قامشلو/ ملاك علي – في خطوة تهدف إلى تعزيز دور الفن كرسالة دعم وتضامن، انطلقت ورشة “سمبوزيوم” في مركز محمد شيخو للثقافة والفن، بمشاركة مجموعة من الفنانين المبدعين من مختلف المناطق، تأتي هذه المبادرة جزءاً من الجهود المبذولة لدعم قوات سوريا الديمقراطية، وإبراز قيم التضحية والدفاع عن الأرض والكرامة من خلال الفن.
تضمن السمبوزيوم برنامجًا مكثفًا امتد لخمسة أيام، حيث شارك كل فنان برسم لوحتين تعبّر عن موضوعات التضامن والمقاومة، كل يومين لوحة واحدة، لتُختتم الورشة في اليوم الخامس بمعرض فني شامل يعرض اللوحات التي تم إنجازها خلال الورشة، هذا المعرض يُعد فرصة للتعبير عن الامتنان للقوات المدافعة عن المنطقة، وتجسيد الروح الوطنية والانتماء من خلال لوحات تحمل رسائل إنسانية عميقة.
الرسومات اتسمت باستخدام الألوان الزيتية الرمزية القوية، التي تعكس عمق المشاعر المرتبطة بالمقاومة، بعضها أظهر مشاهد للمناضلين، وهم يدافعون عن السد، بينما ركزت أخرى على الطبيعة المحيطة بالسد والتأثيرات التي خلفتها الحرب؛ ما أعطى المعرض تنوعًا في الطرح الإبداعي.
جاء هذا السمبوزيوم في الوقت الراهن ليؤكد لنا أن المقاومة ليست فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في قاعات الإبداع التي تحمل ذاكرة الشعوب وتاريخها.
مشاركتي في “لون مقاومة تشرين” تعبير عن التضامن مع قسد
ومن المشاركين شارك الفنان التشكيلي “رودر نصر الدين إبراهيم،” من مدينة قامشلو، في معرض “لون مقاومة تشرين” الذي أقيم في مركز محمد شيخو للثقافة والفن، وعن مشاركته في ورشة السمبوزيوم، قال: “رسمت لوحتين باستخدام الألوان الزيتية، حيث ركزت أعمالي على موضوع مقاومة إخواننا في قوات سوريا الديمقراطية، في سد تشرين، تعبيراً عن تضامننا مع تضحياتهم وبطولاتهم”.
وأضاف: “أنا فخور جداً بهذه المشاركة، ليس فقط لأنها تحمل رسالة تضامن مع قوات سوريا الديمقراطية وشهدائنا، ولكن لأنها جاءت في لحظة تعكس أهمية الفن في توثيق التضحيات، ودعم قضايا مجتمعنا، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى لي، إذ سبق أن شاركت في 20 معرضاً فنياً، إلا أن هذه التجربة لها مكانة خاصة في قلبي، لأنها تحمل رسالة وطنية وإنسانية”.
واختتم الفنان التشكيلي ” رودر نصرالدين إبراهيم “حديثه بالتأكيد على أن الفن هو وسيلة قوية للتعبير عن القضايا الجوهرية للمجتمع، مشيراً إلى أن مشاركته في هذا المعرض هي جزء من واجبه الفني والإنساني لدعم المقاومة وتخليد تضحيات قوات سوريا الديمقراطية.
بلوحتي أكرّم الشهداء وأعبّر عن تضامننا مع قسد
ومن جانبها شاركت الفنانة التشكيلية هيفين عبدو، من مدينة عامودا، وخريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة روج آفا، في معرض “لون مقاومة تشرين” المقام في مركز محمد شيخو، للثقافة والفن، تعبيراً عن دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، وصمود المدنيين في سد تشرين.
وعن مشاركتها في السمبوزيوم، أوضحت هيفين، التي تبلغ من العمر 35 عاماً: “رسمت لوحة واحدة بسبب ضيق الوقت، لكنها تحمل رسالة عميقة، اللوحة تتضمن صورتين لشهيدين عزيزين هما الشهيد جمعة إبراهيم، المعروف باسم “بافي طيار”، الذي استطاع أن يدخل قلوب الجميع بأعماله الكوميدية الهادفة، والشهيد كيفو عثمان (أبو هوكر) لاعب كرة القدم والشخصية الاجتماعية والرياضية الشهيرة”.
أضافت هيفين: “كنت أتمنى أن أرسم لوحة كبيرة تضم جميع الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الشعب والأرض، لكنني اخترت هذين الرمزين لإظهار مدى تلاحمنا كشعب محب للسلام والأمان والاستقرار”.
وأكدت الفنانة أن مشاركتها في المعرض تأتي لدعم المقاتلين الذين يقاتلون منذ أكثر من 40 يوماً: “أردت من خلال لوحتي أن أقدّم دعماً بسيطاً من خلال الفن، لإيصال رسالة للعالم بأننا شعب متماسك نقدّر تضحيات شهدائنا ونسعى للسلام”.
واختتمت “هيفين عبدو” حديثها بالإشارة إلى أهمية الفن في توثيق التضحيات ودعم القضايا الإنسانية، والوطنية، مؤكدة أن كل عمل فني هو رسالة تضامن وتقدير لمن يبذلون حياتهم في سبيل الدفاع عن الأرض والإنسان.
وفي هذا السياق بين عضو اللجنة التحضيرية لمعرض “لون مقاومة تشرين”، “علي عبد الله“، أن افتتاح المعرض في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو جاء وقفة تضامنية مع قوات سوريا الديمقراطية، والمقاومة المستمرة في سد تشرين.
وأضاف عبد الله: “أن المعرض انطلق بورشة سمبوزيوم في يومه الأول بمشاركة 11 فناناً تشكيلياً، حيث أبدع كل فنان في رسم لوحتين تعكسان الأحداث الأخيرة، ومقاومة قوات سوريا الديمقراطية في سد تشرين، وأوضح أن السمبوزيوم استمر لخمسة أيام، وكان الهدف إبراز دور الفن كوسيلة لدعم القضايا الوطنية والإنسانية”.
وأكد عضو اللجنة التحضيرية لمعرض “لون مقاومة تشرين”، “علي عبد الله أن واجب الفنانين التعبير عن المواقف الوطنية والإنسانية من خلال الفن، مشيراً إلى أن الريشة والألوان يمكنان أن يكونا أدوات مقاومة فعّالة: “هذا المعرض هو تحية تقدير لقوات سوريا الديمقراطية ومقاومتهم البطولية، ونحن سنظل نؤدي دورنا في هذه المعركة الوطنية والإنسانية”.