في ظل حكم طالبان والقيود الصارمة المفروضة على المرأة، أنشأت مجموعة من النساء الأفغانيات في كابول سوقًا خاصاً فتكون البائعات كلهن نساء.
مع استيلاء طالبان على حكم أفغانستان، حرمت المرأة من العمل خارج المنزل، خاصة في الدوائر الحكومية والمؤسسات المحلية والأجنبية، وفي الوقت نفسه، حرمت من مواصلة تعليمها، والعديد من الأفغانيات هن المعيلات لأسرهن المكونة من ستة إلى عشرة أشخاص، حتى قبل وصول طالبان إلى السلطة، كان المجتمع الأفغاني بالكاد قادراً على العيش على رواتب ضئيلة.
التضامن والوحدة بين النساء
ونظراً لتعصب حكم طالبان وضيق الأفق، أدى هذا الوضع إلى التضامن والوحدة بين النساء، اللواتي يحاولن أن يكن متحدات، حتى في ظل ظروف القمع والصعوبات التي يواجهنها بسبب بطش طالبان التي تحاول استبعاد المرأة من المجتمع.
وبالإضافة إلى إطلاقهن دورات تدريبية سرية في المنازل، فإنهن ينظمن احتجاجات في الطرقات وفي الأماكن المغلقة، كما استثمرت النساء في كابول والمحافظات التي فيها قطاعات مختلفة بموارد محدودة لمساعدة النساء الأخريات اللاتي تُركن دون عمل وتعليم.
وفي هذا الصدد، أنشأ سوق في سهل بارشي في كابول منذ أشهر قليلة، حيث أن البائعات كلهن من النساء، تم في هذا السوق إنتاج الملابس النسائية من المناطق الوسطى في أفغانستان، حيث تعيش غالبية الهزارة.
وتوجهت وكالة أنباء المرأة إلى هذا السوق لمعرفة المزيد عن وضعه والتقينا بإحدى البائعات “سحر قادري“: “لقد أنهيت دراسة الصف الثاني عشر وبقيت عاطلة عن العمل لفترة من الوقت، حتى قمنا الآن بتأسيس هذا المتجر مع النساء اللاتي كن عاطلات عن العمل مثلي”.
وأضافت: “متجرنا يبيع الملابس وكلها مصنوعة يدوياً، لقد عملنا مدة شهرين تقريباً، وتقوم نساء أخريات خارج السوق بأخذ قطع من القماش منا وتطريزها، وداخل السوق، جميع البائعين هم من النساء، نقوم بتصنيع الملابس حسب الطلب”. أما “عارفة سوزان“، التي رفضت التحدث أمام الكاميرا لأسباب أمنية، أوضحت: “كنت أستاذة في جامعة حكومية في كابول، لكن مع إغلاق الجامعات بقيت في المنزل لفترة طويلة ولم أشارك إلا في المسيرات التي أقيمت، وقد واجهت البطالة والمشاكل الاقتصادية، ولم أكن أرغب في الاستسلام لمطالب طالبان”.
وأضافت: “بمساعدة عدد من النساء، أنشأنا هذا السوق، لقد بدأنا أنشطتنا منذ شهرين، وقد جاء عدد من عناصر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى السوق عدة مرات وحاولوا التدخل في الملابس التي نقوم ببيعها”.