روناهي/ محمد عيسى – في الجزء الأول من التقرير السنوي لعام 2024، تم تسليط الضوء على العمليات الأمنية التي نفذتها قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، في مواجهة خلايا مرتزقة “داعش” الإرهابي، خلال ستة أشهر الأولى من العام 2024، وعلى الرغم من التحديات والصعوبات الكبيرة، كانت تلك العمليات نوعية، وأسهمت في الحد من تهديدات داعش في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
ولكن، كما كان الوضع في النصف الأول من العام، شهد النصف الثاني تزايدًا ملحوظًا في نشاط خلايا “داعش”، في المنطقة، مما دفع قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، إلى تكثيف جهودها بشكل أكبر في ردع المحاولات المتكررة لداعش وإعادة تنظيم خلايا الإرهابية.
تعاون وثيق وإحباط هجمات
خلال الأشهر الستة الأخيرة من 2024، تصاعدت التحديات الأمنية بشكل كبير، ما استدعى التعاون الوثيق بين “قسد” وقوى الأمن الداخلي، والتحالف الدولي، وقد أسفرت هذه الجهود المشتركة عن تنفيذ عمليات دقيقة، استهدفت مقرات وخلايا المرتزقة، وأسهمت في إحباط العديد من محاولات تهريب العناصر الإرهابية، ونقل الأسلحة والتمويل إلى مناطق آمنة، وكان توثيق هذه العمليات تأكيداً للنجاحات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية، وقدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية المستمرة.
ففي 11 تموز، نفذت “قسد” عملية نوعية في دير الزور أسفرت عن القبض على أحمد محمود القرشي، المسؤول عن التفخيخ في خلايا داعش، حيث اعترف بتورطه في تفجير سيارة مفخخة في الشحيل، ما أدى إلى اعتقال عشرة مرتزقة آخرين.
وفي 13 تموز، استهدفت “قسد” وقوى الأمن الداخلي، خلية إرهابية في قامشلو، حيث تم القبض على محمد عثمان علي، المسؤول عن تنفيذ التفجيرات في المنطقة.
وفي 16 تموز، قامت وحدات مكافحة الإرهاب (YAT)، بدعم من التحالف الدولي بعملية أمنية في بلدة الصور في دير الزور، أسفرت عن القبض على ثلاثة مرتزقة، وضبطت كميات من الأسلحة والذخيرة.
في 18 تموز، تم القبض على فايز عبد محمد، في الرقة، وهو عنصر في داعش كان يخطط لتنفيذ هجمات إرهابية في المنطقة.
أما في 23 تموز، تم القبض على حازم سليمان الجبن (أبو عمر)، المسؤول المالي لمرتزقة داعش، في عملية أمنية استهدفت مصادر تمويل الخلايا.
وفي 25 تموز، تم القضاء على أحد مرتزقة داعش، في بلدة مركدة، بعد اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن مقتله.
وفي 28 تموز، نفذت “قسد” عملية نوعية في بلدة الكرامة بالرقة، حيث تم تفكيك خلية إرهابية واعتقال عناصرها، بالإضافة إلى ضبط أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
استمرت العمليات الأمنية في شهر آب، حيث شهد الثالث من الشهر نجاحًا كبيرًا لوحدات العمليات العسكرية في “قسد”، وبدعم من التحالف الدولي، ألقت القبض على أربعة عناصر من داعش كانوا مسؤولين عن الهجمات، التي استهدفت قوات سوريا الديمقراطية، والإدارة الذاتية في ريف الرقة الشرقي.
وفي العاشر من آب، تم تنفيذ عملية أمنية في قرية سويدان الجزيرة، بريف دير الزور الغربي، أسفرت عن مقتل متزعم خلية “أبو أسامة”، واعتقال عنصر آخر، مع ضبط أسلحة متنوعة تشمل هواتف محمولة، ومسدسات، وأسلحة كلاشينكوف.
وفي 14 آب، تمكنت “قسد” وقوى الأمن الداخلي، من القبض على أربعة عناصر من خلية إرهابية في مدينة الحسكة، كانت تقوم برصد النقاط العسكرية المحيطة بسجن “الصناعة”، حيث تم ضبط عبوات ناسفة معدة للتفجير.
وفي 17 آب، نفذت “قسد” وقوى الأمن الداخلي، عمليتين أمنيتين في مدينة الرقة أسفرتا عن القبض على خمسة عناصر من خلايا داعش التي استهدفت صهاريج المحروقات، وتم ضبط أسلحة وذخائر.
وفي 22 آب، تمكنت “قسد” بالتعاون مع التحالف الدولي، من القضاء على القيادي في داعش “محمد أحمد الحسن” الملقب بـ”عمر الشامي”، الذي كان مسؤولًا عن الهجوم على سجن الصناعة في 2022، وتم ضبط أسلحة، ومعدات اتصالات، ووثائق شخصية خلال العملية.
عمليات نوعية لتفكيك الشبكات
وشهد شهر أيلول تكثيفاً ملحوظاً للجهود الأمنية، التي تبذلها قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، بدعم من التحالف الدولي، لمكافحة خلايا “داعش” الإرهابي في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث نفذت القوات عمليات أمنية نوعية استهدفت أبرز الخلايا النائمة، ونجحت في القضاء على عدد من متزعميهم، وتم اعتقال عناصر بارزة كانت تشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة، كما أسفرت هذه العمليات عن مصادرة أسلحة ومعدات كانت تُستخدم في تنفيذ الهجمات الإرهابية، مما يعكس الجهود المستمرة لتفكيك الشبكات الإرهابية وضمان سلامة المناطق المحررة من خطر عودة الإرهاب.
ففي التاسع من أيلول، نفذت قوات سوريا الديمقراطية، بالتعاون مع التحالف الدولي، عمليتين في ريف الحسكة، استهدفتا خلايا “داعش” في كل من قريتي العريشة وأبيض، أسفرت العملية عن القبض على محمد محمد، من قرية المرعية بريف دير الزور، وحسين موسى، من قرية أبيض، وشكلت ضربة استباقية لتقويض نشاط الخلايا في المنطقة.
في 14 أيلول، استهدفت وحدات مكافحة الإرهاب (YAT)، بدعم من التحالف الدولي خلية إرهابية في قرية الشنينة بريف الرقة الشمالي، وخلال الاشتباكات، تم قتل أربعة مرتزقة من بينهم قادة بارزون، هما أبو يوسف، وأبو مطر، كما تم ضبط كميات من الأسلحة تشمل رشاشين كلاشينكوف، رشاش سنوبال، ومسدسين، وست قنابل يدوية، بالإضافة إلى عدد من الهواتف الذكية ووثائق شخصية مهمة.
وفي 17 أيلول، نفذت فرق العمليات العسكرية (TOL)، عملية دقيقة داخل مدينة الرقة، أسفرت عن القبض على المرتزقين محمد الرخص، وأحمد الرخص، من قرية التراوزية في ريف كري سبي المحتلة.
أما في 24 أيلول، نفذت فرق العمليات العسكرية (TOL)، عملية أخرى في مدينة الرقة، تم خلالها القبض على المرتزق محمد الجوجه (أبو عبّود) من قرية قصور سلّوم بريف حلب، إضافة إلى عنصر آخر لم تُكشف هويته.
وفي 29 أيلول، نفذت وحدات مكافحة الإرهاب (YAT)، عملية مشتركة مع التحالف الدولي في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن القبض على المرتزقين، محمد حسن صالح المداد، وبشار جعّان الحميد، وتم ضبط أربعة هواتف ذكية، ومسدس كلوك، وجهاز راوتر (WiFi)، وعدد من الوثائق الشخصية بحوزتهم. وفي إطار جهودها المستمرة لمكافحة خلايا مرتزقة “داعش”، نفذت قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، سلسلة من العمليات الأمنية الهامة خلال شهر تشرين الأول 2024 في عدة مناطق بشمال وشرق سوريا، العمليات تركزت على تفكيك خلايا المرتزقة، واستهداف قادتها، وضبط كميات من الأسلحة والذخيرة التي كانت تُستخدم في تنفيذ عمليات إرهابية.
ففي الثالث تشرين الأول، كانت قرية الحمرات بريف الرقة، مسرحاً لعملية أمنية واسعة النطاق، نفذتها فرق العمليات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن القبض على المرتزقين، منهل إبراهيم الحمود، ومديان إبراهيم الحمود، وهما من مدينة حمص، وخلال العملية، تم ضبط أسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية، بالإضافة إلى هواتف ذكية كانت بحوزتهم، والتحقيقات كشفت أن المقبوض عليهما كانا مسؤولين عن استلام وتوزيع الأسلحة والمتفجرات على خلايا “داعش” في المنطقة.
وفي السادس من تشرين الأول، شهدت مدينة الرقة عملية أمنية استهدفت ثلاثة مرتزقة من داعش، وهم كل من أسامة خالد عودة، علي أحمد الشاووش من مدينة الرقة، وإبراهيم محمد خير غالية من مدينة حلب، العملية أسفرت عن ضبط أسلحة من نوع AKS وذخائر، بالإضافة إلى هواتف ذكية وأوراق ثبوتية تثبت تورطهم في دعم خلايا داعش، وتنفيذ هجمات إرهابية في المنطقة.
كما نفذت قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، في 17 تشرين الأول، عملية نوعية في مدينة الحسكة، تم خلالها القبض على المرتزق، حمزة عبد القادر صالح، حيث كان يخطط لجمع الأموال تحت مسمى الزكاة، وتحويلها إلى الخارج لدعم هجمات داعش، والتحقيقات كشفت أنه كان يهدد المواطنين بالقتل، من أجل جمع الأموال لصالح داعش، وتم ضبط أسلحة ووسائل اتصال كان يستخدمها لتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وفي 29 تشرين الأول، شهد مخيم الهول، أحد أكبر مخيمات اللاجئين في إقليم شمال وشرق سوريا، محاولة تهريب لعناصر داعش وأسرهم، حيث تم القبض على المرتزقين، خالد محمود علي، وعبد الله جمال خلف، وهما عراقيان، أثناء محاولتهما تهريب عوائل داعش، من المخيم، وتقديم الدعم المالي لهم، في محاولة لتسهيل نقل المرتزقة إلى مناطق أكثر أماناً لتنفيذ هجمات جديدة.
تحجيم المرتزقة بمخيم الهول
مع بداية تشرين الثاني، استمرت قوات سوريا الديمقراطية في تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية.
ففي السادس من تشرين الثاني، نفذت العملية الأمنية الموسعة في مخيم الهول، بالتنسيق مع التحالف الدولي، لملاحقة خلايا “داعش” التي كانت تشن هجمات داخل المخيم وتستهدف قوات الأمن، وأسفرت عن القبض على أكثر من 40 مرتزقاً من خلايا داعش، في اليوم الأول من العملية، في خطوة هامة لتعزيز الأمن في المخيم، وهذه العملية أكدت التزام قوات سوريا الديمقراطية، بملاحقة خلايا داعش وضبط الأمن في المناطق التي كان يشهد فيها نشاطاً إرهابياً مكثفاً.
وفي 12 تشرين الثاني، استكملت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، عمليات تمشيط في مناطق الريفين الجنوبي والشمالي لمخيم الهول، أسفرت عن القبض على 79 مرتزقاً من خلايا داعش في مناطق متفرقة، وتم ضبط أسلحة وألغام وأجهزة إلكترونية، كانت تستخدمها المرتزقة للقيام بهجمات إرهابية، ما عزز الأمن في المناطق التي كانت تشهد تحركات مشبوهة للخلايا.
وفي 13 تشرين الثاني، نفذت وحدات مكافحة الإرهاب (YAT)، بالتعاون مع التحالف الدولي، عملية نوعية في منطقة وادي الأحمر بريف دير الزور الشمالي، أسفرت عن القبض على مرتزقين من خلية لداعش، بالإضافة إلى ضبط أسلحة ووسائل اتصال كانوا يستخدمونها.
وفي 23 تشرين الثاني، نفذت قوات سوريا الديمقراطية، عملية ناجحة لتحرير الشاب الإيزيدي، ديار علي رفو، في منبج، الذي كان قد اختطفه مرتزقة داعش سابقاً، وعملية تحريره كانت ضربة قوية لخلايا داعش في المنطقة، كما أنها تمثل جزءاً من سلسلة العمليات التي تهدف إلى تحرير المدنيين الذين وقعوا ضحايا لعمليات التنظيم الإرهابية.
وجاءت إحصائيات النصف الثاني من العمليات الأمنية لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، لعام 2024 على الشكل التالي:
العمليات الأمنية: 25 عملية.
المقبوض عليهم: 168 مرتزقاً.
القتلى من مرتزقة داعش: سبعة مرتزقة.
المدنيين المحررين: الشاب الإيزيدي ديار علي رفو.
وبحسب الإحصائيات والعمليات يتبين أن النصف الثاني من العام 2024، شهد تكثيفًا ملحوظًا لجهود قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، لمكافحة خلايا داعش، وذلك في مواجهة تصاعد تهديدات المرتزقة في مختلف المناطق، وقد أثبتت العمليات الأمنية لـ “قسد” وقوى الأمن الداخلي، دورهم الحاسم في تثبيت الاستقرار وتعزيز الأمن في إقليم شمال وشرق سوريا.
وبالمجمل، تبقى هذه العمليات الأمنية محط فخر واعتزاز لما حققته من إنجازات ملموسة على صعيد محاربة الإرهاب، وتؤكد استمرار التزام قوات سوريا الديمقراطية، وكافة القوى الأمنية، بواجباتها في حماية المدنيين، وضمان استقرار المنطقة، في وجه التهديدات المستمرة من قبل مرتزقة داعش وخلاياه النائمة.