جل آغا/ أمل محمد – أوضحت نساء من أعراق وأديان مختلفة في إقليم شمال وشرق سوريا على أن المنطقة أعطت مثالاً في العيش المشترك الحر بين أطيافها وشعوبها، مشيرات إلى أن الفتنة التي تحدث اليوم هي من صنع جهات ترغب في النيل من وحدة الشعوب في المنطقة.
اشتهرت مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وتميزت عن باقي المناطق السورية بتنوع النسيج الاجتماعي والديني فيها، عاش العرب والكرد مع بعضهم، ومن آلاف السنين أخوة، فيما تشارك المسيحي والمسلم الأفراح والأتراح، لم يكن هناك فرق بين أي شعب أو طائفة أو دين، على هذا الأساس عاش أهالي المنطقة، ولكن ومنذ خمسين عاماً عمل النظام البعثي على خلق الفتنة والعنصرية بين الشعب ووضع فروقات وأساسيات، وللأسف كانت هناك بعض الآذان الصاغية لهذه الفروقات، ولكن بالرغم من ذلك كانت هناك نسبة كبيرة احتفظت بالقيم والأعراف وتمسكت بأصول العيش الواحد، ومع سقوط النظام البعثي وبدء مرحلة جديدة التي تستدعي مشاركة جميع الأديان والطوائف والأعراق عملت بعض الجهات على خلق الفتنة ونشر العنصرية للتفريق بين الشعب.
العيش المشترك بين أبناء المنطقة
وعن هذا الموضوع تحدثت نساء من إقليم شمال وشرق سوريا لصحيفتنا “روناهي” عن ضرورة الاتحاد والتعاون في هذه الفترة؛ لتجاوز المخططات والسبل، التي من شأنها خلق الفتنة، “سيلدا سيمون” فتاة مسيحية من الشعب الأرمني من مدينة تل تمر بدأت حديثها بعبارة “إن الله عزز أخوة الشعوب” وتضيف: “إن رسالة الله في الأديان السماوية جميعها تحمل قيماً مشتركة مبنية على التسامح والغفران، وتقبل الآخر، إن المسيحية كما الإسلام يدعوان للألفة والمحبة والرحمة، أنا فتاة مسيحية أمارس عاداتي وتقاليدي وطقوسي الدينية في الكنيسة بكل أريحية، ولدي أصدقاء من الأديان والأعراق ونتبادل الاحترام ونتشارك في الأفراح والأتراح بدون تفرقة أو عنصرية، نحن شعوب شمال وشرق سوريا نشأنا على فكرة العيش المشترك، والأمة الديمقراطية، وتعزيز العلاقات الإنسانية واحترام الآخر والاعتراف بالآخرين واحترام حرية الأديان، والتنوع الثقافي والعرقي”.
وتزيد: “في إقليم شمال وشرق سوريا حافظ كل عرق وكل دين على هويته الخاصة، وعاداته وتقاليده وحُوربت الفتنة والعنصرية، فقد اعتمدت الإدارة الذاتية مبدأ الأمة الديمقراطية لترسيخ قيم العيش المشترك بين الجميع، والتي تبنى على أساس المشاركة الحرة المتساوية وتضمن حقوق وحريات شعوب المنطقة دون تمييز أو إقصاء لأي هوية، حتى يتم بناء مجتمع أخلاقي يتمتع فيه الفرد بحريته وكرامته”.
الفتنة التي نشهدها اليوم هي صنع تركي وامتداد للفتنة التي كانت تقوم بها هذه الدولة الإرهابية على مدار العصور: “المحتل التركي قام بنشر ودعم الإرهاب والفكر المتطرف في سوريا والدعوة باسم الدين للقتل والاعتداء والظلم وهذه الدعوة بعيدة كل البعد عن الدين والقيم الأخلاقية، فتاريخ الدولة العثمانية أسود ومعروف بإبادة الشعوب فما ارتكبته هذه الدولة بحق الشعب الأرمني، هو دليل على فاشيتها، ارتكبت إبادة جماعية بحق مليون ونصف المليون شهيد أرمني في عام 1915، والفتنة التي نشهدها اليوم هي صناعة تركية لتحقيق أهدافها غير المشروعة في المنطقة، نحن شعوب شمال وشرق سوريا مسلمون ومسيحيون وكرد وعرب وسريان، يجب أن نلتف مع بعضنا، ودعم قواتنا ودعم مشروع الأمة الديمقراطية لبناء سوريا تعددية لا مركزية ديمقراطية يتحلى فيها الجميع بالحرية والمساواة”.روح المساواة
وفي السياق حدثتنا “لالش سليمان” وهي امرأة من الشعب الكردي من مدينة كركي لكي: “في عائلتي هناك تنوع عرقي وديني، أصول العائلة من الديانة المسيحية، ولكننا مسلمون، وزوجة والدي هي امرأة عربية، هذه اللوحة في العائلة تجدها في آلاف العائلات في المنطقة، لا يوجد فرق بين كردي أو عربي، ولا مسلم ولا مسيحي، كبرنا على روح المساواة وتقبل الآخر، جيراني غالبيتهم عرب وأبنائي يمتلكون علاقات صداقة مع الأخوة العرب”.شمال وشرق سوريا فسيفساء عرقية ودينية