روناهي/ مركز الأخبار – لليوم السابع على التوالي تستمر صالات وقاعات معرض الكتاب بالقاهرة في مدينة المعارض بمصر، باستقبال زوارها من محبي وعشاق الثقافة والأدب ومقتني وقراء الكتب، وتستمر كذلك الفعاليات المميزة من ثقافية وفنية وأدبية، ما يضفي على المعرض طابعا من الاحتفال الجماهيري والعرس الثقافي الذي تشارك فيه دول ومؤسسات شتى من أصقاع العالم.
إقبال جماهيري لافت
أعلنت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب 56، والذي تُنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، وحسب ما ورد في صفحة المعرض الرسمية على منصة فيسبوك، أن المعرض قد سجل حضورًا جماهيريًا كبيرًا، الثلاثاء 28 كانون الثاني 2025م، بلغ نحو (356.144) زائرًا، ليصل بذلك إجمالي عدد زائريه خلال خمسة أيام متتالية، إلى (1.871.509)، منذ أن اُفتتحت أبواب المعرض للجمهور، وهو رقم قياسي يُجسد مدى الإقبال الجماهيري الكبير الذي تحظى به فعاليات هذه الدورة منذ انطلاقها؛ خاصة بأجنحة: الكتب المُخفضة؛ جناح الطفل؛ قطاعات وزارة الثقافة؛ وكذلك كانت الكتب التاريخية والسلاسل هي الأكثر مبيعًا.
فعاليات موازية تجذب الجماهير وتغني الفكر والثقافة
البرنامج الموازي للمعرض غني وزاخر بالمعرفة والتنوير الفكري والثقافي وحتى الفني، وقد شهدت الأيام الست الماضية إقامة العديد من هذه الفعاليات التي تابعتها الجماهير والزوار بشغف، فقد شهدت أركان المعرض وقاعته وصالاته تنوعا غنيا فيما قُدِّم من محاضرات وندوات حوارية ونقاشات في الفكر والثقافة والأدب إلى جانب فعاليات خاصة بذوي الهمم وأمسيات شعرية، ونقاشات مستفيضة في مواضيع مجتمعية وعلاقات دولية. ومن العروض الفنية عرض لذوي الهمم تحت عنوان «بنكمل بعض» من خلال عروض الأراجوز للمركز القومي لثقافة الطفل.
وعلى مسرح «بلازا 1» قدم قطاع الإنتاج الثقافي «فرقة الشمس» تحت إشراف د. شيرين البياع، أغاني نالت اهتمام الجمهور، فيما قدمت وزارة التربية والتعليم؛ على مسرح بلازا 2؛ عروضًا فنية للأطفال من محافظة الإسماعيلية، وشملت العروض: «سجل حلمك في عيد الطفولة»، وعروضاً تمثيلية وفنية لفرق عديدة. أبهرت عروضها الجمهور.
“التشريع والتكنولوجيا”.. ندوة حوارية حول الذكاء الاصطناعي في معرض الكتاب
وفي الفعاليات والأنشطة الفكرية والثقافية استضافت قاعة الصالون الثقافي بـ “بلازا 2” في المعرض ندوة بعنوان “التشريع في عالم الذكاء الاصطناعي”، بحضور سلطان الخالدي، الباحث في فلسفة القانون من المملكة العربية السعودية، والدكتور عمر الورداني، حيث أدار الندوة الدكتور وليد عبد المنعم. وأضافت النقاشات والمداولات الكثير من القيمة والأبعاد الفكرية العميقة للموضوع.
كما شهد جناح وزارة الثقافة المصرية، وضمن فعاليات البرنامج الثقافي، ندوة في إطار “ملتقى الإبداع الشعري”، لمناقشة ديوان “ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه” للشاعر عربي كمال، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة الإبداع الشعري، بتصميم غلافه الفنان أحمد اللباد.
ناقش الديوان الدكتور شوكت المصري، أستاذ ورئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية الفنون بالإسكندرية، الذي أكد أن الشعر ليس مجرد مشاعر فقط، بل إن الشعرية العربية قد شهدت ظهور أكثر من 115 ألف شاعر على مدار السنوات، خاصة وأن الشعر يعد فنًا نخبويًا. وأشار إلى أن قصيدة النثر هي نص يمكن قراءته مرارًا وتكرارًا، وأن الشاعر عربي كمال حاول أن يصيغ تركيبته الشعرية من خلال توصيف شعري خاص.
بينما شهدت قاعة فكر وإبداع، مناقشة رواية «الخواجاية» ضمن محور الأعمال الأدبية؛ بحضور الناقد الأدبي الدكتور محمد بدوي، والدكتورة شيرين أبو النجا، وأدر الندوة الكاتب سيد محمود.
كذلك كان للشباب نصيب في الندوات واللقاءات الحوارية إذ شهدت “القاعة الرئيسية”؛ في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ ندوة بعنوان “الشباب والعمل العام”؛ نظمتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمشاركة مصطفى عز العرب، معاون وزير الشباب والرياضة لشؤون التنمية الثقافية والمجتمعية، وإيمان ريان، نائب محافظ القليوبية، وبلال حبش، نائب محافظ بني سويف، وأدارها مصطفى كُريم؛ من تنسيقية شباب الأحزاب. أيام ستة انقضت من أيام المعرض ولا زالت هناك أيام أخرى زاخرة بالفعاليات والأنشطة التي ستقام، وما ذكرنا منها غيض من فيض، قياسا لما يتم في معرض للكتاب يعد الأبرز في مصر والشرق الأوسط.