قامشلو/ ملاك علي – في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، يلعب الهلال الأحمر دورًا حيويًا في مواجهة التحديات.
في مقاومة “سد تشرين”، كان الهلال الأحمر في الصفوف الأمامية للتعامل مع أعداد كبيرة من الجرحى، حيث نظمت الفرق الطبية لتقديم الإسعافات الأولية ورعاية المصابين في ظروف استثنائية، فساهم هذا التنظيم الدقيق في إنقاذ العديد من الأرواح، على الرغم من نقص الموارد والتحديات اللوجستية.
كما يواصل الهلال الأحمر جولاته الإنسانية في مراكز الإيواء، الذي يضم مهجري مقاطعة عفرين والشهباء، لتقديم الدعم لمن يعاني من أوضاع معيشية صعبة، وتشمل هذه الجولات توزيع المواد الإغاثية وتقديم الدعم الطبي والنفسي لضمان تحسين أوضاعهم قدر الإمكان.
استهداف سيارات الإسعاف خطر يهدد حياة الجرحى
وفي لقاء لصحيفتنا “روناهي” مع الإداري في غرفة العمليات والطوارئ بالهلال الأحمر الكردي “فرحان سليمان“، أكد بأن مراكزهم تتوزع من ديرك حتى الرقة، ورغم امتلاكه عددًا من سيارات الإسعاف، إلا أن تزايد الضربات العسكرية والاستهداف المباشر للفرق الطبية يجعل عمليات الإسعاف تواجه صعوبات وتحديات كبيرة، خاصة في ظل النقص المتزايد بالموارد.
وتابع: “ففي الفترة الأخيرة، تعرضت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الكردي وهيئة الصحة للقصف المباشر، ما أسفر عن إصابات وشهداء في صفوف الفرق الطبية، ففي آخر استهداف، قصفت طائرة مسيرة تركية سيارة إسعاف على طريق الجرنية – الرقة، ما أدى إلى إصابة السائق وخروج السيارة عن الخدمة.
كما استُهدفت ثلاث سيارات إسعاف تابعة لهيئة الصحة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من طواقمها وإصابة أربعة آخرين، إضافة إلى تدمير السيارات بالكامل، حيث كشف “سليمان” بأنه لم تقتصر الخسائر على الفرق الطبية، بل استشهد أحد المتطوعين في الهلال الأحمر الكردي جراء قصف سد تشرين، في استهداف مباشر للكوادر الطبية.
ويمتلك الهلال الأحمر الكردي عددًا من سيارات الإسعاف المنتشرة في مناطق عدة، بينها أربع سيارات في الرقة، إلا أن القصف المكثف على المناطق المدنية يتسبب أحيانًا في نقص سيارات الإسعاف المتوفرة، وعند الحاجة، يتم إرسال سيارات إضافية من “الحسكة، وقامشلو، والرقة” لتعويض النقص، بهدف نقل الجرحى وإنقاذهم بأسرع وقت ممكن قبل أن يفقدوا حياتهم.
إنقاذ المرضى ومساندة المهجرين
وعلى الرغم من المخاطر، تستمر فرق الهلال الأحمر الكردي بتقديم الخدمات الطبية والإسعافية، والتي تشمل نقل الجرحى من مناطق الاشتباكات والقصف إلى المشافي، وتوفير خدمات الإسعاف للمرضى العاديين، سواء داخل المدن أو بين المناطق المختلفة، وتقديم الدعم الطبي للنازحين والمهجرين، خاصة من عفرين والشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب.
فمنذ تهجير سكان عفرين، كان الهلال الأحمر الكردي في مقدمة الجهات التي استقبلت المهجرين عند معبر الطبقة، حيث تم تخصيص خمس سيارات إسعاف لنقل المرضى والمصابين إلى المشافي، ولم يتوقف الدعم عند ذلك، بل استمر عبر تقديم سلال صحية للعوائل المحتاجة، إضافة إلى توزيع حليب الأطفال لضمان حصولهم على احتياجاتهم الأساسية.
وتبقى أكبر التحديات التي تواجه الهلال الأحمر الكردي استهداف سيارات الإسعاف، ما يعيق عمليات الإنقاذ ويعرض حياة الجرحى للخطر، فتوفير ممرات آمنة لسيارات الإسعاف، ومنع استهدافها، سيسهم بشكل كبير في إنقاذ المزيد من الأرواح وتحسين الخدمات الإسعافية.
واختتم الإداري في غرفة العمليات والطوارئ بالهلال الأحمر الكردي “فرحان سليمان” حديثه: “رغم المخاطر كافة، تستمر فرق الهلال الأحمر الكردي في أداء واجبها الإنساني بلا توقف، مؤكداً، على التزامهم بإنقاذ الجرحى والمصابين وتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين، رغم الظروف الصعبة التي تفرضها الحرب.