكر الديمقراطي الذي يحقق التعايش السلمي بين الشعوب.
أكد منسق المبادرة العراقية لحرية القائد عبد الله أوجلان، صبحي البدري، على أن شعوب المنطقة باتت تدرك تماماً بأن أيديولوجية القائد عبد الله أوجلان، هي الأساس المتين للنضال والمقاومة، بوجه الصراعات التي أججتها النظم الرأسمالية المتسلطة، مشيراً إلى أن المبادرة، تُركز على كشف خيوط المؤامرة الدولية، التي أفضت لاعتقاله، والعمل على تحريره جسديا من سجون السلطات التركية، ونشر الفكر الديمقراطي.
من العراق الحرية للقائد أوجلان
في السياق، تحدث صبحي البدري، لصحيفتنا “روناهي”، على هامش النشاطات والفعاليات التي تقوم بها “المبادرة”: “قبل أيام قليلة مر علينا الخامس عشر من شباط، ذكرى المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، لذا، أجرينا محاضرات لتوضيح المؤامرة الدولية وشرحها، وما يمثله فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وآراؤه، خاصة بين المجتمع العراقي، المحاضرات كانت تحت شعار، “من العراق…الحرية لأوجلان”.
وأضاف: “المجتمع العراقي متحمس لرؤية القائد عبد الله أوجلان، خارج القضبان، وهذا المبدأ الذي نعمل عليه لأنه ليس ملكًا لقومية معينة، أو شعب معين، فهو يمثل رمزاً للحرية والنضال والإنسانية، ومن هذا المنطلق يمكن تقييم فكره الحر، مع العلم بأن السلطة في تركيا ورئيسها (أردوغان) يتعاملان بطريقة العنف البوليسي، والطرق اللاإنسانية مع قضيته العادلة”.
وحول نظرة المجتمع العراقي لشخص القائد عبد الله أوجلان: “المجتمع العراقي، بات يدرك أن القائد عبد الله أوجلان، لا يمكنه أن يكون حبيساً بين القضبان، لأن أفكاره وفلسفته لم تكونا يوماً حبيستين، وإن كانت السلطة التركية تعتقد ذلك فهي على خطأ كبير، وفي العراق، أصبح هنالك تجربة كبيرة للشعب العراقي، مع سياسة السلطة التركية، والعراقيون يدركون مدى الاضطهاد والإبادة الذي يتعرض له الشعب الكردي. لذلك؛ هنالك تضامن مع قضية الشعب الكردي المحقة، والكثير من الشرائح المجتمعية العراقية، تقف ضد المخططات التركية”.
وأوضح: “بالرغم من الفوبيا التي تعاني منها السلطة في تركيا، تجاه الشعب الكردي، نرى بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية، التي أُسِّست في سوريا، تعدُّ نموذجا للتعايش الديمقراطي السلمي بين مختلف الشعوب المشاركة في هيكليتها، وهي نتاج نضال مشترك للشعوب السورية، مع العلم أن انتصار كوباني لم يكن انتصاراً للكرد فقط، بل لشعوب المنطقة، بسبب المشاركة الواسعة والكبيرة لمختلف أطياف الشعوب السورية في تلك المقاومة”.
الرأسمالية تخطط لتقسيم المنطقة
ولفت: الى أن “شعوب العالم والمجتمع الدولي يعلمان تماماً بأن أردوغان يقوم بدور احتلالي في سوريا، وما تمثله سلطة دمشق الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، يمثل تطبيق عملي لمخططاتها، وهذه المشاريع والصراعات الطائفية والإقليمية، تأتي في خارطة جديدة للشرق الأوسط، ترتب لها النظم الرأسمالية ودول الهيمنة العالمية لتقسيم المنطقة، لذلك المبادرة العراقية، لديها برنامج عمل موسع في مناطق العراق، لتوضيح القضية الكردية، التي تعدُّ الأساس في المشروع الإنساني، للوصول الى حقوق الكرد، وحقوق الشعوب الأخرى، ونحن نؤمن أن نضال الشعوب هو المنتصر في النهاية”.
وأكد: “القائد عبد الله أوجلان، أصبح رمزاً لشعوب المنطقة، فيما تواجه السلطة في تركيا أزمة حقيقية نتيجة رفض مبادرات السلام، وفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، في رسم مستقبل المنطقة والشرق الأوسط، وهذا ما جعلها اليوم تعيش في أزمات حقيقية اقتصادية واجتماعية، وصراعات وتدخلات، تنذر بانهيار النظام الحاكم، لذا، عليها تعميم أيديولوجيا السلام والديمقراطية والعيش المشترك، للتخلص من التحديات”.
وتابع: “ما يدور في أذهان البعض من العراقيين، على أن الكرد انفصاليون، أثبتنا لهم من خلال النشاطات التي قمنا بها كـ”مبادرة عراقية لحرية أوجلان”، حيث أوضحنا لهم بأن فكره يعتمد على مبدأ أخوة الشعوب، وسلطنا الضوء بشكل دقيق لحقيقة القضية الكردية، وضرورة حلها، لأن المسألة ليست مسألة تعصب قومي أو انفصالي كما تروج له الأنظمة القومية المتسلطة في المنطقة، رغم أن الجميع يدرك ذلك، فحقوق الشعب الكردي واضحة لا لبس فيها، وهذه الحقوق يجب النقاش حولها والتوصل لحلول نهائية بشأنها، لذلك قمنا من خلال أنشطتنا بإصدار بيانات توضح حقيقة القضية الكردية، ونضال القائد عبد الله أوجلان، وأكدنا بأن قضيته ليست قضية الشعب الكردي، فحسب، بل قضية الشعوب التواقة للحرية”.
وأردف: إن “ما يحدث في سوريا يؤكد حقيقة بأن الشعوب السورية، محبة للعيش بأمان وسلام وديمقراطية، بعيداً عن الطائفية والتعصب القومي والديني، ولهذا السبب رفعنا شعار “دولة لا قومية …لا دينية”، ولا يمكننا اليوم التوصل لنتائج إيجابية، إلا من خلال تطبيق فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، حيث بات فكره حياً ومتجذراً لدى شعوب المنطقة والشرق الأوسط، وسنعمل من خلال مبادرتنا على توسيع الفعاليات والنشاطات، بهدف، تحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً”.
واستطرد: “أدبيات وكتب القائد عبد الله أوجلان، انتشرت بشكل كبير وسط المجتمعات العراقية، وبدأنا نلمس نتائج هذا الأمر، لهذا، علينا قراءة المزيد من كتبه، والتعرف أكثر بتاريخ القضية الكردية، وعلى مختلف الفئات في العراق، قراءة كتبه، لأنه يجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في بال الكثيرين في الشارع العراقي، وخاصة فيما يتعلق بالمنطقة والحلول في الشرق الأوسط”.
المقاومة الشعبية رد على المخططات
وفيما يتعلق بالساحتين السورية والعراقية كشف بدري: إن “فلسفة القائد عبد الله أوجلان، شرحت كل ما يتعلق بسوريا والعراق، وهي واضحة وصريحة في هذا الصدد، فمثلاً حول التدخل والهجمات التركية على العراق وسوريا، وكيفية مواجهتها، يؤكد القائد عبد الله أوجلان، على أن التصدي لتلك الهجمات، يكمن في حرب الشعب الثورية، والمقاومة الشعبية، وإرادة الشعوب الحرة، ويحض على أن الأنظمة السلطوية المستبدة لا تمتلك الإرادة، وليس لها قاعدة شعبية يمكن التعويل عليها، ولذلك إذا تم إسقاط هذا الأمر على أرض الواقع حالياً، فيما يشهده البلدان، “سوريا والعراق”، سيرى أن القوى الدخيلة والمحتلة كتركيا وغيرها، سيتم دحرها، آجلاً أم عاجلاً، بقوة وإرادة مقاومة الشعوب وهذا فعلياً ما يحدث اليوم”.
واستطرد: “الأنظمة الديكتاتورية تعمل على اخضاع الشعوب الحرة، والمجتمعات بشكل عام، ولكنها يجب أن تعي بأنها ليست الوحيدة على الساحة، ولن تستطيع فرض إرادتها على شعوبنا، ونحن نرى بأن فكرة فرض الآراء بالقوة الأمنية، والاستخباراتية، والديكتاتورية، والعسكرية، لن تجدي نفعاً، وخاصة في أوقاتنا الحالية، وعلى هذه الديكتاتوريات العمل على إنهاء الظلم وفرض السلطة بالحديد والنار، لأن الشعوب الحرة، لن ترضخ لإملاءاتهم، ومن هنا يجب تبني فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية، للوقوف بوجه التسلط والديكتاتورية”.
وحول الأحداث الساخنة والصراعات في الشرق الأوسط: “ما يجري في الشرق الأوسط اليوم، نتيجة للسياسات التسلطية، وسياسة المصالح، التي تستمر في المنطقة، ومثال ذلك تصريحات ترامب بتهجير أهالي غزة الى مصر والأردن، على حساب تعزيز الوجود الإسرائيلي فيها، وفرض مخططات هيمنة تدار من قوى عالمية كبيرة، في محاولة لإبادة القوى التحررية والثورية، كذلك هناك مصالح للقوى المهيمنة العالمية في المنطقة، ومع الأسف تتقاطع جزء منها على الجغرافيا السورية، والكثير من هذه القوى تدعم النظام التركي، على اعتبار أن تركيا تتحالف معها في حلف الناتو، وما حصل من تغييرات في سوريا، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على دمشق، وهي على قوائم الإرهاب العالمية، هو جزء من هذا المخطط، لذلك تعتقد تركيا من خلال مرتزقتها، بأنه يوجد لديها إمكانية للقضاء على قوات سوريا الديمقراطية، ولكن الهجمات التركية يتم إفشالها من أصحاب الأرض، قوات سوريا الديمقراطية، تقلب تلك المعادلة، وعلى تركيا أن تدرك بأن إرادة الشعوب لا يمكن قهرها”.