قامشلو/ دعاء يوسف ـ أبدت عضوة الهيئة الإدارية لمجلس المرأة السورية في إقليم شمال وشرق سوريا “أمينة عمر”، قلقها من تمثيل مرتزقة الاحتلال التركي والمجرمين المطلوبين للعدالة دولياً في قيادات سوريا الجديدة في إدارة هيئة تحرير الشام، مؤكدة على استمرار نضال النساء حتى تنال المرأة حقوقها في سوريا ويحاسب قتلة النساء وخاصة قاتل الشهيدة “هفرين خلف”.
حضر أحمد إحسان فياض الهايس المرتزق الملقب باسم “أبو حاتم شقرا” قاتل الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيدة “هفرين خلف”، وأبو عمشة الذي ارتكب العديد من المجازر بحق أبناء سوريا في المناطق المحتلة، “مؤتمر النصر” الذي عقد في دمشق بتاريخ 29 كانون الثاني، وهذا ما أدى إلى سخط النساء في إقليم شمال وشرق سوريا عادّين هذا الحضور تصغيراً بشهيداتهم، وخاصة السياسية والناشطة الكردية هفرين خلف، التي أثار استشهادها الرأي العام المحلي والعالمي لبشاعة الجريمة التي أقدم عليها مرتزقة المحتل التركي بدم بارد.
المجرمون لا يمثلون قادة سوريا
وخلال لقاء لصحيفتنا “روناهي” مع عضوة الهيئة الإدارية لمجلس المرأة السورية في إقليم شمال وشرق سوريا، وعضوة منسقية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا “أمينة عمر” تحدثت عن مكانة المرأة والمقاومة التي أبدتها منذ بداية الثورة السورية: “تشهد سوريا اليوم مرحلة حساسة وجديدة، تعيد بناء نفسها فيها بما يخدم مصالح الشعوب في المنطقة، وبذلك يجب أن يكون للمرأة دور هام في هذه المرحلة كما كان لها دور في الثورة السورية، وهي ضرورة أساسية”.
كما تطرقت أمينة إلى مؤتمر النصر في دمشق: “لقد كان الحضور في ذلك المؤتمر من المجموعات العسكرية فقط، وذات طابع واحد وهذا المؤشر خطير جداً ويصف المرحلة القادمة، التي ستمر بها سوريا فما جرى خلال المؤتمر وحضور زعماء الإرهاب الذين ارتكبوا المجازر بحق الشعب السوري، ليتخذوا القرارات في إدارة سوريا يعد جرماً بحق السوريين، كما لم يكن هناك تواجد للمرأة السورية، أو الطوائف والشعوب السورية المتنوعة، وهذا ما لم يقبله الشعب السوري”.
واستنكرت أمينة وجود المجرمين كحاتم أبو شقرا، المدعو “إحسان فياض الهايس”، وأبو عمشة، ضمن أروقة حكومة دمشق: “لقد تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق السوريين، وحضورهما في المؤتمرات المصيرية التي تحدد مستقبل سوريا تحت حماية إدارة هيئة تحرير الشام يعد استخفافاً بدماء شهدائنا وتضحياتهم”.
هذا وقد ارتكب حاتم أبو شقرا وأبو عمشة، متزعما “أحرار الشرقية”، العديد من الجرائم بحق أبناء شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، في العديد من المناطق التي احتلتها تركيا كعفرين وكري سبي وسري كانيه، فقد شاركت مرتزقة “أحرار الشرقية” في هجمات الاحتلال التركي عام 2018 على عفرين، ونشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان، تقريراً في تموز 2018، حول الانتهاكات التي ارتكبتها مرتزقة “أحرار الشرقية” من نهب وتدمير ممتلكات المدنيين. كما نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً في آب 2018، أكدت خلالها أن مرتزقة “أحرار الشرقية” تقوم بعمليات الاختطاف والاعتقال التعسفي للمدنيين وسلب أراضيهم.
واغُتيلت الأمين العام لحزب سوريا المستقبل “هفرين خلف”، في 12 تشرين الأول 2019 مع سائقها “فرهاد رمضان” وتم التمثيل بجثتها، من مرتزقة الاحتلال التركي، بقيادة المرتزق حاتم أبو شقرا، إبان الهجوم الاحتلالي لدولة الاحتلال التركي على منطقتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض.
قاتل هفرين يجب أن يحاكم
ناضلت الشهيدة هفرين بشجاعة لترسيخ السياسة الديمقراطية، وتحقيق آمال وطموحات الشعب السوري في الحرية والعدالة، كما سلكت أصعب وأرقى دروب النضال والكفاح من أجل وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وسعت لإنهاء المعاناة والأزمة السورية عبر الحوار السوري – السوري، الذي آمنت به وعملت من أجله، وعن نضالها قالت أمينة: “إن هفرين خلف كانت رمزاً للمقاومة والنضال السياسي للمرأة، فقد تركت إرثاً خالداً لنساء إقليم شمال وشرق سوريا، ورسالة السلام التي سعت لنشرها من خلال الحوار، تقع اليوم مع رحيلها على عاتقنا”.
تابعت أمينة: “إن الإنجازات والمكتسبات التي حققتها ثورة التاسع عشر من تموز في إقليم شمال وشرق سوريا بقيادة المرأة السورية، تهمش في الإدارة المؤقتة لسوريا، وذلك بحضور قاتل الشهيدة هفرين خلف الاجتماعات والمؤتمرات المصيرية لمستقبل سوريا، رغم أنه مدان من عدة دول، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، التي وضعته ضمن قوائم الإرهاب لارتكابه المجازر والجرائم الوحشية بحق أبناء سوريا، كما هناك دعاوى مقامة ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية، وأن إدارة القتلة والمجرمين الوضع في سوريا يجرها إلى مستقبل مجهول دموي”.
واختتمت عضوة الهيئة الإدارية لمجلس المرأة السورية في إقليم شمال وشرق سوريا، وعضوة منسقية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا “أمينة عمر” حديثها بالتأكيد على أهمية النضال وتكاتف الشعوب: “إننا لا نقبل هذه السياسة التي تعطي الحقوق للقتلة وتهمش من ناضل وقدم التضحيات من أجل سوريا ديمقراطية جديدة تحفظ فيها حقوق الشعب السوري كافة، وسنناضل، نحن النساء، لحفظ إرث الشهيدة هفرين خلف، وسنسعى لمحاسبة مرتكبي جريمتها الشنيعة، تحقيقاً للعدالة والسلام لروحها، وسنقوّض هذا الخطط التي رتبت لسوريا الجديدة”.
وأسهمت الشهيدة هفرين خلف في تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا عام 2014 من خلال انخراطها في العمل المجتمعي والسياسي في المنطقة، حيث نشطت في مؤسسات الإدارة وقامت بدور فعّال، وعملت على تأسيس مؤسسة العلم والفكر الحر عام 2012، كما كانت من مؤسسي مكتب التدريب الاجتماعي والأكاديمي، بالإضافة إلى أنها شغلت منصب نائبة رئيس هيئة الطاقة في إقليم الجزيرة عام 2015، ثم شغلت منصب الرئاسة المشتركة لهيئة الطاقة 2016.