روناهي/ الرقة ـ على بُعدِ ثلاثين كيلو متر شرق مقاطعة الرقة تقع مدينة “السبخة”، ويبلغ عدد سكانها 11567 نسمة، وهي من المدن القديمة في المنطقة، وكانت منطقة استراتيجية لمرور قوافل طريق الحرير، عن طريق الرصافة الرابط بين العراق وسوريا.
تقع مدينة السبخة فوق تلال جميلة، في الأرض الشامية، وتبعد عن الرقة بمسافة 30كم، على الطريق العام “الرقة ـ حلب ـ دير الزور – العراق”، ويقع جنوبها جبل الحوار وجبل الشامية والفرات شمالها، وبحيرة العكيرشي المشهورة غربها.
موقع استراتيجي هام
لقد بُنيت مدينة “السبخة” في القرن الثامن عشر على يد أبناء “هازع الشعبان”، وهي أقدم مدينة كانت ذات سكان حتّى عام 1864م بعد الرقة، ولا تاريخ قديم لها مثل جعبر.
ويقسم الطريق العام مدينة السبخة إلى قسمين، وبذلك تكون ممراً إجبارياً للقوافل البرية، وقد اكتسبت أهميتها لقربها من الفرات كمحطة استراحة، للتزود بالماء على الطريق الواصل من دير الزور والعراق إلى حلب، أو طريق قوافل طريق الحرير عن طريق الرصافة.
ومن أهم المواقع الأثرية في مدينة السبخة، “قلعة صفين” ويحكى إنها من بناء الروم، بُنيت بعد ثورة العشائر على العثمانيين، “الجامع الديني القديم في عصر الاحتلال العثماني”.
طبيعتها الجغرافية
وتعد السبخة منطقة زراعية رغم ملوحة أرضها، حيث يزرعون محاصيلهم في وسط سهل زراعي عريض وخصب، ويتموضع هذا السهل الزوري شمال المدينة على الفرات، لِتُزرع فيه الحبوب المختلفة “الشوندر السكري، القطن، والخضار المختلفة، والقمح والشعير”، ولا يبعد عنها جبل البشر التاريخي.
ويوجد في مدينة السبخة أيضاً، سوق صغير نشط، تُباع فيه أهم المنتجات والصناعات التي تشتهر بها المدينة وما حولها، كـ “الخضار والمنتجات الحيوانية”، كما تتوفر في السوق الحاجيات اليومية المعاشية لأهل المدينة، وبعض محلات الأقمشة والأدوات الكهربائية والبقاليات، ومحال لإصلاح الأدوات الزراعية والسيارات.
العلم والثقافة
ويعتبر أبناء مدينة السبخة طموحين، وأكثر هجرة خارج سوريا، حيث يعملون هناك بالتجارة، والأعمال الحرة الأخرى، مما أثر إيجاباً على حياتهم الاقتصادية.
وفي السياق، قال الستيني “محمد الجاسم” من أهالي مدينة السبخة لصحيفتنا “روناهي”: “كانت مدينة السبخة في القرن التاسع عشر تعدُّ منطقة غابات وأحراج”.
وأضاف: “ولكن بعد تحرير المنطقة على يد قوات سوريا الديمقراطية ننعم كأهالي بالأمن والأمان، حيث أصبح الخبز متوفراً ومادة المازوت متوفرة”.
واختتم الستيني “محمد الجاسم”، حديثه: “نتمنى أن يعمَّ الأمن والأمان على سوريا كافة”.