جل آغا/ أمل محمد – بينت الكاتبة الصحفية المصرية والمتخصصة في الشأن النسوي وملف الاقليات “فاتن صبحي”، أن حرية المجتمعات وغياب العدالة مقترن بحرية المرأة، مؤكدةً أن فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان ساهما بشكل كبير في حرية المرأة في الكثير من المناطق، وهي السبيل لنيل المرأة حريتها وضمان حقوقها.
تعد ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية، وهي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد وبشكل استثنائي تجاه النساء، وهي من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة قد تباينت مع مرور الوقت ولكن لا تزال حدتها وصورها تختلف بين مجتمع وآخر، وينظر لهذا العنف على أنه آلية لإخضاع النساء سواءً في المجتمع، أو العلاقات الشخصية، وبالرغم من سن وإصدار قوانين عالمية ودولية تصون حرية المرأة وتحمي حقوقها إلا أن هذه الظاهرة لا تزال موجودة وتمارس.
عنف منظم ضد المرأة
وبصدد هذا الموضوع؛ تحدثت الكاتبة الصحفية المصرية المتخصصة في الشأن النسوي وملف الأقليات “فاتن صبحي”: “ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة منتشرة في البلدان كلها، ولكن بنسب مختلفة، لذلك نجد مطالبات بحقوق النساء تخرج من الدول التي تتزايد فيها هذه الظاهرة، ودول الشرق الأوسط، وكما هو معروف تتواجد فيها ظاهرة العنف ضد المرأة وبنسبة ليست بقليلة، وعلى كافة المستويات سواءً بشكل منظم من سياسات الدولة على أجندة الحكومات أو خشية من تمكين وتصعيد المرأة، ونيلها حقوقها حتى تتولى المناصب الرفيعة، كذلك على المستوى الثقافي والأسري والإعلامي، والدراما والفن الذي يقدم المرأة عنصراً ضعيفاً، ويقدم صورة الرجل المعنف باعتباره رجلاً شرقياً صاحب شخصية قوية حتى أن الكاريكاتور في الصحف يساهم في عملية التنميط، واستباحة جسد المرأة، والتحريض ضدها، نواجه حالة قبول مجتمعي لصور العنف ضد النساء ولم نجد خطوات فعالة نحو تصحيح تلك السلبيات”.
وتتابع فاتن: “النساء في الشرق الأوسط تعاني من ويلات وصراعات ونزعات مسلحة وحروب إلى جانب الأزمات الاقتصادية، وحتى التغيرات المناخية، والتي تدفع ثمنها دول العالم الثالث، كما أن الثقافة السائدة جعلت النساء النقطة الأضعف لدفع ضريبة هذه التغيرات، إلى جانب سياسة الدول ذاتها التي لا تضع خططاً وأسساً للنهوض بواقع النساء، وكأنها تجد في تراجع دورهنَّ ضمانات سياسية لاستمرار هذه الحكومات، التي تخشى من نجاح المرأة، وعلى جانب آخر نجد أن هناك رغبة عميقة من النساء في التحرر والتغيير، وهناك مكتسبات قد تكون بداية الطريق الصحيح، لأن المرأة وفي مختلف المجتمعات أصبحت أكثر دراية بالأدوات، التي يمكن استخدامها للتغيير من واقعها، كما أن التشبيك بين النساء على مستوى الشرق الأوسط له تأثير كبير من تبادل الخبرات والتعاون”.
تستطيع النساء المضطهدات من التغلب على العنف من خلال الوعي في المقام الأول، كما أن امتلاك أدوات تحميها من الاستغلال ضرورة بحتة: “على النساء كافة، واللواتي يعانين من العنف أن يسعينَ للنضال من أجل التعليم وتقليص انتشار ظاهرة العنف، سواءً العنف الجسدي، أو النفسي، والتخلص من ظاهرة تزويج القاصرات، وإتاحة فرص عمل بنسب أكبر للنساء وعدالة منظومة العمل والأجور، وبالتالي بات التمكين الاقتصادي والسياسي بوضع سياسات، وتشريع لحماية المرأة، ودعم النساء بعضهن، وبالأخص في دول الشرق الأوسط، وكذلك مخاطبة الحكومات بشأن خلق فرض وضمانات لحماية المرأة من أشكال العنف المتنوعة وعلى رأسها العنف المنزلي والزوجي، والذي يهدد المجتمع عامة”.
فكر القائد أوجلان وحرية المرأة
وعن شعار “المرأة، الحياة، الحرية” في زيادة وعي المرأة نوهت فاتن إلى: “شعار “المرأة، الحياة، الحرية” بات سبباً فيما حققته النساء من مكاسب وبالأخص في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وغيرها من مناطق كردستان، فشاهدنا هذا الشعار في مظاهرات الهند، لذا أصبح شعاراً رئيسياً تتسلح به النساء المضطهدات، فاستطاعت المرأة أن تفرض مطلبها على المجتمع.
فغياب الحرية والعدالة بحق النساء في الشرق الأوسط أولى درجات العنف، فلا يستطيع الشخص الذي لا يمتلك حرية ولا إرادة أن يحقق مطالبه وهذا حال النسوة، فيجب أن تتمتع النساء بالحرية والعدالة؛ كي يصبحنَ عنصراً فعالاً في المجتمع وبمقدورهنَّ التغيير نحو الأفضل.
ولفتت فاتن إلى: “لقد وضع القائد الأممي عبد الله أوجلان دستوراً يعالج الإشكاليات، التي تعاني منها النساء في مناطق الشرق الأوسط، انطلاقاً من مفهوم الحياة التشاركية، وأن النساء يحررنَ أوطانهنَّ من الاستعمار، ومن سلطة الحكومات المستبدة، لقد رأى القائد عبد الله أوجلان في حرية المرأة واستقرار الأسرة، وتنشئة الأطفال بشكل سوي، إمكانية بناء مجتمع قوي، ومتماسك، يستطيع أن يواجه ويناضل ضد الاستبداد، كما عدَّ النساء هنَّ الأكثر إخلاصاً لأوطانهنَّ، ولا يوجد بين النساء من تخون القضية على عكس الرجال، إقليم شمال وشرق سوريا، والذي يسير وفق فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان خير مثال على أن مشاركة المرأة في تولي زمام الأمور مع الرجل مشروع ناجح، فقد وصلت المرأة في هذه المناطق لدرجة كبيرة من التشاركية والمناصفة ووضع القوانين، نحن بحاجة إلى تطبيق أفكار الفيلسوف عبد الله أوجلان لحماية النساء وتحقيق العدالة الاجتماعية”.
كما وتعمل حكومات ومنظمات حول العالم من أجل مكافحة ظاهرة العنف ضد المرأة، وذلك عبر مجموعة مختلفة من البرامج، ومنها قرار أممي ينص على اتخاذ 25 تشرين الثاني من كل عام يوماً عالمياً للقضاء على ظاهرة العنف ضد النساء.