الدرباسية/ نيرودا كرد – أشار الإداري في منظمة حقوق الإنسان – عفرين، إبراهيم شيخو، إلى أن أوضاع المهجرين قسرا من مقاطعتي عفرين والشهباء تزداد سوءا يوما بعد يوم، ولفت إلى أن دولة الاحتلال التركي تتحمل مسؤولية هذا الوضع بسبب دعمها المرتزقة وتوجيهها إلى تلك المناطق.
شنت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها هجوما جديدا على مقاطعة عفرين والشهباء وتل رفعت، وذلك بالاستفادة من الهجمات، التي شنتها هيئة تحرير الشام على مختلف المناطق السورية، والتي أدت في محصلتها إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد. حيث حاولت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها الاستفادة من حالة التخبط والفوضى، التي خلفتها هجمات تحرير الشام تلك.
ونتيجة لهذه الهجمات، هجرت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها الآلاف من أبناء تلك المنطقة، فضلا عن الآلاف من المهجرين قسرا من مقاطعة عفرين المحتلة على يد هؤلاء المرتزقة، والذين كانوا قد استقروا في منطقة الشهباء طيلة الفترة الماضية. لتبدأ بذلك موجة تهجيرهم الجديدة متوجهين إلى إقليم شمال وشرق سوريا.
ومنذ بداية الأحداث الأخيرة، سارعت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بالاستجابة للتحديات الجديدة أمامها. حيث شكلت خلية أزمة، وافتتحت مراكز إيواء للمهجرين قسرا، وكذلك وجهت بالإيعاز للهيئات والمؤسسات المعنية لبذل قصارى جهودها للتعامل مع الأزمة الإنسانية الجديدة، التي خلفتها هجمات دولة الاحتلال ومرتزقتها.
وتأتي مساعي الإدارة الذاتية الديمقراطية في ظل تقاعس المنظمات والجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي لم تبادر حتى اللحظة للقيام بواجبها تجاه هؤلاء المهجرين.
استمرار مسلسل التهجير القسري
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الإداري في منظمة حقوق الإنسان – عفرين، إبراهيم شيخو: “عندما احتلت تركيا ومرتزقتها منطقة عفرين عام 2018، قامت بتهجير أكثر من300 ألف نسمة من السكان الأصليين لتلك المنطقة، وقد توجه هؤلاء المهجرون إلى إقليم شمال وشرق سوريا، ولكن هؤلاء المهجرين تعرضوا لعملية تهجير قسري ثانية بتاريخ 2/12/2024، وخاصة من مناطق الشهباء وتل رفعت، وقد وصل عدد المهجرين قسرا من تلك المناطق إلى أكثر من عشرة ألف نسمة”.
وأضاف: “طوال هذه الفترة، تعرضت تلك المنطقة لحصار خانق من النظام السوري السابق، وأيضا هجمات مستمرة من دولة الاحتلال التركي، ونتيجة لعملية التهجير الثانية، توجه المهجرون قسرا إلى مناطق الطبقة والرقة، ولكن هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها ما تزال مستمرة على هذه المنطقة أيضا، ما يسبب حالة تخوف لدى المهجرين من إمكانية تهجيرهم للمرة الثالثة، وخاصة بعد سيطرة مرتزقة دولة الاحتلال التركي على مدينة منبج”.
الدور التركي الهدام
شيخو تابع: “تلعب دولة الاحتلال التركي على الدوام دورا هداما في عملية إيواء المهجرين قسرا، وهي تسعى دائما لتغيير ديمغرافية المنطقة، على غرار المناطق التي احتلتها سابقا كعفرين، وسرى كانيه، وكري سبي/ تل أبيض، فهي تحاول إحياء إرثها الاستعماري القديم الذي ورثته عن الإمبراطورية العثمانية المنهارة، فها نحن نرى اليوم كيف ترفع دولة الاحتلال التركي علمها على أسوار قلعة حلب السورية التاريخية، وتعيد الحديث عن ضم حلب إلى الأراضي التركية”.
وزاد: “لا يخفى على أحد الدور السلبي الذي لعبته دولة الاحتلال التركي خلال الأزمة السورية، والذي وصل إلى حد احتلال بعض الأراضي السورية وإصرارها على عدم الخروج منها، وقد وقعت شعوب تلك المناطق ضحية للمؤامرات التي نظمت مما يسمى الدول الضامنة في آستانا، وأيضا دعمها وتمويلها لقوى الإرهاب على الأراضي السورية”.
جهود الإدارة الذاتية المكثفة
إبراهيم شيخو أشار إلى أن: “الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا تبذل جهودا مكثفة للتعامل مع هذه الأزمة الجديدة، وذلك وفق الإمكانات المتاحة لها على أرض الواقع، ولكن هذه الإمكانات تبقى قليلة جديا مقارنة بأعداد المهجرين قسرا، وهي لا تفي بالغرض خاصة في ظل غياب شبه تام للمنظمات الدولية، حيث تشهد هذه المنظمات حالة قصور شديد في أداء واجبها في المجال الإغاثي والإنساني حيال المهجرين قسرا، على الرغم من توثيق الجرائم والانتهاكات التي تعرضوا لها، ومن هذا المنطلق، فإننا نحمل المنظمات الدولية المعنية المسؤولية الكاملة حيال ما يتعرض له المهجرون قسرا، وذلك في ظل صمتها المطبق وغياب أي دور لها في هذه الأزمة”.
وأردف: “لا شك أن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا استجابت لهذه الأزمة على قدر استطاعتها، إلا إن المطلوب منها أيضا بذل المزيد من الجهود، وخاصة في إطار التواصل والتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية في هذا الملف، كي نستطيع تطويق هذه الأزمة وعدم السماح بامتدادها”.
الإداري في منظمة حقوق الإنسان – عفرين، إبراهيم شيخو، أنهى حديثه: “نطالب المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية للتحرك فورا والقيام بواجباتها حيال أزمة المهجرين هذه، خاصة وأن هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها لا تزال مستمرة حتى اللحظة على مناطقنا، ما يهدد بازدياد عدد المهجرين، وبالتالي تفاقم هذه الأزمة وعدم إمكانية التنبؤ بمآلاتها”.