يواجه أكثر من 200 ألف مهجر من عفرين مصيراً مجهولاً، في ظل الهجمات المستمرة لدولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على حلب والشهباء وتل رفعت، فيما كان نهج الشعب الثورية السلاح المقاوم لجميع مخططات الإبادة.
في الأيام الأخيرة الماضية كثفت دولة الاحتلال التركي هجماتها على مناطق عدة في سوريا، واستخدمت مرتزقتها ليكملا معاً مشروع تقسيم سوريا، وارتكاب المزيد من المجازر، بين ليلة وضحاها تمكنت المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي من دخول حلب، وحصار مناطق عدة وحتى الوصول إلى حماه، وتزامن ذلك بانسحاب جيش حكومة دمشق، وصمت روسيا الداعية على أنها دولة ضامنة في سوريا.
وكان لحلب والشهباء وتل رفعت النصيب الأكبر من الهجمات، سواء من دولة الاحتلال التركي، أو من مرتزقتها.
الإعلان عن التعبئة العامة
رداً على تلك الاعتداءات، والتي تبين أنها مخطط بين أطراف دولية وإقليمية، استغلت فيها دولة الاحتلال التركي انشغال العالم بأزمات وتغييرات عدة، أدانت مؤسسات وجهات عدة تلك الممارسات، التي أعادت سيناريو عفرين، باغتصاب حقوق الشعوب، واحتلال أراضيهم، وأوضح محللون الغاية والهدف الأساسي من السيناريو الذي حصل كما في التقرير التالية:
أدانت الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا هجوم دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها كما حيوا المقاومة التاريخية، التي يبديها الشعوب في حلب والشهباء. وعدت الإدارة الهجوم استكمالاً للمخطط الذي فشلت في تحقيقه مرتزقة داعش، وبأن الهدف منه احتلال سوريا وتقسيمها، وتحوليها إلى بؤرة للإرهاب الدولي.
ودعت شعوب المنطقة إلى التكاتف وتعزيز الوحدة لمواجهة العدوان السافر، كما دعت الشباب والشابات للالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية.
وخلال البيان الذي أصدرته في هذا الشأن أعلنت عن مرحلة التعبئة العامة، في أن يكون الشعب في حالة تأهب دائم. ووجهت نداءها إلى المجتمع الدولي لإيقاف العدوان الذي سيتسبب في كوارث إنسانية كبرى.
وبدورها طالبت دائرة العلاقات الخارجية القوى الدولية والفاعلة في الملف السوري بتقديم الدعم للإدارة في إطار “الدفاع المشروع” عن شعوب المنطقة ومختلف طوائفها في الجغرافية السورية. بحثّ الاحتلال التركي على وقف هجماته ومرتزقته على الإقليم.
وأكدت مجدداً على استعدادهم للحوار والتفاهم مع الجهات السورية والإقليمية فيما يضمن الحفاظ على استقرار سوريا وعدم ارتداد ما يحدث على الأمن الإقليمي. كما شددت على أنه لا سبيل حقيقي لحل الأزمة السورية دون عملية سياسية يشارك فيها السوريون من قوى وقوميات وطوائف.
حرب الشرف والإنسانية
ومن جانب آخر؛ تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بالاستمرار بمسؤولياتها في حماية المنطقة والشعب السوري، ودعت الشبان والشابات للانضمام إلى جبهات المقاومة ضد الهجمات التي تتعرض لها من الاحتلال التركي ومرتزقته، كما شددت على أن تكون شعوب المنطقة كتفا بكتف في جبهات الحماية والدفاع من أجل حماية قراهم ومدنهم، ضمن إطار حرب الشعب الثورية، مبينة بأن الحرب الراهنة هي حرب الشرف والإنسانية وحرب كرامة الشعوب من أجل حماية قيم وإرث الإنسانية والحرية ضد الذهنية الظلامية لداعش وأردوغان.
تخوف من ارتكاب المجازر
فيما حذرت منظومة المجتمع الكردستاني من مساعي دولة الاحتلال التركي لتوسيع الحرب والأزمة في سوريا عبر مرتزقتها.
ولفتت أن الشرق الأوسط وسوريا يشهدان مخططًا دوليًا جديدًا، حيث تحاول الدولة التركية من خلال هذا المخطط تحقيق أهدافها التوسعية القومية والاحتلالية في المنطقة.
وأشارت إلى أن دولة الاحتلال تسعى لارتكاب المجازر وإبادات جماعية بحق الشعب السوري والشعوب في الشرق الأوسط، من خلال تأجيج الصراعات الدينية بين الأطياف القومية والدينية في سوريا والشرق الأوسط.
وبينت، إيمانها أن سوريا الديمقراطية ستسهم في دمقرطة الشرق الأوسط وحل المشاكل العالقة في المنطقة.
وأفادت بأن يستوجب على الشعب في مواجهة هذه الهجمات تنظيم نفسه، وتقوية حمايته الذاتية وعدم السماح للاحتلال بارتكاب المجازر، دون النظر إلى المساعدة من الخارج لحماية وجوده، بل من خلال استراتيجية حرب الشعب الثورية في تنظيم أنفسهم وحماية وجودهم.
حرب الشعب الثورية ضمان النصر
فيما أبدت المؤسسات والتنظيمات النسوية رأيها بالهجمات الأخيرة من دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في حلب والشهباء، حيث أوضح مجلس مؤتمر ستار، بأن ما حصل هي موافقة ضمنية من الأطراف المتدخلة في الشأن السوري. نتيجة لغياب الحلول السورية التوافقية في سوريا وعدم تطبيق قرار 2254، وعدم مبادرة حكومة دمشق بفتح باب الحوار والتفاوض تجاه المبادرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ودعت النساء للاتحاد والتحرك وفق استراتيجية الحرب الشعب الثورية وتعزيز الحماية والدفاع عن تراب الوطن والقيم المجتمعية ورفع وتيرة النضال والمقاومة، في مواجهة حرب الإبادة والاحتلال.
وحمل مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا حكومة دمشق كامل المسؤولية إزاء ما يجري، داعياً الأطراف السورية للجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد حل سلمي للأزمة وإنهاء معاناة السكان.
وكشف بأن أكثر من 200 ألف مواطن يواجهون كارثة إنسانية تستهدف وجودهم؛ إما بالفناء أو بالتهجير القسري على يد مجموعات ما يسمى “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية.
فيما طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمعنيين بالملف السوري بالضغط على الدولة التركية لإيقاف مشاريعها العدوانية واحترام سيادة الدولة السورية والعودة إلى حدودها الطبيعية.
كما وأشادت بمساعي وجهود الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في مساعيها لترسيخ الأمان والاستقرار لكل شعوب المنطقة، من كرد وعرب وسريان آشوريين وأرمن وغيرهم، خلال أكثر من عشر سنوات.
جريمة 2028 تتكرر اليوم
كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي؛ أكدت هي الأخرى بأن ما يمر به الوطن هو مرحلة خطيرة ومتشابكة جراء الحرب المستمرة بين الأطراف المتصارعة؛ ما يؤدي إلى تعقيد المشهد الأمني والإنساني، وبأنه مع تصاعد التوترات، نجد أن المجموعات المتطرفة؛ استغلت هذه الظروف لفرض سيطرتها على مساحات واسعة، مما قد يعيد الوضع السوري إلى نقطة الصفر.
وعدت الوحدة والصلابة السلاح الأقوى في مواجهة التحديات، وحثت على القيام بكل ما يلزم من أجل درء المخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
وضمن النداء العاجل الذي وجهت لجنة مهجري سري كانيه إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدول الضامنة في سوريا، ذكرت بأن مأساة ومعاناة 2018 تتكرر، حيث ترتكب بحق الشعب العفريني المهجر الجريمة ذاتها، وحذرت وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الحقوقية والدول الضامنة بالتحرك العاجل لوضع حد لمعاناة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمسنين والمصابين وذوي الاحتياجات الخاصة، والعالقين و المحاصرين في ريف حلب، ونحذر من تعرضهم في تلك المناطق لجرائم منظمة من المرتزقة، والعمل على فك الحصار المطبق من الجهات كافة على حيي الشيخ مقصود، و الأشرفية في حلب من مرتزقة “جبهة النصرة”، وضرورة حماية عشرات الآلاف من المدنيين والسكان الأصليين والمهجرين من عفرين ومناطق سورية أخرى. كما حثت الأمم المتحدة، والهيئات الحقوقية، ومنظمات الإغاثة على اتخاذ خطوات فعّالة لتوفير الدعم والحماية اللازمة لهم، والتدخل حالاً لإيقاف هذه الجريمة المستمرة والمعاناة، وتأمين طرق آمنة لتسهيل مرورهم نحو مناطق مستقرة تحميهم من الإرهاب وبطش المجموعات الإرهابية المسلحة، إلى جانب العمل بمسؤولية أخلاقية وقانونية لوقف هذه الهجمات الوحشية والغزوات العدوانية التركية على الجغرافية والشعب السوري، وضرورة القضاء على هذه المرتزقة والتنظيمات الإرهابية في سوريا، كذلك العمل على انسحاب الدولة التركية المحتلة من الأراضي السورية لتسهيل عودة المهجرين إلى ديارهم.
بعد إعلان الإدارة الذاتية عن التعبئة العامة، سارعت حركة الشبيبة الثورية واتحاد المرأة الشابة لتلبية النداء، فأكدوا من خلاله استعدادهم للدفاع عن الشعب والأرض متسلحين بفكر القائد عبد الله أوجلان والروح الفدائية للشهداء آسيا علي، وروجكر هيلين.
ودعت أيضاً، الشباب والشابات من الكرد والعرب والأرمن، والآشوريين والتركمان لدعم قوات الحماية في جبهات الحرب والمشاركة في حماية أرض الوطن.
كما وأفاد مجلس الشعب في الشهباء وعفرين من خلال بيان أن دولة الاحتلال التركي هاجمت تل رفعت والشهباء خلال يومين، وأبدت خلالها قوات تحرير عفرين مقاومة عظمية من أجل حماية الشعب، لألا يتعرضوا للمجازر ويقتل فيها الأبرياء.
وذكر بأن خروجهم من المنطقة لا يعني الاستغناء عن النضال في سبيل تحرير عفرين، بل ومثلما تحملوا الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية في الخيم وفي العراء من الآن وصاعداً سيستمرون بالنضال وبشكل أقوى، وسيسعون لتحرير الأرض والديار من المحتلين.
وبدوه شكر المجلس قوات تحرير عفرين التي حمتهم لآخر لحظة، وقدموا تضحيات في سبيل العيش بأمان وكرامة.
رد مخجل
لم يكن موقف الأطراف المتداخلة في سوريا، أو الدول العربية سوى موقف المتفرج، ولم يتعدَّ الشعور بالقلق فقط. حيث علقت جامعة الدول العربية على المستجدات الأخيرة التي تشهدها سوريا بعد هجوم مرتزقة دولة الاحتلال التركي على مناطق حلب وريف حماة بأنهم: “تتابع جامعة الدول العربية بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا، وتؤكد على ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وأعرب البيان عن انزعاج الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط “إزاء التطورات المتلاحقة التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام وتأثيراتها على المدنيين، والتي تفتح احتمالات عديدة من بينها حدوث فوضى تستغلها الجماعات الإرهابية لاستئناف أنشطتها”.
وأكد البيان: “التزام الأمانة العامة للجامعة العربية بجميع عناصر الموقف السياسي من الوضع في سوريا على النحو الوارد في قرارات مجلس الجامعة بمختلف مستوياته”.