الشدادي/ حسام الدخيل – شهدت مدينة منبج في إقليم شمال وشرق سوريا، حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بعد سيطرة مرتزقة ما يسمى بالجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا على المدينة، وذلك بعد اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، بوساطة أمريكية. ومدينة منبج، كانت قد حررتها “قسد” من مرتزقة داعش في العام 2016، ومنذ ذلك الحين ضمت إلى مناطق الإدارة الذاتية، وشهدت تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية والخدمات العامة على مدى السنوات الثمانية الماضية.
تركيا تحرك المرتزقة لتحقيق مصالحها
في السابع من كانون الأول، عام 2024، بدأت مرتزقة “الجيش الوطني السوري”، هجومًا بدعم وتنسيق من دولة الاحتلال التركي، وبعد مقاومة مجلس منبج العسكري الكبيرة، في صد الهجوم، دخلت أمريكا على الخط وتم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن على الرغم من ذلك، هجمات المرتزقة لم تتوقف، وخاصة حول سد تشرين، الذي يعد من أهم المنشآت الحيوية في المنطقة؛ ما أدى إلى توقفه عن العمل، وارتفاع منسوب المياه داخل البحيرة، الأمر الذي سبب انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، بسبب استهدافه بشكل متكرر من مرتزقة الجيش الوطني السوري.
وتسبب هجوم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، في تهجير عدد كبير من سكان منبج إلى المناطق المجاورة، وخاصة (كوباني)، كما شهدت المدينة أعمال نهب وسرقة وحرق لممتلكات المدنيين، وهذا الفعل زاد تعقيد الوضع الإنساني هناك، وحسب شهادة الأهالي الذين خرجوا من المدينة، فإن مرتزقة ما يسمى بالجيش الوطني السوري، قامت بعمليات سرقة واسعة للممتلكات العامة والخاصة في مدينة منبج، بعدما دخلت المدينة.
وأضاف الشهود، إن المرتزقة المدعومة من تركيا، قامت بتخريب المحلات وتكسير السيارات، وسرقة أعداد كبيرة منها والعائدة ملكيتها لأهالي منبج، وذلك تحت تهديد السلاح، كما قاموا بسرقة عدد كبير من المحلات التجارية في منبج، مما دفع عدداً كبيراً من التجار في المدينة تنفيذ إضراب يندد بسياسة الفوضى، التي تنشرها مرتزقة الجيش الوطني السوري المدعومة تركياً.
وقد أصدر أهالي وناشطو منبج بياناً، طالبوا فيه “حكومة تسيير الأعمال” التي يترأسها أحمد البشير، بضرورة القيام بواجبها تجاه مدينة منبج، وطرد المرتزقة التي عاثت فساداً وخراباً فيها، وهناك حالة فلتان أمني كبيرة في المدينة منذ دخول المجموعات المرتزقة إليها، وأهالي منبج ممتعضون مما يحدث في المدينة، بعدما كانت تنعم بالأمن والاستقرار.
سرقات وقتل ونهب
وكان قد وثق ناشطون يوم الجمعة الماضي، خروج مظاهرة في الساحة العامة للمطالبة لضبط الوضع الأمني، بعد عجز مرتزقة ما يسمى بالشرطة العسكرية والمدنية عن ضبطها، وانتشار النهب والسلب وتخريب الأملاك العامة، وعدم وجود إدارة مدنية حقيقية، بالتزامن مع انتشار النفايات في الشوارع، وفقدان المحروقات وتوقف عمل غالبية الأفران في المدينة، وتوقف التعليم العام والخاص، بسبب فقدان الأمن وانتشار الفوضى.
كما توقف المشفى الوطني عن العمل، وأيضاً شركة الكهرباء بشكل جزئي، بسبب سرقة المعدات والمستودعات، والديزل الخاص بالشركة، وانقطاع المدينة من المحروقات.
وفي السياق ذاته، نشرت صفحات تابعة لمدينة منبج، على مواقع التواصل الافتراضي العديد من المنشورات، تندد بالفلتان الأمني وعدم الاستقرار في المدينة، وأدانت حالة النهب والتخريب وإهانة الأهالي، التي تقوم بها مرتزقة “الجيش الوطني السوري”، ووثق ناشطون حالات خطف المواطن محمد حاج ناصر، وسرقة سيارته واقتياده لجهة مجهولة، كما تم توثيق استشهاد المواطن هلال الحج سعيد، بعد مداهمة المرتزقة منزله، وقيامهم بقتلة وسرقة مبلغ مالي بقيمة ألف دولار أمريكي.
وتشهد مناطق سيطرة المجموعات المرتزقة من “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، حالة من الفلتان الأمني، وغياب القانون، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتبقى هذه الانتهاكات في طي الكتمان لمنع نشرها عبر وسائل الإعلام.
ومن الجدير ذكره، أن ما يسمى بمرتزقة الجيش الوطني السوري، تتألف من مجموعات مرتزقة، أسستها دولة الاحتلال التركي، عام ٢٠١٧، واستخدمتهم لتنفيذ أجنداتها في سوريا، كما قامت بإرسالهم إلى أذربيجان لمحاربة أرمينيا كمرتزقة، وقامت بإرسالهم أيضاً إلى ليبيا، ونيجيريا، للقتال عنها بالوكالة.