عائشة حماليكو
الصمت أمام العنف لن يجعله يتوقف أبداً، ولأننا خُلقنا إناثاً، دائماً نواجه أشكالاً متعددة من العنف، سواء أكان جسدياً أو نفسياً أو جنسياً.
لم تكن الأمور سهلةً علينا أبداً، لكننا دائماً كنا نستمر ونخطط من جديد، ونبدأ بعد كل انهيار، ومهما عادتنا الأيامُ كنا نثبت جدارتنا لها في كلّ اختبار. استمرينا ونجحنا ونهضنا. لم نعلن يوماً استسلامنا. وفي عزّ انكسارنا كنا دعماً وسنداً وقوة لغيرنا. ومعاً سنواجه ونقف أمام العنف.
رغم أنّ تاريخنا مليءٌ بالأمثلة على الإنجازات التي حققتها المرأة على مرّ العصور، ما نزال نشهد في بعض المجتمعات نفي حقّ المرأة، وإن كانت هذه الممارساتُ ليست سوى انعكاسٍ لعقلية مجتمعية متخلفة، ترفض الانفتاحَ والمعرفة، وتتمسك بالبقاء في قوالب تقليدية بالية.
إنّ حرمانَ المرأة من حقوقها وأخذ دورها في صنع القرار يأتي بمثابة وعكةٍ لعدم تقدم المجتمعات. المرأةُ القادرة على شؤون بيتها وتربية أطفالها والعمل بجدّ في مواقع العمل المختلفة هي أيضاً قادرة على أن تكون قائدةً حكيمة وعادلة.
النساءُ تاريخياً وبكل لغات العالم وحضاراتها هنّ أعمدة البيوت ورمزُ الوطن، وفي كثير من الأوقات نرى أنه يتم وصفنا بناقصات عقلٍ ودين، وأننا خُلقنا من ضلع الرجل الأعوج، أو الساحرات الشريرات.
لماذا كلّ هذه التسميات! ولماذا يتم حرماننا من أبسط حقوقنا! ولماذا نواجه في حياتنا كافة أشكال العنف! هل السبب يكمن في الخوف من تقدم المرأة؟
العنفُ هو سلاحٌ للضعفاء، والعنف الذي يمارَس علينا محكومٌ بالعادات والتقاليد البالية تحت مسمى الشرف والناموس، ومن خلال تملُّك الرجل للأنثى يتم التحكم بالمرأة ويتم سلب إرادتها وكافة حقوقها منها. ولذلك؛ فإن الحدّ من ظاهرة العنف ضد المرأة يتطلب وعيَ المجتمعات والأسرة، والتعمق في فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية”.