كوباني/ سلافا أحمد – أشار الرئيس المشترك لمديرية المياه في مقاطعة الفرات “مسعود بوزي” بأن دولة الاحتلال التركي تحاول عبر هجماتها الفاشية، خلق حالة حصار خانقة على سكان مقاطعة الفرات، لإجبارهم على التخلي عن مقاومتهم ونضالهم التاريخي، موضحاً بأنه نتيجة استهداف المحتل التركي لمحطة مياه الشرب الرئيسية لمدينة كوباني حُرِم على أثره 200 ألف نسمة من سكان مقاطعة الفرات من مياه الشرب.
تعرضت محطة مياه الشرب الرئيسية التي تغذي مدينة كوباني وقراها للقصف بالطائرات الحربية من قبل دولة الاحتلال التركي، وذلك في الثاني من شهر شباط الجاري، مما أدى إلى خروج المحطة عن الخدمة بشكلٍ كامل وحرمان 200 ألف نسمة من سكان مقاطعة الفرات من مياه الشرب.
حيث تواصل دولة الاحتلال التركي هجماتها الاحتلالية والإرهابية على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بشكلٍ مكثف، وزادت من حدة هجماتها على المنطقة منذ الـ 28 من تشرين الثاني من العام الفائت، ما أدى إلى استشهاد 41 مواطناً، وإصابة 255، بينهم صحفيون وطواقم طبيّة، وأطفال ونساء.
ونتيجة للمعارك العنيفة التي شهدها محيط سد تشرين نتيجة هجمات المحتل التركي ومرتزقة “الجيش الوطني” على سد تشرين؛ تعرض السد إلى ضربات جوية مكثفة مما ألحق أضراراً كبيرةً بالسد وأدى إلى خروجه عن الخدمة بشكلٍ كامل، وعلى أثر ذلك حُرِم آلاف السكان من مقاطعة الفرات من التيار الكهربائي ومياه الشرب.
وأدت تداعيات الهجمات التركيّة ومرتزقتها المستمرة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وخاصةً في مقاطعة الفرات، إلى حرمان آلاف سكان المقاطعة من أبسط سُبل الحياة، حيث تشهد المقاطعة منذ العاشر من كانون الأول للعام المنصرم حرمان تام من أبسط سبل المعيشة (التيار الكهربائي ومياه الشرب) الأمر الذي أدى إلى تشكيل ظروف قاسية لسكان المقاطعة.
على الرغم من مساعي مديرية المياه في مقاطعة الفرات التي كانت تستخدم وسائل بديلة لضخ مياه نهر الفرات إلى أحياء المدينة، التي لم تكن كافية وتقتصر على ساعات قليلة، وكانت المدينة لاتزال بأكملها تفتقر لمياه الشرب، إلا أن الفاشية التركيّة مرةً أخرى استهدفت مصدر مياه الشرب لسكان كوباني، وعليه حُرِمت المدينة وقراها بشكلٍ كامل من مياه الشرب.
استهداف البنى التحتية والمرافق الخدمية
وفي السياق؛ صرّح لصحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك لمديرية المياه في مقاطعة الفرات “مسعود بوزي”، بأن دولة الاحتلال التركي تحاول عبر هجماتها الفاشية والاحتلالية خلق حالة حصار خانق على سكان مقاطعة الفرات، لإجبارهم على التخلي عن مقاومتهم ونضالهم التاريخي.
وأشار إلى “صعدت الفاشية التركية من حدة هجماتها على مناطقنا بعد سقوط نظام البعث، وعليها ترتكب أفظع أنواع الجرائم والمجازر بحق سكان المنطقة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، إلى جانب استهدافها المتواصل للبنى التحتية والمرافق الخدمية للمنطقة، لتفاقم معاناة الأهالي وتجبرهم على التخلي عن مقاومتهم ونضالهم بوجه مخططاتها وهجماتها الإرهابية”.
وتابع: “بهدف خلق حالة تجويع وتعطيش في المنطقة تحاول الفاشية التركية في العديد من المرات والمحاولات استهداف المراكز والمؤسسات الخدمية في المنطقة، حيث نتيجة لهجماتها الهمجية على سد المقاومة “تشرين” خرج السد عن الخدمة، وعليه حُرِم الآلاف الأهالي من مياه الشرب والطاقة الكهربائية، إلا أن هذا الشيء لم يُشفِ غليل الفاشية التركية بالانتقام من سكان المنطقة، وهذه المرة استهدفت محطة المياه الرئيسة لمدنية كوباني الواقعة في قرية شيوخ فوقاني”.
حرمان 200 ألف نسمة من مياه الشرب
وأوضح بأنه في الثاني من شباط الجاري، قصف الطيران الحربي لدولة الاحتلال التركي محطة مياه الشرب في قرية “شيوخ فوقاني”، التي تُغذي مدينة كوباني وقراها، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة بشكلٍ كامل.
وأكد بأن المحطة كانت تُغذي مدينة كوباني بأكملها وخمسين قرية تابعة لها، وعليها حُرم ما يقارب 200 ألف نسمة من سكان مدنية كوباني من مياه الشرب.
وندد بوزي عبر حديثه صمت المجتمع الدولي ووصفه بوصمة عار على جبين الإنسانية، وقال: “أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ترتكب الفاشية التركية أفظع أنواع الجرائم بحق شعبنا وأهلنا وأطفالنا الصغار، إلا أن العالم يُصِرُّ على صمته المخزي والبعيد عن الإنسانية”.
مقاومة تاريخية لأهالي المنطقة
ولفت بوزي بأنه وسط استمرار هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على المنطقة وحالة الحصار التي يفرضها على الأهالي من حرمانٍ من الكهرباء والمياه، إلا أن سكان المنطقة يبدون مقاومة تاريخية بوجه جميع المحاولات والمساعي الساعية للنيل من إرادتهم الحرة، ويؤكدون بأنهم يفضلون المقاومة والنضال حتى الموت على العيش بمذلةٍ تحت رعاية تركيا المحتلة.
وفي نهاية حديثه؛ أكد الرئيس المشترك لمديرية المياه في مقاطعة الفرات “مسعود بوزي” على مواصلة نضالهم ومقاومتهم في أعلى المستويات، وأن مساعيهم مستمرة لتأمين طرق وأساليب مختلفة لتأمين مياه الشرب لسكان المقاطعة، وأنهم يعاهدون شعبهم بأنه في أقرب وقتٍ ممكن سيعملون على تأمين طريقة بديلة لتغذية كوباني بمياه الشرب مرةً أخرى.
ويُذكر بأن هذه المرة ليست الأولى التي يستهدف فيها المحتل التركي محطة مياه الشرب الرئيسة لمدينة كوباني، الواقعة في قرية شيوخ غربي مدينة كوباني، حيث تتعرض فرق العمل في المحطة لاستهدافات متواصلة سواءً كان ذلك بمدافع الهاون أو عبر الطائرات الحربيّة والمُسيّرة أو عبر القنص المباشر، حيث أن في الـ 22 من كانون الأول لعام 2022 تعرض فريق عمال المحطة لاستهدافٍ مباشر بالطائرات المُسيّرة، مما أسفر عن إصابة ثلاثة عاملين في المحطة بإصاباتٍ بليغة، تسببت لهم بإعاقة دائمة.