قامشلو/ ملاك علي ـ أدان تجمّع نساء زنوبيا، ومؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا، عبر بيانين منفصلين، استهداف الاحتلال التركي عبر طائرة مُسيّرة لعضوة منسقية مؤتمر ستار “هيفا العربو”، وعضو حزب الاتحاد الديمقراطي، ديلاور العربو، يوم الثلاثاء الرابع من شباط الجاري.
وتنحدر هيفا عبد الإله العربو من مدينة الدرباسية، وولدت عام 1981 في قرية دليك التابعة لمدينة الدرباسية، بإقليم وشمال شرق سوريا، كما وينحدر ديلاور عبد القادر العربو من المدينة ذاتها، وولِد فيها عام 1990، وجاء في بيان، مؤتمر ستار: إن “جرائم الدولة التركية المحتلة، وقتل النساء المناضلات، أصبحت سمة بارزة لهذا النظام الفاشي، الذي يسعى لكسر إرادة المرأة ودفعها للاستسلام، ولكن عليها أن تعلم، أن كل شهيدة تعزز من الإصرار على الحرية وتؤجج روح المقاومة والانتقام من هذا النظام القمعي”.
وكشف البيان مسيرة هيفا العربو، المعروفة باسم صالحة فيان، وقال: “نشأت هيفا العربو، في عائلة وطنية متشبثة بثقافتها وهويتها، منذ صغرها، تأثرت بقيم الثورة النسائية، وانخرطت في العمل السياسي بعمر 16 عامًا، ثم التحقت بصفوف النضال في جبال كردستان عام 2000 لتصبح مناضلة قيادية، لم تعترف صالحة بالحدود المصطنعة، بل ناضلت في جميع أجزاء كردستان، وساهمت في تنظيم الشعب، وخاصةً النساء، لتوعيتهن بحقوقهن وتعزيز دورهن في الثورة”.
أضاف البيان: “بعد تحرير “الرقة، والطبقة، ودير الزور، من داعش، لعبت دورًا رئيسيًا في تأسيس التنظيمات النسوية ونشر فكر الحرية، حيث عملت على تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في جميع مجالات الحياة، مما جعلها مثالًا للمرأة الثورية القائدة”.
وأكد البيان: “كانت هيفا رمزًا لثورة المرأة، واحتلت مكانةً خاصة في قلوبِ الشعب الكردي، والنساء في جميع أنحاء كردستان، وعلى الدولة التركية الفاشية أن تُدرِك أن استهدافها للمناضلات لن يُضعِف الثورة، بل سيزيد من الإصرار على النضال حتى تحقيق الحرية”.
واختُتم البيان، بالتأكيد على إن “النساء سيواصلنَ السير على درب هيف “صالحة”، متعهدين بالانتقام لها ولجميع الشهداء، والوفاء لمبادئ الثورة الوطنية الديمقراطية، وثورة المرأة مهما كان الثمن”.
ومن جهته، أدلى تجمّع نساء زنوبيا، ببيانٍ في ذات التاريخ، قال فيه: إن هذه الجريمة، تأتي ضمن مسلسل الاستهداف الممنهج لأبناء الشعب الكردي، والمناضلين من أجل الحرية والديمقراطية، وهو دليل واضح على الوجه الإجرامي للاحتلال التركي، ومحاولاته المستمرة لإجهاض نضال المرأة والشعوب التواقة للحرية”.
وأشار البيان: “هيفا العربو كانت رمزًا للنضال والتضحية، وساهمت بشكل كبير في تأسيس مؤسسات المرأة في المناطق المحررة من داعش، كما لعبت دورًا بارزًا في تعزيز حركة تحرير المرأة وتمكينها من النهوض بالمجتمع، بفضل جهودها الجبارة، حيث أصبحت المرأة شريكة أساسية في كافة مجالات الحياة، وكافحت بلا كلل من أجل القضاء على الذهنية الذكورية والاستبداد، كما كان للمناضل ديلاور العربو، دور كبير في دعم القضية الكردية، وتعزيز العمل التنظيمي في شمال وشرق سوريا”.
وأوضح البيان: إن “دماء الشهداء لن تذهب سُدىً، وإن تجمع نساء زنوبيا سيواصلون درب النضال والمقاومة، حتى تحقيق الأهداف، والمتمثلة في الحرية والعدالة والمساواة، ومن هنا ندعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى تحمّل مسؤولياتها في حماية المدنيين في شمال وشرق سوريا، والعمل على محاسبة الاحتلال التركي على جرائمه أمام المحاكم الدولية”.
وتابع البيان: “نناشد المجتمع الدولي بفرض عقوبات صارمة على تركيا، ووقف عدوانها المستمر على المنطقة، ونؤكد بأن هذه الجرائم لن تُثني شعوب المنطقة من مواصلة طريق النضال والمقاومة، حتى تحقيق الحرية والانتصار”.
وفي ختامه، أشار البيان، إلى أن دماء الشهداء ستظل مشعلاً يُضيء درب الثورة حتى تحقيق الانتصار النهائي.