روناهي/ دير الزور – أكدت نساء مقاطعة دير الزور، بأن الاحتلال التركي يرتكب جرائم إبادة بحق شعوب المنطقة والمرأة على وجه الخصوص، وطالبن المجتمع الدولي ومُنظمات حقوق الإنسان بالتدخّل الفوري لإيقاف الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، رمز للمقاومة والتغيير، إلى جانب ذلك يُعانينَ من انتهاكات شديدة لحقوقهنّ الأساسية، تتخطى الحدود الإنسانية، وتتماشى هذه الاعتداءات مع سياقاتٍ أوسع من العنف الممارس ضد المدنيين في النزاعات المسلحة، إلا أنّ استهداف النساء يحمل دلالاتٍ مُعقدة، تتعلق بتقويض دورهنّ في المجتمع وتمكينهنّ في مختلف مجالات الحياة.
تُظهر هذه الأفعال غير الإنسانية، نوايا القوى المهيمنة لإخماد الأصوات النسائية التي تدعو إلى الحرية والمساواة، إن الاستهداف المُتكرر للنساء لا يُظهر فقط تجاهلاً لأسس العدالة، بل يعكس أيضاً مُحاولةً لإعادة إنتاج الأنماط التقليدية من الهيمنة والتمييز، لأن النساء في إقليم شمال وشرق سوريا يُعتبرنَ قوةً فاعلةً في النضال من أجل الاستقرار والعدالة الاجتماعية، ولذا فإنّ استهدافهنّ يُمثل تهديداً مباشراً لتحقيق حقوق الإنسان في المنطقة.
في تصعيدٍ مُقلق، تُواصل تركيا هجماتها بالطائرات المُسيّرة على إقليم شمال وشرق سوريا، مُستهدفةً النساء بشكلٍ مُمنهج، لا سيما في منطقة سد تشرين، حيث تشير هذه الهجمات إلى أنها ليست عشوائية، بل سياسة مُتعمدة تهدف إلى كسر إرادة الشعب، وخاصةً المرأة التي تُقاوم وتُناضل من أجل حقوقها وحريتها، في ظل صمت دولي مريب.
لن يستطيعوا النيل من عزيمتنا
في هذا السياق، أشارت عضوة مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور، سناء رمضان: “تُمثّل المرأة في شمال وشرق
سوريا رمز المُقاومة والنضال، ويبدو أن صوت المرأة الداعي إلى حرية الشعوب وتماسك المُجتمع، يُشكّلُ تهديداً لتركيا ومخططاتها الاحتلالية؛ ما يدفعها إلى تكثيف هجماتها بهدف إسكات هذا الصوت”. وأدانت سناء، انتهاكات الاحتلال التركي بحق المدنيين في سد تشرين: “إن هجمات الاحتلال التركي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، كما أنها تستهدف بشكل مباشر المدنيين المناوبين في الفعالية السلمية على سد تشرين، ومن بينهم العشرات من النساء”.
وأكدت عضوة مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور، “سناء رمضان” في ختام حديثها، أن هجمات الاحتلال التركي مهما زادت لن تنال من عزيمتهم ونضالهم: “إنّ هذه الهجمات مهما اشتدّت وتزايدت، لن تكسر عزيمتنا، بل تزيدنا إصراراً على المُقاومة والنضال، لأننا أصحاب الأرض وأصحاب مشروع حر”.
صمت المجتمع الدولي يزيد الجرائم
من جانب آخر، أضافت عضوة دار المرأة في مقاطعة دير الزور، “سحر مصطفى“، أن الاحتلال التركي يسعى لاستهداف المشروع الديمقراطي في استهداف المرأة وشعوب المنطقة: “في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يطبق عبر أكثر من عشر سنوات مشروع ديمقراطي على أرض الواقع، يحتضن شعوب المنطقة ويناضل لأجل صون حقوق وهوية الجميع فيه، لأجل تحقيق نموذج التعايش المشترك والتعددية والتنوع، ولعل المرأة تشكل جزءا هاماً من هذا المشروع، لذلك يتم استهداف النساء الطليعيات كالشهيدة “كرم الحمد” التي استشهدت باستهداف مسيرة تركية، أثناء مشاركتها في فعالية المقاومة على سد تشرين”.