الدرباسية/ نيرودا كرد ـ أشارت الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي بالدرباسية، ديانا عبد الله، إلى أن سوريا الجديدة يجب أن تُبنى على أساس الحوار بين السوريين، ولفتت إلى أن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، هي الأساس في أي حوار بين الإدارة الذاتية ودمشق، وأكدت، أن دولة الاحتلال التركي تلعب دورا بارزا في عرقلة مسار الحلول في سوريا.
يتصدر ملف الحوارات الجارية بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، وإدارة هيئة تحرير الشام في دمشق، المشهد السياسي السوري بعد سقوط النظام، وتأتي أهمية هذه الحوارات لأن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، اثبتت جدارتها خلال أكثر من عقد، الأمر الذي يتطلب الانطلاق من مبدأ إدارة الشعب نفسه بنفسه على كامل الجغرافيا السورية.
وعلى الرغم من عقد عدد من جولات لحوار بين الجانبين، إلا إنها لم تفضِ بعد إلى أي نتيجة ملموسة على أرض الواقع، لأن العقلية الإقصائية لدى البعض، تترافق مع التدخلات الخارجية الرامية إلى إفشال الجهود المبذولة للوصول إلى سوريا تعددية ديمقراطية لا مركزية، تؤمن للشعب السوري بمختلف مكوناته حقه في تقرير مصيره وإدارة شؤونه بنفسه، ولا يخفى على أحد أن دولة الاحتلال التركي لها اليد الطولى في عرقلة هذه الجهود.
الإدارة الذاتية أساس الحلول
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي بالدرباسية، ديانا عبد الله: “بعد سقوط نظام الأسد، دخلت سوريا مرحلة تاريخية، جلبت معها تغييرات سياسية كبيرة، الأمر الذي فرض على الأطراف أن تلتف إلى التحاور فيما بينها، وانطلاقا من هذه الأهمية، عقدت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، عدد من اللقاءات مع هيئة تحرير الشام”.
وأضافت: “خلال الفترة السابقة، فرضت الإدارة الذاتية الديمقراطية نفسها رقماً صعباً في المعادلة السورية، وبالتالي من الصعب الحديث عن المستقبل السوري، دون وجود الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ممثلاً شرعياً لشعوب هذا الإقليم، ولا سيما الشعب الكردي، وبالتالي الضامن الوحيد لتثبيت حقوقهم الدستورية في المستقبل السوري”.
وتابعت: “لقد فرضت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، نفسها نموذجاً ديمقراطياً، وتعاملت بمسؤولية ومرونة تجاه هذا الملف، ولا سيما خلال المباحثات التي أجرتها مع إدارة هيئة تحرير الشام، فقدمت نقاطاً وبنوداً أساسية، يمكن أن يبنى عليها في المستقبل السوري، بناء على ذلك، يتعين على إدارة هيئة تحرير الشام، التعامل بالمثل، خلال المفاوضات، للوصول إلى تفاهمات وتوافقات تلبي مصالح الشعب السوري”.
وزادت: إن “المرحلة الجديدة التي تمر بها سوريا، مفتوحة على الاحتمالات كلها، فإن لم يصل السوريون إلى توافقات تؤسس لسوريا تعددية ديمقراطية، ستتجه إلى نفق مظلم، الأمر الذي يفرض على الجميع، وبالدرجة الأولى هيئة تحرير الشام، التعامل بمسؤولية مع الملفات المطروحة على الطاولة، لا سيما أن هذه الملفات تشكل اللبنة الأساسية في بناء سوريا المستقبل”
.متمسكون بحماية خصوصية “قسد”
وأشارت: “الركائز الأساسية التي يجب أن يبنى عليها أي حوار قادم، هي وجود
إدارة ذاتية ديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، واقعاً موضوعياً فرضته إرادة شعوب هذا الإقليم، لا سيما أن هذه الإدارة استطاعت أن تتعامل مع المستجدات، التي طرأت على سوريا والشرق الأوسط، خلال الفترة الماضية، وهذا التعامل حافظ على مستوى الأمن والاستقرار الذي يتمتع به إقليم شمال وشرق سوريا، وبالتالي يجب دراسة هذه التجربة بعقلانية أكبر، وتعميمها نموذجاً ديمقراطياً للإدارة في المناطق السورية، والشعب السوري بحاجة اليوم لإدارة نفسه بنفسه، وتجربة إقليم شمال وشرق سوريا تقدم نموذجا فعالا لهذه الإدارة، لأن هذه التجربة حرصت على تمثيل شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وهذا ما جعل من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا نموذجا هو الأفضل على أرض الواقع”.
وأردفت: “أما المرتكز الثاني، الذي يجب بناء الحوارات عليه، هو خصوصية قوات سوريا الديمقراطية، قوات عسكرية لمت شمل شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وحرصت على الدفاع عنها في وجه المخاطر الخارجية، وهذا يفرض أن تكون لهذه القوات خصوصيتها في بناء الجيش السوري الجديد، والاستفادة من الخبرات العسكرية، التي اكتسبتها، والتي ساعدتها على الوقوف في وجه الهجمات التي تعرض لها إقليم شمال وشرق سوريا خلال سنين الأزمة السورية”.
واستطردت: “في الوقت الذي تجرى فيه حوارات على مستويات سياسية متعددة داخلية وخارجية، تستمر مساعي دولة الاحتلال التركي، إفشال هذه الحوارات، وبالتالي عرقلة الوصول إلى سوريا جديدة، لأنها تستمر في مهاجمة مناطقنا، ساعية من خلال ذلك إلى احتلال المزيد من الأراضي، وبذلك تهدف إلى إفشال محاولات الحوار بين الأطراف السورية، وبالتالي فشل الوصول إلى سوريا جديدة”.