قامشلو/ علي خضير – دعا الشيخ مرشد الخزنوي، الأحزاب والقوى السياسية الكردية إلى تجاوز المصالح الحزبية والشخصية الضيّقة ونبذ الخلافات، وأكد، إن الوقت قد حان لإثبات حقوق الكرد بعد عقود من الزمن، من إنكار هوية وحقوق الشعب الكردي من قبل النظام البعثي السابق، وأوضح، على أن العلمانية ليست كما يتحدث عنها أغلب الإسلاميون من زاوية واحدة، وهم بذلك يبتعدون عن حقيقتها.
بهدف وحدة الصف الكردي، عقد الشيخ مرشد معشوق الخزنوي، عدد من اللقاءات مع الأحزاب السياسية الكردية، والندوات الجماهيرية، في محاولة حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الأحزاب والساسة الكرد في روج آفا، ومنذ مجيئه لم يهدأ له بال، وهو في حركة دائمة مستغلاً كامل وقته من أجل توحيد الصف الكردي، وخاصةً أن الظروف والتحديات كبيرة أمام الكرد، وهناك استحقاقات مهمة تنتظرهم، لذا، من واجب الساسة الكرد لملمة صفوفهم والذهاب إلى دمشق بوفد واحد، لضمان حقوقهم في سوريا الجديدة.
لم شمل الكُرد هدفنا الأساسي
وحول الموضوع ذاته، تحدث الشيخ مرشد الخزنوي، لصحيفتنا فقال: “حتى الأمس القريب كان النظام البعثي، يتعامل مع السوريين، عبر سياسة الإقصاء والتهميش، والحديد والنار، وخلال سنوات الأزمة قُتل مئات الآلاف، وشُرِّد الملايين، وعانى الشعب السوري ما عاناه، وخاصةً الكرد عانوا الكثير من سياسات القمع والاستبداد من ذاك النظام الشوفيني، لذا، وبعد التخلص منه، علينا إعادة لم شمل الكرد بشكلٍ خاص، والسوريين بشكلٍ عام، وتوحيدهم من أجل إعادة بناء سوريا الحديثة، الملوَّنة بتلون أبنائها وثقافاتهم ولغاتهم وأديانهم”.
وأشار: “لقد عقدت عدد من اللقاءات حاولت فيها أن ألتقي بجميع الأطراف الكردية، وسأحاول أن أزورهم في كل مدينة، وألتقي بالجماهير الكردية، بغية تحشيد الرأي الكردي العام، للضغط على الحركة الكردية، من أجل الوصول إلى ورقة عمل مشترك، للعمل عليها عند الجلوس على طاولة المفاوضات”.
وبيّن: “نحن لا نتحدث فقط في الشأن الكردي، لأن هناك أمور أخرى نتحدث فيها مع شركائنا في الوطن، من إخوتنا العرب والمسيحيين، وغيرهم، لكن للأسف الشديد ألمنا الداخلي الكردي هو الذي ألزمنا أن نتحدث به أولاً، على مبدأ الأقربون أولى بالمعروف”.
وتابع: “التقيت بالعديد من الأحزاب والقوى السياسية التي كان بينها خلافات، والكل كان لديه رؤى جميلة ومبشرة زرعت فينا الفرح والأمل، فالكل يبحث عن التوافق والكل حريص على الحفاظ على أبناء هذا البلد وحقن دمائهم، والذي أفرحنا، أن الكل قبلوا وقريباً سيكون هناك لقاء بين جميع الأحزاب والقوى السياسية الكردية، وبالذات المجلس الوطني الكردي، والنتيجة نستبشر خيراً من حدوث هذه اللقاءات، ويجب أن يتوصل الكرد إلى نتيجة إيجابية، لأن قضية الوحدة مصيرية ومتعلقة بالشعب الكردي”.
يجب أن نكون شركاء حقيقيين
وأوضح: “سيكون هناك تبادل للرؤى وحل الخلافات الموجودة، والنقاش الموجود لأننا نحاول أن نكون شركاء أصيلين في بناء سوريا الجديدة الديمقراطية، بعد إجراء اللقاءات والتوافق سيكون هناك وفد جامع للذهاب إلى دمشق، وقد أكون من بين أعضاء الوفد، للجلوس على طاولة الحوار مع الحكومة الجديدة، للوصول إلى حل شامل يرضي جميع السوريين دون استثناء”.
واستطرد: “مصطلح العلمانية للأسف، أصبح يسبب ارتجاج في الدماغ عند الغالبية، فعندما يُستخدَم مصطلح العلمانية، هناك الكثير ينتفض، وكأنما العلمانية جاءت لمحاربة شيء ما أو لمحاربة الدين، ولذلك حقيقةً مفهوم العلمانية لا يفسر بالشكل الجيد لديهم، فإذا كان يُقصَد بالعلمانية العلمانية التي وجدت في تركيا، والتي تدعو أن الدولة تقوم بمحاربة الدين فهذه علمانية مرفوضة، وأما إن كان يُقصَد بها مجرد الفصل بين الدين والدولة، فنحن دعاة هذا الأمر، ولهذا نجد أنه لا يمكن الوصول إلى نظام حكم يتعايش فيه الجميع، ويحصلون على حقوق المواطنة، إلا من خلال نظام يفصل بين الدين والدولة، ولا بدّ من وجود عدم تمييز بين أبناء المجتمع”.
ولفت: إنَّ “الأنظمة أو الأحكام السياسية التي تنبع من الدين، هي عملياً تُقصي طرفاً على حساب طرف آخر، لذلك حتى يحصل الجميع على كامل الحقوق المتساوية دعا الإسلام إلى العدالة والمساواة”، وأضاف: “النبي عليه الصلاة والسلام، وقع وثيقة اسمها وثيقة المدينة، ولم يوقعها مع المسلمين فقط، إنما مع المسيحيين واليهود أيضاً، فالنقطة الأساسية من تلك الوثيقة هي أنَّ الكل أمةٌ سواسية”.