روناهي/ دير الزور – فلول النظام والميلشيات التابعة له في سوريا شبكة معقدة من المجموعات والخلايا النائمة، تتشابك أهدافها ودوافعها، فهي ليست مجرد بقايا جيش منهزم، بل هي كيانات تتغذى على الفراغ الأمني، وتستغلّ الفرص القائمة، وتتفاعل مع التطورات السياسية والاجتماعية لتحقيق أهدافها الخاصة، مهما اختلفت.
فبعضها كانت ترتبط بالنظام البائد، بينما البعض الآخر يعمل بشكل فردي ولكن أيضاً كان يحقق مصالح ذاك النظام بطريقة أو بأخرى، وكانت أعمالها العنيفة، من هجماتٍ مُخطّطة أو عملياتٍ انتقامية، كانت تُلقي بظلالها الثقيلة على حياة المدنيين، وتُعرقل جهود إعادة البناء والتعافي.
وبعد رحيل النظام، عمل هؤلاء في الخفاء أحياناً، وفي العلن أحياناً أخرى، بحيث يتم تغذية الصراعات وتُعمّق الانقسامات، مما يُعيق أيّ مسعى نحو المصالحة والسلام، والتعامل معها يتطلب فهماً عميقاً للسياق المحلي، والتحليل الدقيق لدوافعها المتعددة، ووضع استراتيجياتٍ مُتكاملةٍ تُوازن بين الأمن والحفاظ على حقوق الإنسان. وتتغلغل المجموعات المختلفة في ريف دير الزور، لتُهدد أمن السكان وسلامتهم، وغالبيتها من فلول النظام السابق، ما يشكل خوفاً بين السكان في المنطقة، حيث يمارس هؤلاء يومياً أساليب الترهيب والابتزاز، وأحياناً يكون هناك اصطدامات بينهم على النفوذ والموارد، ما خلق الكثير من الفوضى والقلق، بين المدنيين.
وجود المجموعات خطر على المدنيين
وفي السياق، تحدث عضو المجلس العسكري بدير الزور، سليمان الحمادة، لصحيفتنا: “هذه المجموعات، كانت تتلقى الدعم المالي من النظام السوري وإيران، بالإضافة إلى جهات أخرى، دخلت مناطق ذيبان والزر، وسيطرت على بعض النقاط إثر خروج مجلس دير الزور العسكري منها، حفاظاً على أرواح المدنيين، ونتيجة عمليات دقيقة ومستمرة تمكنا من اعتقال عدد من هؤلاء المرتزقة، وأيضاً ألقينا القبض على عدد من سكان بلدة الذيبان، لتعاملهم مع تلك المجموعات وبدعم من إبراهيم الهفل ومن يقف خلفه”.
وأوضح: أن “هذه المجموعات المرتزقة التي تُعتبر من بقايا النظام السوري السابق وإيران، لا تزال تشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة، لأنها تستهدف المدنيين بشكل مباشر”.
وأكد: “هناك تنسيق كامل بيننا وبين القوات الأمريكية المتواجدة هناك، ونحن نعلم أن إبراهيم الهفل هو من يدعمهم اليوم، ووجهنا نداءً لإبراهيم الهفل حذرناه من مغبة القيام بهذه الأعمال الإجرامية بحق المدنيين من سكان المنطقة”.
وتابع: إن “هذه الأعمال الإجرامية تُمثل تهديداً لأمن المنطقة ودول الجوار، وسيتم محاسبة هؤلاء على ما اقترفوه من انتهاكات، ونحن اضطررنا لفرض حظر التجوال، رغم ما سببه من مضار على الأهالي، لكنه كان ضرورياً من أجل سلامة الأهالي، ونعاهد شعبنا بالمضي في ملاحقة المرتزقة من فلول النظام حتى إعادة الأمان إلى المنطقة”.