كشفت تحقيقات “إيران إنترناشيونال” أنه تم نقل ما لا يقل عن 300 طالبٍ إلى المستشفيات، أو علاجهم بشكلٍ عاجل، بسبب حالات تسمم في جامعات إيرانية مختلفة، خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي، الذي بدأ في 22 أيلول 2024.
وفي أحدث هذه الحالات، تعرّض أكثر من 80 طالباً في سكن معلمي جامعة فرهنغيان في مدينة ورامين، التابعة لمدينة طهران، للتسمم، يوم 24 كانون الثاني الجاري، وتم نقل أكثر من 50 منهم إلى المستشفى ووضعهم تحت المراقبة.
ويُعتبر التسمم الناتج عن تسرّب الغاز أو تناول أغذية ذات جودة منخفضة أحد أبرز المشاكل، التي يواجهها الطلاب المُقيمين في السكن الجامعي. وكان قد تم الإبلاغ عن أول حالة تسمم بين الطلاب في 30 أيلول الماضي، حيث تعرض طلاب جامعة سبزوار للعلوم الطبية للتسمم، واحتاج العشرات منهم إلى علاج عاجل أو نقل إلى المستشفى.
كما تعرض عدد من طلاب جامعة همدان للتسمم في العاشر من تشرين الثاني الماضي، وكذلك طلاب سكن “تربيت دبير” في جامعة فرهنغيان بطهران، في التاسع والعاشر من الشهر نفسه، وتم نقلهم إلى المستشفى.
وتعرض طلاب كلية العلوم الطبية في شوشتر للتسمم، في 24 تشرين الثاني الماضي أيضًا، واحتاجوا إلى رعاية طبية.
وفي السابع من كانون الثاني الجاري، تعرضت عشرات الطالبات في سكن ولنجك بجامعة شهيد بهشتي للتسمم؛ بسبب تسرب غاز، وتم نقلهن إلى ثلاثة مستشفيات مختلفة في طهران.
واستمراراً لحوادث السكن الجامعي، تعرّض عدداً من طلاب سكن “فلاح” في جامعة طهران للتسمم، يوم 16 كانون الثاني الجاري أيضاً، وتم نقلهم إلى المستشفى أو علاجهم بشكلٍ عاجل.
وقالت طالبة من سكن جامعة بهشتي: “إن السكن الجامعي يحتاج إلى إصلاح وترميم، لكن مسؤولي الجامعة لا يهتمون بصحتنا بقدر اهتمامهم بطول شعرنا وملابسنا”.
كما انتقدت طالبة من سكن “صومعة سرا” إهمال مسؤولي الجامعة، قائلة: “غرفتنا تتسع لأربعة أشخاص، لكنهم وضعوا ستة أشخاص فيها، ويضطر شخصان للنوم على الأرض أسبوعياً، ولا توجد أسرّة”.
وقالت إحدى طالبات جامعة طهران، وتُدعى مارال: “في الأشهر الثلاثة الماضية، منعني الأمن من دخول الجامعة عدة مرات، هددوني بطردي من السكن، فقط لأنني نشرت صوراً على إنستغرام توضح الوضع المزري للسكن، فالنظرة الأمنية هي الأولوية بالنسبة لهم”.
قال أحد الطلاب، الذي كان يرسل خطابات إلى مسؤولي الجامعة لمدة عامين للاهتمام بوضع السكن: “احترق جهاز اللاب توب الخاص بي مرتين، بسبب مشكلة في المقبس الكهربائي، وبالإضافة إلى ذلك، فإن السقف يسرب مياهاً، وقد وضعنا منشفة في الممر ووعاء بلاستيكياً تحت التسريب منذ فترة، ولم ترد الجامعة حتى مرة واحدة على طلباتي”.
وأضاف الطالب عن وضع الطعام في الجامعة والسكن: “هنا نشعر كأننا سجناء، يتم استخدام أسوأ المواد الغذائية، مثل المعكرونة مع الصويا، والأرز مع التونة، وقد شاهدت مرةً أن تاريخ صلاحية العلبة قد انتهى، وتحدثت مع المسؤول، الذي قال إنه سيتم توبيخ مسؤول المشتريات”.
ويعتقد بعض النشطاء الطلابيين إن النظام الإيراني ربما ينتقم من الطلاب.
وقال أحد النشطاء الطلابيين: “المسؤولون على علم بالوضع المقلق في السكن. تسرب الغاز، ومشاكل الكهرباء، وانسداد الأنابيب، والطعام المسموم والرديء تم التبليغ عنه مراراً، لكن النظام يشعر بالضعف بعد حركة جينا ويريد الانتقام من الشباب المعارضين”.