الطبقة/ عبد المجيد بدر – ندد عضو المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان في الطبقة، ياسر الكردي، بالمؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، داعياً تطبيق قانون الحق في الأمل للحصول على حريته الجسدية، ونوه، أن اللقاءات الأخيرة معه؛ أكدت أنه يسعى لتحقيق السلام في تركيا والمنطقة.
المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، بدأت في التاسع من تشرين الأول عام ١٩٩٨، منذ بداية خروجه من سوريا، حيث توجه للعديد من الدول، اليونان، وروسيا، وإيطاليا، التي رفضت استقباله، ليتم نقله إلى السفارة اليونانية في كينيا، وهنا اكتملت خيوط المؤامرة، والتي أدت لاختطافه في ١٥ شباط ١٩٩٩، وتسليمه للسلطات الفاشية التركية.
ومنذ لحظة اعتقاله وحتى الآن، يواجه القائد عبد الله أوجلان، ظروف اعتقال قاسية، وتنتهك تركيا في ذلك القوانين والمواثيق الدولية، وتفرض عليه نظام الإبادة والتعذيب، وتحرمه من اللقاء بمحاميه وعائلته، ولكن إرادة القائد عبد الله أوجلان، وأفكاره، المتجذرة في وجدان الشعوب التواقة للحرية أفشلت هذه المؤامرة.
ومن جانب آخر تتحايل تركيا، على تطبيق قانون “الحق في الأمل”، وهو قرار تقدمت به المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان منذ عام 1950، وهذا الحق يُجيز لأي محكوم بالسجن المؤبد، أن يكون له الأمل في الخروج من السجن وممارسة حياته بعد مضي أكثر من 25 عاماً على سجنه، إلا أن الاحتلال التركي لم يطبق هذا الحق، ولم تطالب المنظمات الدولية والحقوقية بتطبيقه وإخراج القائد عبد الله أوجلان من السجن، على الرغم من وجود انتهاكات جسيمة ترتكب بحقه.
المؤامرة الدولية أُفرِغت من محتواها
وحول ذلك، تحدث لصحيفتنا، عضو المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، في مدينة الطبقة، “ياسر الكردي”، وقال: “سبعة وعشرون عاماً من العزلة وفرض نظام الإبادة والتعذيب، ومحاولات إسكات صوت الحقيقة، لم تستطع حجب فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، عن الوصول لشعوب المنطقة والشعوب الحرة في العالم، حيث أن فكره تحول لمبادئ راسخة تبنتها الشعوب، لأن أفكاره أثبتت نجاحها على أرض الواقع، وهذا أكبر دليل على أن الفكر الحر لا يمكن طمسه، ورغم العزلة المشددة لا يزال القائد عبد الله أوجلان، يرسم طريق الحل والسلام”.
وأردف: “اليوم وبعد نضال طويل وضغوط مستمرة من الشعوب الحرة، وجدت الدولة التركية المحتلة، نفسها مضطرة للرضوخ والسماح بلقائه، واللقاءات التي حدثت رغم محدوديتها أكدت أن القائد عبد الله أوجلان، لديه مفاتيح الحلول، والعالم يعي أنه قادر على إحلال السلام، وفي هذا اللقاء الأخير وجه رسالة واضحة للجميع بأن يده ممدودة للسلام الحقيقي”.
وأكد: أن “الحلول الحقيقية لا تأتي بالحروب والدمار، بل من خلال الاعتراف بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وبناء نظام ديمقراطي يضمن العيش المشترك والعدالة للجميع، ورسالته ليست مجرد كلام يقال، بل مشروع يمكنه تخليص المنطقة من الحروب والصراعات الطويلة، مشروع قائم على رفض الذهنية السلطوية التي تحاول السيطرة على مصير الشعوب، والإيمان بأن الحرية والعدالة ليست هبات من أحد بل حقوق تنتزعها الشعوب بنضالها وإرادتها الحرة”.
رسائل السلام وصلت للدول والشعوب
وأوضح: “لقد حمل القائد عبد الله أوجلان، في لقائه الأخير رسائل سلام، مؤكدا أن النضال الحقيقي لا يقوم على الكراهية أو الانتقام، بل على العدالة والمصالحة الحقيقية، والشعوب التي تؤمن بفكره وفلسفته تدرك أن السلام ليس استسلاما، بل هو أسمى أشكال المقاومة ضد الظلم والعبودية، وعليه، فإن مسؤولية نشر هذا الفكر تقع على عاتق كل فرد حر، لأن المستقبل يبنى على أسس العدالة والكرامة والحرية”.
ولفت: “رفض تركيا منح حق الأمل للقائد عبد الله أوجلان، ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو موقف سياسي يكشف عن ازدواجية المعايير، وانعدام الإرادة في تحقيق السلام العادل، إن حق الأمل هو مبدأ أساسي في القوانين الدولية وحقوق الإنسان، يتيح للمحكومين بالأحكام الطويلة فرصة لإعادة تقييم أوضاعهم بعد قضاء مدة معينة في السجن، لكن تركيا، تصر على حرمانه منه، لأنها تدرك أن منحه هذا الحق قد يكسر الكثير من القيود السياسية المفروضة على القضية الكردية”.
وزاد: “إن الاستمرار في حرمان القائد عبد الله أوجلان، من حقه القانوني والإنساني لا يخدم إلا سياسة القمع، ويؤكد أن تركيا لا تزال بعيدة عن نهج العدالة والمصالحة، لكن الحقيقة الثابتة هي أن الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها لا يمكن إسكاتها بالقوانين الجائرة، وأن صوت القائد عبد الله أوجلان، سيظل حاضراً في مسيرة الحرية حتى تتحقق العدالة”.