قامشلو/ سلافا عثمان ـ شهيدة سد المقاومة “منيجة حيدر”، نشأت على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، فانخرطت في ثورة المرأة منذ انطلاقتها، صنعت لنفسها مسيرةً حافلة بالإنجازات فدافعت عن المرأة، وبحثت عن مجتمع ديمقراطي حر، فاختتمت هذه المسيرة بشهادتها في سد تشرين رمز المقاومة والصمود.
منذ بداية الثورة أثبتت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا أن دورها يتجاوز الحدود التقليدية، حيث لمعت في المجالات السياسية والعسكرية فأصبحت رمزاً عالمياً للمقاومة، وكانت الشهيدة “منيجة حيدر” واحدة من الرموز، التي جسدت بتضحياتها معنى الصمود والإرادة الحرة، وشهادتها لم تكن نهاية الطريق، بل نقطة انطلاق جديدة لنضال مستمر تتصدره النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يواصلن تنظيم صفوفهن، حاملات شعار “المرأة، الحياة، الحرية” في مواجهة أشكال القمع والاحتلال.
نضال من أجل الحرية والمساواة
تحدثت عضوة لجنة المرأة في مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في قامشلو “سميرة رمو” عن مسيرة نضال رفيقتها الشهيدة منيجة حيدر: “الشهيدة منيجة، كرّست حياتها لخدمة قضية المرأة ومواجهة الاحتلال التركي، حتى لحظة استشهادها في سد تشرين بتاريخ 18 كانون الثاني 2025، ولدت عام 1977و ترعرعت في كنف عائلة وطنية آمنت بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وكانت مثالاً للمرأة الحرة، التي آمنت بأن حرية المرأة هي الأساس لبناء مجتمع حر ومستقل”.
منذ بداية ثورة روج آفا انخرطت منيجة في العمل النضالي، حيث كان لها دور بارز في تأسيس حركة المرأة بدءاً من الكومين، عملت على تمكين النساء وتنظيمهن ليصبحن رياديات في الثورة، وانضمت عام 2013 إلى مؤتمر ستار، وأسهمت بشكل فعال في الدفاع عن حقوق المرأة، وكانت شخصية بارزة في تعزيز دور المرأة في المجالات كافة.
شغلت منيجة مناصب قيادية عديدة من بينها، ناطقة مؤتمر ستار في قامشلو لمدة أربع سنوات، وناطقة للجنة الاجتماعية على مستوى روج آفا، ورئيسة مشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مقاطعة الجزيرة، وحول ذلك أوضحت سميرة: “إن الشهيدة منيجة كانت تؤمن بأن تحرير المجتمع يبدأ من تحرير المرأة، وكانت كلماتها وأفعالها تجسد ذلك، لقد كانت ترى في النضال واجباً حياتياً وليس مجرد وظيفة”.
استهداف الاحتلال التركي المرأة الكردية
وأشارت سميرة إلى أن الاحتلال التركي يستهدف المرأة الكردية لأنها تمثل رمزاً للتغيير والتحرر في المجتمع: “إن الشهيدة منيجة كانت تدرك أن المرأة الحرة تشكل خطراً على سياسات القمع والاحتلال، كانت دائماً تقول إن استهداف المرأة هو محاولة لكسر إرادة الثورة؛ لأن المرأة هي القوة التي تقود التغيير، والشهيدة منيجة نشأت على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وكانت تؤمن بأن مسؤولية المرأة تتجاوز الأدوار التقليدية لتشمل حماية الوطن والمكتسبات”.
وتابعت حديثها بأن الشهيدة منيجة وقبل ذهابها إلى سد تشرين، أوضحت أهمية دور المرأة في المقاومة: “هذه معركتنا جميعاً، وعلينا أن نقاوم بكل ما نملك من إرادة، في الأيام الأخيرة من حياتها، أصرت الشهيدة منيجة على مرافقة القافلة المتوجهة إلى سد تشرين، لدعم قوات سوريا الديمقراطية (QSD) ووحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات حماية الشعب (YPG)”.
إصرارها على المشاركة في مقاومة سد تشرين
ونوهت سميرة إلى إصرار الشهيدة منيجة في الانضمام إلى مقاومة سد تشرين رغم المخاطر: “الشهيدة منيجة كانت تعرف أنها قد لا تعود، لكنها كانت دائماً تؤكد أن الشهادة في سبيل الحرية، هي حياة بحد ذاتها، استشهدت منيجة إثر هجوم نفذته الدولة التركية ومرتزقتها على القافلة، فأصبحت رمزاً من رموز المقاومة والنضال، استشهادها لم يكن نهاية لمسيرتها بل أصبح دافعاً لاستمرار النساء في الكفاح”.
أوضحت سميرة أن منيجة ليست حالة استثنائية، بل جزء من حركة نسائية واسعة في إقليم شمال وشرق سوريا: “رغم التحديات السياسية والاجتماعية، تمكنت المرأة الكردية من إثبات نفسها قوة ريادية في النضال والتنظيم، والشهيدة منيجة كانت ترى في كل امرأة مناضلة جزءاً من هذه الثورة، النضال واجب على كل من يؤمن بالحرية والكرامة”.
على مسيرتها نقتفي الأثر
وناشدت سميرة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، بإيقاف الهجمات التركية على إقليم شمال وشرق سوريا: “يجب على المجتمع الدولي الوقوف في وجه الهجمات التركية التي تستهدف النساء والمدنيين بشكل وحشي، ونطالب بمحاسبة تركيا على جرائمها ودعم نضال النساء في شمال وشرق سوريا”.