قامشلو/ أرين زاغروس ـ أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب في مقاطعة عفرين والشهباء “مشيرة ملا رشيد”، أن سوريا لن تبنى إلا بعودة المهجرين إلى أراضيهم ومشاركتهم في كتابة الدستور السوري، ودعت النساء إلى تكثيف جهودهن من أجل الحفاظ على حقوقهن ومكانتهن في سوريا الجديدة.
تمر سوريا اليوم بمرحلة جديدة في بناء نفسها ضمن دستور ونظام حكم جديد بعد زمن الرئيس السابق بشار الأسد وسقوط نظام البعث، وفي خضم بناء سوريا جديدة تسعى المرأة السورية لإيجاد مكانها ضمن سوريا في نطاق يحفظ حقوقها ومكانتها، فكان للمرأة النصيب الأكبر من المعاناة على مدار استمرار الأزمة، وخاصة في المناطق المحتلة من الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة له.
تتوحد سوريا بعودة الأراضي المحتلة
وبينت لصحيفتنا “روناهي”، الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في مقاطعة عفرين والشهباء مشيرة ملا رشيد: “نادت الثورة السورية في البداية بالحرية والديمقراطية والمساواة، ولكن مع الأيام قد تخلت عن مبادئها وتحولت إلى مجموعات إرهابية مدعومة من جهات خارجية تعيث الفساد في المدن السورية، وهذا ما جرى عندما احتلت عفرين، وكري سبي، وسري كانيه، وكري سبي، وغيرها من المدن السورية”.
تابعت: “من هنا تجزأت سوريا، وقتل وهجر الشعب السوري من مناطقه، بحجج بناء مناطق آمنة تركية على حساب الشعب السوري الذي عانى من الاحتلال والتتريك ونزع الهوية، ومازال الوضع السوري غير مستقر حتى اللحظة فلم يتغير شيء في سوريا”.
كما تحدثت عما يجري في المناطق المحتلة السورية: “إن المواطنين المهجرين لا يعرفون مصيرهم بعد، ومن بقي في أرضه ووطنه بعد احتلالها لاقى الويلات، وخاصة النساء، فإن لم تعد المناطق التي احتلتها تركيا إلى أهلها لن تبنى سوريا جديدة”.
وأشارت مشيرة ملا رشيد، أن ما يجري اليوم في سوريا يعطي دلالات كثيرة على تأزم الوضع السوري أكثر: “إن قتلة الشعب السوري يحضرون حفل تنصيب أبو محمد الجولاني رئيساً لسوريا ويباركون له، أمثال أبو عمشة، الذي تلوثت يداه بدماء السوريين في سري كانيه، وعفرين، وغيرها من المدن السورية، وأبو حاتم شقرا المطلوب في المحافل الدولية لقتله الشهيدة هفرين خلف، وما زالوا يرتكبون أفظع الجرائم بحق الشعب السوري في المناطق المحتلة”.
توحيد الصف النسائي في سوريا
كما تطرقت إلى خطورة غياب المرأة في سوريا الجديدة: ” إن سوريا تمر اليوم بمرحلة ومنعطف تاريخي جديد فبدأت بتشكيل السلطة الجديدة بعد سقوط حكم الأسد والنظام البعثي، وفي هذه المرحلة التي نعيشها دون موقف داخلي وخارجي موحد سيؤدي بسوريا نحو الهلاك، وستدفع المرأة الثمن الأكبر فتهميشها واضح، وبالرغم من أن الثورة بدأت من أجل الحرية وإنهاء حكم الاستبداد، تحول الحكم إلى حكم تعصبي متطرف دينياً، ولذلك يجب أن نصل إلى حلول لعدم جر سوريا نحو مستقبل مجهول”.
وترى مشيرة: “إن المرأة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بالرغم من الضغوطات الموجودة على المنطقة لكنها مستمرة في فعالياتها، وتنظيم ذاتها من خلال عقد مؤتمرات من أجل الوصول لحلول مستقبلية، فمشروعنا ليس انفصالياً إنما مشروع ديمقراطية يعتمد على التعددية، ووحدة الأرض السورية، ومشروعنا ليس لطرف أو جهة ما، بل هي من أجل النساء في الشرق الأوسط”.
وأضافت: “إن ما يجري في الساحة السورية من أزمات بنيوية، وغياب تمثيل المرأة يفقدها مكانتها في سوريا الجديدة، نحن النساء نحاول ملء هذا الفراغ بعقد مؤتمرات نسوية والعمل على تنظيم المجتمع، وحمايته من الحرب الأهلية كما يحصل في الداخل السوري والحروب الإقليمية”.
وعن أعمال المرأة لتكون شريكاً في الحل السوري قالت مشيرة: “إن انعقاد مؤتمرات نسائية يعد رسالة للداخل السوري، إن للمرأة السورية دوراً في بناء سوريا الجديدة، وهذه المؤتمرات والاجتماعات هي خطوات مهمة لاتحاد النساء وتوحيد الآراء من الأديان والمذاهب بصوت واحد، وعلينا أن نعقد مؤتمراً نسائياً حول مشاركة المرأة في سوريا الجديدة”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في عفرين والشهباء “مشيرة ملا رشيد”، إن سوريا لن تبنى إلا بعودة المهجرين إلى أراضيهم ومشاركتهم في الدستور السوري: “علينا أن نوحد الصف السوري وأن ندعم مشاركة الأطراف في الحل السوري ومشاركة المرأة خاصة في الدستور للوصول إلى حلول سلمية تبني سوريا للجميع بعيداً عن التطرف”.