قامشلو/ جوان محمد ـ تظهر الكثير من المواهب في مناطقنا بالبطولات وضمن مختلف الفرق، وخاصةً في الفئات العمرية، وطبعاً من حق كلِّ نادي محاولة ضم هذه الموهبة لفريقه. ولكن؛ كيف؟ وبأي طريق يُتطلب أن تكون؟
سوف أرجع معكم إلى التسعينات من القرن الماضي، ووقتها كانت الفرق الشعبية لكرة القدم ذات هيبة كبيرة، وكانت الكثير من الفرق تستطيع أن تقارع أندية من الدوري السوري وقتها، وكانت هي الرافدة لناديهم الأم نادي الجهاد والوحيد الذي كان يُمثّل قامشلو وقتها، قبل أن يتشكل نادي جديد بالعام 2022، باسم نادي الهلال.
وفي تلك الأوقات كان هناك احترام كبير بين إدارات الفرق ومدربيها، وكان لا يقبل أي مدرب أن يقبل لاعب من فريق آخر ينضم لفريقه إلا بعد موافقة مدربه، وذلك احتراماً لذلك الفريق، وكانت التجاوزات في هذه القضية قليلة وقتها.
وفي تلك الأوقات كان جميع اللاعبين ضمن الفرق الشعبية ومن كل الفئات تلعب بدون مقابل أي أجر مادي، وكان الولاء لقميص الفريق هو السائد فوق كل شيء، ولذلك كان حتى تنقّل لاعب من فريقٍ إلى آخر كان لا يحصل بشكلٍ كبير، فالكثير من الفرق الشعبية كانت تُمثّل حي معين بمدينة قامشلو، ولذلك كان الولاء لحارته وأصدقائه في الفريق فوق كل الرغبات والمغريات.
في عام 2015 بمقاطعة الجزيرة أقيم أول دوري لفئة الرجال لكرة القدم بمشاركة أربع أندية تحت رعاية هيئة الشباب والرياضة بالمقاطعة وقتها، وفي العام نفسه تشكّل في مقاطعة الجزيرة اتحاد رياضي وحالياً أصبح مجلس رياضي بعد تشكيل اتحاد رياضي يُمثّل إقليم شمال وشرق سوريا في العام 2023.
في العام 2016، والأعوام التي تلته بدأ عدد الأندية يكبُر وبعدها بدأت البطولات تزداد، ولتكون البطولات لفئات الأشبال والناشئين والشباب والرجال والسيدات أيضاً، ولكن مع دخول أندية تُمثّل بعض الهيئات برياضة مقاطعة الجزيرة، ودخول بعض ممن يمتلكون أموال وتشكيلهم لأندية رياضيّة، فقد دخلت التجاوزات وقلة الاحترام المتبادل بين العديد من الأندية على صعيد ضم لاعب أو لاعبة حتى لناديهم.
وبالرغم من محاولة المجلس الرياضي تنظيم لوائح باللاعبين واللاعبات والاعتماد على عقود بين اللاعبات واللاعبين وأنديتهم، ولكن كان يحصل في الخفاء تجاوزات من بعض الإداريين والمدربين والذهاب لزيارة أهل اللاعب واللاعبة وإغرائهم بالمبالغ المادية، وهذا الأمر خلق المشاكل بين العديد من الأندية بمقاطعة الجزيرة، وتدخّل المجلس الرياضي لعدة مرات لحل هذه المشاكل.
ولكن الأفضل أن يترك كل عضو ضمن أي نادي رياضي وبأي صفة كان هذه الطرق في ضم اللاعبات واللاعبين لأنديتهم، لأنها لا تُمثّل أخلاق الرياضة الحقيقية، وعكس ذلك كانت هناك أندية تتحاور مع بعضها البعض في قضية الانتقالات، ولا تتم إلا بموافقة الطرفين واللاعبة أو اللاعب، وكان ذلك دليلاً واضحاً على وجود أشخاص ذوي عقلية رياضية حقيقية وذوي أخلاق عالية لا تسمح لهم بارتكاب التجاوزات، وتقديم المغريات المادية سرّاً لجلب لاعبات ولاعبين لأنديتهم، وبهذه الطريقة قلت التجاوزات شيئاً فشيئاً، ويتطلب أن تنتهي من جذورها لأن الرياضة أخلاق واحترام متبادل قبل كل شيء.