شدد الدكتور فولفجانج باولوس على ضرورة توخي الحذر عند تناول الأدوية أثناء الحمل، لاسيما خلال الثلث الأول من الحمل، حيث يمكن أن يتسبب تناول الأدوية خلال هذه المرحلة في حدوث تشوهات للجنين. وأضاف رئيس مركز الاستشارة للأدوية أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية في مستشفى أولم الجامعي بألمانيا أن بعد هذه المرحلة تنخفض حساسية الجنين تجاه الأدوية بشكلٍ ملحوظ.
وأشار باولوس إلى أنه بالنسبة للشكاوى البسيطة مثل الحساسية يمكن علاج الأعراض موضعياً، موضحاً أن أحد الخيارات يتمثل في بخاخات الأنف، التي تؤثر فقط على الأغشية المخاطية للأنف، ولا تشكل عبئاً على الجنين.
وبالنسبة لعلاج الألم، فإنه تم الاشتباه مؤخراً في أن المادة الفعالة “الباراسيتامول” تسبب أعراض الربو لدى الأطفال، غير أنه أصبح من الواضح الآن أن المادة الفعالة لم تكن هي، التي تسببت في الأعراض، بل الإجهاد، الذي تعاني منه الأمهات المصابات بالألم، لذا طمأن الدكتور باولوس بأن الأدوية المحتوية على المادة الفعالة “الباراسيتامول” أصبحت الآن آمنة بشرط الاستخدام المعتدل.
الاستخدام الخاطئ للأدوية أثناء الحمل قد يتسبب في حدوث تشوهات خلقية أو فقدان الحمل أو الولادة المبكرة أو وفاة الرضيع أو حدوث مشكلات في النمو
ومن جانبها، أوصت القابلة الألمانية مانويلا راور- سيل المرأة الحامل بتجربة العلاجات المنزلية أولاً، حيث يمكن مواجهة المتاعب الصحية الخفيفة إلى الحادة مثل نزلات البرد والصداع وآلام الظهر بواسطة شاي المريمية مع العسل والزجاجة الدافئة وغسول الحلق.
وأضافت مانويلا أنه في حالة التدخّلات الطبية المخطط لها، مثل علاج الأسنان، تنبغي استشارة الطبيب المعالج عما إذا كان من الممكن تأجيلها إلى ما بعد الحمل. وبشكلٍ عام، ينبغي للمرأة الحامل استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل تناول أي دواء، كما ينبغي الاطلاع على النشرة الدوائية لمعرفة ما إذا كانت للدواء آثار جانبية على الجنين.
ويعد تناول الأدوية أثناء الحمل من أكثر المواضيع الطبية أهمية وتعقيداً، فرغم أن للأدوية تأثيرات جانبية في جميع الحالات التي تستخدم فيها، لكن مخاطرها وتأثيراتها الجانبية في الحمل بالغة الأهمية، لأنها قد تترك أثراً دائماً وخطيراً على الجنين والأم.
إن الاستخدام الخاطئ للأدوية أثناء الحمل قد يتسبب في حدوث تشوهات خلقية أو فقدان الحمل أو الولادة المبكرة أو وفاة الرضيع أو حدوث مشكلات في النمو، والقاعدة الأساسية هنا أن على الحامل أن تتجنب تناول الأدوية أثناء الحمل وخصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى عندما تكون أعضاء الجنين في طور التشكل والنمو، ولكن في بعض الحالات يتوجب على الحامل تناول أدوية معينة لعلاج مشكلات صحية مرافقة للحمل، مثل الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم أو الربو أو حالات طبية أخرى، ويتم ذلك تحت مراقبة الطبيب المختص وإشرافه.