كوباني/ سلافا أحمد – مع استمرار الأزمة الإنسانيّة التي تشهدها مقاطعة الفرات نتيجة هجمات المحتل التركي على سد تشرين وحرمان الآلاف من أهالي مقاطعة الفرات من مياه الشرب والتيار الكهربائي، يلجأ أهالي مدنية كوباني لطرق وأساليب بديلة لتأمين مياه الشرب.
أسفرت تداعيات الهجمات التركيّة ومرتزقتها المستمرة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا إلى حرمان آلاف سكان مقاطعة الفرات من أبسط سُبل الحياة، حيث منذ أكثر من شهر ونصف تشهد مقاطعة الفرات حرمان تام من التيار الكهربائي ومياه الشرب.
ويتعرض سد تشرين وجسر قره قوزاق منذ الثامن من كانون الأول للعام المنصرم لهجمات عنيفة، نتيجة لهجمات المحتل التركي ومرتزقته التي تُسمى “الجيش الوطني” عبر هجوماً جوي وبري مكثف، الأمر الذي أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالسد وخروجه عن الخدمة بشكلٍ تام، وتشكيل خطر كبير يهدد بانهيار السد، مما قد يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية وبيئية خطيرة في المنطقة تُهدد حياة ملايين السكان.
حرمان من سُبلِ العيش
ومنذ العاشر من كانون الأول للعام المنصرم، تشهد مدينة كوباني بقراها ونواحيها حرماناً تاماً من أبسط سبل المعيشة (التيار الكهربائي ومياه الشرب) الأمر الذي أدى إلى تشكيل ظروف قاسية لسكان المقاطعة، وسط استمرار هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على المنطقة، إلى جانب إبداء سكان المنطقة مقاومة تاريخيّة بوجه جميع المحاولات والمساعي الساعية للنيل من إرادتهم الحرة.
أزمة إنسانيّة…
وتعمل مديرية مياه كوباني على استخدام وسائل بديلة لضخ مياه نهر الفرات إلى أحياء المدينة، إلا أن هذه الوسائل لا تزال غير كافية وتقتصِر على ساعات قليلة، ولاتزال المدينة بأكملها تفتقر لمياه الشرب، الأمر الذي شكّل أزمةً إنسانية في مقاطعة الفرات.
ويتزامن ذلك مع انقطاع الكهرباء بشكلٍ كامل عن كوباني وقراها، حيث دخل أسبوعه السابع على التوالي، ويضطر الأهالي لشراء المياه من الصهاريج بأسعارٍ مرتفعة، تراوحت بين 25 و70 ألف ليرة سوريّة للخزان الواحد سعة خمسة برميل، الأمر الذي أثقل كاهل الأهالي.
ورغم جميع محاولات الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين، باحتلال المزيد من إراضي مناطق إقليم شمال وشرق سوريا والقضاء على إرادة شعوب المنطقة وزعزعة أمنهم واستقرارهم لزج الخوف الرعب والقلق في نفوسهم، إلا أن الأهالي كوباني مُصِرون على المقاومة والنضال بوجه الفاشية التركية، إلى جانب دعم مقاتليهم في جبهات الكرامة والمقاومة بكافة السبل سواءً عبر وقفاتهم التضامنية أو عبر تحضير لهم وجبات الطعام، أو عبر حملهم السلاح والتوجه إلى ساحات المقاومة والنضال أو عبر تأسيس كتائب ضمن قراهم وأحيائهم لحمايتهم من أي خطر.
اللجوء إلى طُرق بديلة لتأمين المياه
ومع استمرار الأزمة الإنسانية ومواصلة تركيا هجماتها على سد تشرين وحرمان الأهالي التام من مياه الشرب، يلجأ الأهالي لاستخدام طرق وأساليب بديلة لتأمين مياه الشرب، منها اللجوء إلى حفر آبار ارتوازية لتأمين مياه الشرب والقضاء على أزمة المياه في المدينة، إلا أن بعض المواقع لا تصلح مياه آبارها للشرب نتيجة لعدم نقائها وملوحتها، إضافةً إلى مصاريف الحفر الباهظة إلا أن الأهالي مُجبرون على هذه الطريقة لسد حاجتهم من المياه وسط هذه الأزمة الخانقة التي تسببها هجمات المحتل التركي المتعمدة بفرض حالة حرب وحصار على سكان المنطقة.
مقاومة الحصار
ويقول أحد أصحاب الحفارات “غوسو محمود” من أهالي مدينة كوباني لصحيفتنا، بإنه “نتيجةً لتداعيات الهجمات التركيّة الفاشية والمحتلة التي حرمت سكان المنطقة من أبسط سُبل المعيشة من مياه الشرب والكهرباء، يلجأ سكان كوباني لطرق بديلة لتأمين مياه الشرب وكسر حالة الحصار المعاش في المنطقة منذ أشهر”.
وأضاف: “تركيا تحاول بشتى الوسائل النيل من إرادة شعوب المنطقة والقضاء على مقاومتهم وزعزعة أمنهم واستقرارهم، إلا أن الأهالي مُصِرون على المقاومة بكافة السبل والطرق، وهذه المرة سكان كوباني يقاومون حالة الحصار التي تفرضها تركيا عليهم، بتعمدها قطع المياه والكهرباء على سكان المنطقة، عبر لجوئهم إلى حفر الآبار الارتوازية لتأمين مياه الشرب”.
وأكد بأنه رغم منع حفر الآبار الجوفية في مدينة كوباني لأعوام عدة، إلا أن نتيجة لأوضاع الراهنة تُراعي هيئة الإدارة المحلية في مقاطعة الفرات حالة الحصار وتسمح للأهالي بحفر الآبار الجوفية، سعياً للقضاء على حالة الحصار المفروضة.