روناهي/ قامشلو ـ أكدت منظمات نسويّة في إقليم شمال وشرق سوريا، بأن دولة الاحتلال التركي تنتهك حقوق المدنيين في إقليم شمال وشرق سوريا، وتستهدف النساء بشكلٍ مُمنهج. ونوهنَ إلى نضال أخر شهيدات المقاومة الشهيدة “منيجة حاجو”، كإحدى القيادات النسائية البارزات في إقليم شمال وشرق سوريا.
أدلت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، ومؤتمر ستار بياناً إلى الرأي العام مستنكرين الهجمات الوحشية للاحتلال التركي ومرتزقته على المدنيين بشكلٍ عام والنساء بشكلٍ خاص في إقليم شمال وشرق سوريا وشددن على ضرورة تدخّل المنظمات الدولية للضغط على تركيا لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان في شمال وشرق سوريا.
استهداف النساء
وجاء في بيان مؤتمر ستار: “نُعرِب عن استنكارنا الشديد للهجمات التركيّة الوحشية التي استهدفت المدنيين في مناطقنا، وعلى وجه الخصوص الهجمات الأخيرة على سد تشرين، لقد قامت الدولة التركية الفاشية بشن هجماتها على سد تشرين وقرقوزاق منذ ما يقارب الشهر عن طريق طائراتها الحربية والمسيّرة دون هوادة على المدنيين العُزّل الذين يتجهون لهناك لحماية أبنائهم ومنابع الحياة من ناحية ومن ناحية أخرى حماية المنطقة برمتها من خطر انهيار سد تشرين ومواجهة كارثة إنسانية، ولكن كل هذه الأسباب لا تهم الدولة التركية الفاشية لذلك تقوم بشن هجماتها بشكلٍ وحشي وممنهج دون أي تمييز بين النساء والأطفال، مُرتكبةً جرائم ضد الإنسانية بكل وضوح وبدون أي اعتبار للمواثيق الدولية أو الحقوق الإنسانية”.
ونوه المؤتمر إلى أن الدولة البربرية والفاشية التركية تستهدف المدنيين العُزّل بشكلٍ وحشي وبدون أن يرف لها جفن وكانت نتيجة هذه الاستهدافات ارتقاء شهداء وجرحى ومن بين هؤلاء الشهداء الرفيقة “منيجة حيدر” التي تنحدر من عائلة وطنية حيث احتضنت هذه العائلة الحركة منذ بدايتها وقدمت كل ما في وسعها لنشر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان “آبو” كما تم انضمام شباب من العائلة للحركة وقدموا شهداء وتضحيات جمّة في سبيل الهوية والوجود الكردي.
وأكد البيان “فمنذ بداية ثورة روج آفا انخرطت الرفيقة منيجة ضمن العمل حيث كان لها دور بارز بتأسيس حركة المرأة ابتداء من الكومين فلقد ناضلت وبكل إرادة و تصميم للوصول إلى جميع النساء وتنظيمهن للوصول إلى بناء نساء حرات ذوات إرادة وقادرات أن يكن رياديات لثورة المرأة و على هذا الدرب أكملت مسيرتها النضالية و قامت بواجبها كناطقة مؤتمر ستار بناحية قامشلو على مدى أربعة أعوام ثم كناطقة للجنة الاجتماعية على مستوى روج آفا وكرئيسة مشتركة لـ PYD وقبل فترة وجيزة تم انتخابها للعمل في PYD على مستوى مقاطعة الجزيرة”.
وتابع البيان “والجدير بالذكر إن الرفيقة منيجة حيدر كان همها الأول في أماكن مسيرتها النضالية هو حرية المرأة وتنظيم المرأة ووصول المرأة الى شواطئ الأمن والاستقرار ومساواتها مع الرجل في جميع ميادين الحياة على أساس الحياة الندية التشاركية، لقد أصرت هذه المناضلة للذهاب ضمن القافلة المتجهة إلى سد تشرين لمساندة قوات YPJ, YPG û QSD رغم كل هجمات الدولة التركيّة الفاشية وكان شعارها الدائم “المرأة، الحياة، الحرية”، وتحت هذا الشعار قاومت كل أنواع الحرب الخاصة والظروف المحيطة حتى وصلت إلى مرتبة الشهادة. إن هذه الهجمات لا تقتصر على الهدم والتدمير فقط، بل تهدف إلى إرهاب المدنيين، ويرتكبها الجيش التركي بشكلٍ ممنهج وتحت ذرائع واهية، لكننا نقول لهم: لن تنجحوا في كسر إرادتنا، ولن تهزوا عزيمتنا. نحن، أهل المنطقة، سنظل ثابتين في مواجهة الظلم، ولن نقبل بتكرار هذا العدوان الممنهج ضد أبناء شعبنا”.
واختتم البيان “نُدين هذه الهجمات بأشد العبارات ونُطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته في الوقوف ضد هذا العدوان السافر، ونُناشد المنظمات الإنسانية والحقوقية بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين. الحرية لشعوبنا، وسنظل نُطالب بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وعن أرضنا بكل الوسائل المشروعة”.
انتهاك تركيا لحقوق الإنسان
كما أدانت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة بشدة استهداف الشهيدة “منيجة حاجو حيدر” من قبل الجيش التركي “هذا العمل الإرهابيّ الجبان، الذي يُمثّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، يُجسّد استخفافاً بكل القيم الإنسانية والأخلاقية. إنّ استهداف الرفيقة منيجة حاجو، كإحدى القيادات النسائية البارزة في إقليم شمال وشرق سوريا، يُبرز بشكلٍ واضحٍ الطبيعة البربرية للسياسات التركية التي تستهدف النساء بشكلٍ مُمنهج”.
وتابع “إنّ استهداف النساء الرائدات ليس عملاً معزولاً، بل هو جزءٌ من حملةٍ مُمنهجةٍ من القمع والعنف تُمارسها تركيا ضدّ الشعوب في شمال وشرق سوريا. هذه الحملة تُستهدف المدنيين بشكلٍ عشوائيّ، وتُخلّف خسائر في الأرواح وتدميراً واسعاً للبنية التحتية. إنّ استهداف النساء بشكلٍ خاصّ يُمثّل جريمةً إضافيةً تُضاف إلى سجلّ انتهاكات تركيا لحقوق الإنسان”.
وأضاف “ندعو المجتمع الدوليّ، والمنظمات الدولية لحماية حقوق الإنسان، إلى إدانة هذا العمل الإرهابيّ بشكلٍ قاطع، ومُحاسبة المسؤولين عن هذا الاستهداف وتقديمهم إلى العدالة. زيادة الضغط على تركيا لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان في شمال شرق سوريا، توفير الحماية للمدنيين في المنطقة، دعم جهود المصالحة والسلام في سوريا”.