مركز الأخبار – تتزايد المخاوف بشأن ارتفاع معدلات قتل النساء في إيران، حيث سجلت مقتل سبع نساء وفتيات خلال ستة أيام في ست مدن إيرانية، على يد آبائهن أو أزواجهن أو أقارب آخرين. وقد أُرجعت دوافع هذه الجرائم إلى “قضايا الشرف أو خلافات عائلية”.
وفي تصعيد مقلق، تتزايد حالات العنف والجرائم بحق النساء الإيرانيات، وأبرزها حالات القتل، حيث ذكرت صحيفة “اعتماد”، في تقرير نُشرته يوم السبت الأول من شباط الجاري، أن سبع “نساء وفتيات” قُتلن على يد أفراد من عائلاتهن، خلال الأسبوعين الماضيين.
وحسب التقرير، فقد لقت هؤلاء النساء والفتيات حتفهن بين يومي 26 كانون الثاني الماضي، و31 من الشهر نفسه، على يد أقاربهن في مدن “أسد آباد، وبروجرد، وبیرانشهر، وشوشتر، وكرمانشاه ومراغه”.
وكانت “إيران إنترناشيونال” قد أشارت، في تقرير نشرته يوم الأحد 26 كانون الثاني الماضي، إلى مقتل ثلاث نساء خلال 24 ساعة، مؤكدة أن هذه الحوادث زادت القلق المجتمعي بشأن تصاعد جرائم قتل النساء في إيران. ومن جهتها، ذكرت صحيفة “اعتماد”، استناداً إلى دراسات أكاديمية حول قتل النساء والفتيات في إيران، أن عدد هذه الجرائم كان يُقدَّر سنويًاً بين 375 و450 حالة قبل عام 2021، مع تصدّر محافظات “إيلام، وخوزستان، وسيستان وبلوشستان، وكردستان”، قائمة المناطق الأكثر تضرراً من تلك الجرائم، مقارنة بالمحافظات الأخرى.
وحسب تحليل صحيفة “اعتماد” لهذه الدراسات، فإن عمليات القتل بدافع “الشرف” أو “الخلافات العائلية” تُنفَّذ في هذه المحافظات، وسط “نظرة إيجابية”، لأن الجناة يعدون أنفسهم “فخورين” بما ارتكبوه.
ففي 30 كانون الثاني الماضي أيضاً، قُتلت عاطفة زغيبي، الفتاة البالغة من العمر 17 عاماَ، في منطقة شعيبية بمحافظة خوزستان، أثناء حملها طفلها بين ذراعيها، بعد أن أطلق والدها وشقيقها عليها 16 رصاصة. ووفقاً لتقرير موقع “ركنا” الإخباري الإيراني، فقد فرت الفتاة قبل عامين مع شاب كانت تنوي الزواج منه، وبعد ذلك بعام، دفع زوجها مبلغ 600 مليون تومان (نحو 12 ألف دولار) لعائلتها، خلال جلسة عشائرية لحل النزاع والاعتراف بزواجهما رسمياً، لكن والد عاطفة، رغم تلقيه المبلغ، هدد بقتلها ونفذ تهديده لاحقًا.
ونشرت صحيفة “هم میهن” تقريراً مفصلاً، في 30 كانون الثاني الماضي، عن جريمة ما تسمى بـ”قتل الشرف”، التي تعرضت لها، فتاة تدعى “كاني عبد اللهي”، وهي فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً من قرية ماشكان في بيرانشهر، على يد والدها طعنَا بسكين، فيما وُصف بأنه “جريمة شرف”، مشيرة إلى أن فتيات القرية يعشن في حالة من الخوف والقلق، خاصة بعد وقوع جرائم مشابهة، من بينها مقتل ابنة عم كاني سابقا.
وقد أفادت صحيفة “اعتماد”، في 19 تشرين الثاني الماضي، بأنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الأعوام: 2022، 2023و، و2024، قُتلت ما لا يقل عن 85 امرأة وفتاة على يد أزواجهن أو آبائهن أو إخوتهن أو رجال مقربين منهن.
وفي تموز 2023، ذكرت الصحيفة ذاتها أنه في الربع الأول من عام 2022، قُتلت 22 امرأة على يد “رجال مقربين منهن”، مثل الأزواج أو الآباء أو الإخوة، وفي الفترات الزمنية المماثلة لعامي 2023 و2024، ارتفع العدد إلى 28 و35 امرأة على التوالي.
كما نشرت صحيفة “شرق” تقريراً يكشف أنه بين حزيران 2021 وحزيران 2023، وقعت في إيران جريمة قتل امرأة واحدة كل أربعة أيام في المتوسط.