جل آغا/ أمل محمد ـ من داخل محلها الصغير تتشارك “داليا العلي”، العمل في الخياطة مع زوجها في محلها الصغير الكائن في كركي لكي فتمد يد العون لعائلتها في ظل الظروف المعيشية الصعبة، في مهنة الخياطة، التي مارستها منذ الصغر، وأن تكون مصدر للرزق لها ولأسرتها.
“داليا العلي” امرأة في عقدها الرابع من العمر تقيم في كركي لكي وتعمل في الخياطة، وقد احترفت هذه المهنة بعمر صغير، حينما كانت تُباغت والدتها وتقوم بالخياطة على قطع من الأقمشة التي كانت تتواجد بكثرة في غرفة المنزل، لأن والدتها هي الأخرى تعمل خياطة، وبين حلم طفلة صغيرة تستهويها مهنة الخياطة إلى مصدر رزق تُعيل بها عائلتها، داليا العلي امرأة مكافحة من أرضنا هذه استغلت شغفها في الخياطة وحولتها مهنة ومصدر رزق.
الخياطة هوايتها منذ الصغر
لم تُفلح في الدراسة، فتركت المقاعد الدراسية واتجهت للعمل بعمر صغير وهي بعمر 12 عاماً في معامل الخياطة في مدينة دمشق، بين القص والتطريز والخرز مروراً بالخياطة احترفت داليا مهنة الخياطة بأدق تفاصيلها، وعملت بين عدة معامل حتى اكتسبت أصول المهنة بدقة، لتتجه فيما بعد للعمل على ماكينة الخياطة: “في صغري كنت أعيش مع عائلتي في دمشق، حبي لهذه المهنة دفعني للعمل في المعامل، ولخبرتي فيها استطعت أن أكون خياطة محترفة في كركي لكي”.
نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، تعمل داليا مع زوجها في مهنة الخياطة، في محل استأجرته، مكرسة روح التعاون الأسري بهذا العمل.
صعوبات وتحديات
على الإنسان عدم الاستسلام للظروف ومواجهة تحديات الحياة بالرغم من قساوتها، هكذا وصفت داليا عملها: “لم أكمل دراستي ولكني وجدت نفسي أكثر في الخياطة، هي أيضاً مهنة ولا تقل بشيء عن التعليم”.
عملت داليا في الخياطة بخبرة تخطت 30 عاماً، ولأن الإنسانية تبدأ من العطاء فهي تقدم دورات لتعليم أصول الخياطة في وقف المرأة الحرة، وكأنها تجد نفسها من الفتيات اليافعات القادمات للتعلم، لذا تساعد الفتيات في التعليم ونقل خبرتها التي اكتسبتها من ثلاثة عقود للأجيال القادمة.