بدرخان نوري
في كلّ مرة يقصف فيها جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته المواقع السكنيّة والمنشآت الحيويّة، فهو يؤكد مدى أزمته، وحاجته إلى فبركة أيّ إنجازٍ ميدانيّ، وكعادته يلجأ إلى القصف العشوائيّ مستخدماً كلّ أنواع الأسلحة والطائرات المسيّرة، لكن الخسائر الأخيرة كانت كبيرة، ولم تكن عمليات القصف كافية لإيهام حواضنه بالرد، فلجأت معرفات المرتزقة إلى تزييف الحقائق وقلبها على أنّها إنجازات ميدانيّة، لدرجة أن زعموا أنّ مواطناً مدنيّاً قد قضى في اشتباكات مسلحة وكان قد أعلن استشهاده نهاراً في منزله بسبب القصف.
قصف عشوائيّ للمناطق المأهولة
في أولى ساعات يوم الثلاثاء 26/11/2024، قصف جيش الاحتلال التركيّ بالمدفعية الثقيلة وأطراف بلدة تل رفعت وقريتي الشيخ عيسى وأم حوش في مقاطعة الشهباء. وقرية تنب التابعة لناحية شران بريف عفرين.
مساء الإثنين قصفت مدفعية جيش الاحتلال التركي قريتي عقيبة/ آقيبه وإبين/ بينه وأحراش قرية صوغانكه في ناحية شيراوا بقذائف المدفعية.
استهدف قصف لجيش الاحتلال التركيّ بعد ظهر الأحد 24/11/2024 قرية حليصة في مقاطعة الشهباء، ما أسفر عن استشهاد المواطن الكردي المهجر محمد عارف حج محمود (40 سنة) من أهالي جندريسه، وأصيب ثلاثة أطفال هم:
1 ــ مراد محمد حج محمود (14 سنة). وهو ابن الشهيد محمد عارف.
2 ــ روسيل محمد خلف (13 سنة)، وحالتها الصحيّة غير مستقرة.
3 ــ حسين محمد حسن خلف (9 سنوات).
وتسبب القصف العشوائيّ بأضرارٍ ماديّة كبيرة بالمنزل الذي كان يسكنه المواطن “محمد عارف” وسيارته ومولدة الكهرباء وعدة الحدادة، وكان يعمل بمهنة الحدادة.
وفي ساعات المساء وسع جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته نطاق القصف مستهدفين محيط بلدة فافين وقرية علوشة، وأظهر مقطع مصور دماراً كبيراً في منزل أحد المواطنين ونفوق نحو 20رأساً من الماشية، كما تسبب بأضرار بالمنازل المحيطة وممتلكات الأهالي.
وجدد جيش الاحتلال ومرتزقته القصف مساءً انطلاقاً من بلدة مارع ليطال المناطق السكنية في بلدة رفعت، وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها معرفات المرتزقة استخدام المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ غير الموجهة، وهي من الأسلحة المحظورة في استهداف المناطق المأهولة بالسكان، نظراً لعدم دقتها والاحتمال الكبير لإيقاع خسائر في صفوف المدنيين، ما يؤكد أنّ الهدف يتجاوز الأهداف العسكريّة، إلى تعمد استهدافِ المدنيين العزل من أهالي عفرين المهجرين قسراً.
وأسفر القصف العشوائيّ عن إصابة مدنيين بجروح متفاوتة، وهم: محمد خليل خليل (1 سنة)، فاطمة خليل خليل (4 سنوات)، شكري خليل خليل – (6 سنوات)، هيفا شكري خليل (10 سنوات)، هيفاء شكري خليل (15 سنة)، فريدة شكري خليل (24 سنة)، خليل شكري خليل (25 سنة)، أحمد محمد علي (23 سنة)، موسى حسين فندو (40 سنة)، وائل حسين فندو (19 سنة). ونُقل الجرحى إلى المشافي لتلقي العلاج، ووصفت بعض الإصابات بالمتوسطة وأخرى بالخطيرة.
قصف قرى آهلة بريف منبج
قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في وقت متأخر من الليل من يوم الإثنين أربع قرى في ريف منبج هي: الصيادة، أم جلود، الدرج، الجات بالأسلحة الثقيلة. قال المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكريّ إنّ جيش الاحتلال التركي ومرتزقته كثفوا قصفهم على قرى مقاطعة باليومين الماضيين وذلك لزعزعة الأمن والاستقرار التي تعيشه المنطقة.
قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بعد ظهر الإثنين القصف المدفعي على ريف منبج الشرقيّ مستهدفاً ثلاث قرى: “التوخار، الدرج، البويهج”.
بعد ظهر الأحد وبالتوازي مع قصف مقاطعة الشهباء، وسّع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته نطاق القصف، ليشمل ثلاثة قرى في ريف مقاطعة منبج، وهي “التوخار، الدرج، البويهج”. واستمر القصف العشوائيّ ليشمل أربعة قرى أخرى هي: عرب حسن، أم جلود، أم عدسة، الجاموسية.
وقال مجلس منبج العسكري، فجر الاثنين، إنّ جيش الاحتلال التركي ومجموعات المرتزقة الموالية لها، قصفت بالأسلحة الثقيلة ثمانِ قرى بريف منبج، شمالي سوريا. وذكر المجلس في بيان نشره على معرفاته الرسمية، إن الجيش التركي شنّ قصفاً عنيفاً على القرى المكتظة بالسكان والواقعة بريف منبج الشمالي والغربي. وأضاف أن القصف تركّز على قرى البوغاز، كاوكلي، الصيادة، الدندنية، أم عدسة، الفارات، جبلة الحمرا، عرب حسن في الريف الشمالي والغربي لمنبج.
كما استهدف جيش الاحتلال التركيّ بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة الأحد قبيل منتصف قريتي تل تورين وجبلة الحمرا بريف الباب الشرقي.
وقصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقتها قرى مقاطعة منبج بـ74 قذيفة هاون ومدفعية مساء الخميس 22/11/2024، وطال القصف قرى عوسجلي، اليانلي، الصيادة، الدندنية والجاموسية في شمال غرب منبج، وقريتي كورهيوك وقورط ويران في ريف منبج الغربيّ.
مقتل 15 مرتزقاً في ريف الباب
شهد ريف الباب شرق حلب يوم الإثنين 24/11/2024، اشتباكات عنيفة بين “مجلس الباب العسكري” ومرتزقة “أحرار الشرقية”، أسفرت عن مقتل 15 مرتزقاً، وأسر ستة آخرين، إضافة إلى عشرات الجرحى. كما تمّ تدمير موقع عسكريّ وحرق عدة سيارات عسكريّة على محور البوهيج والعجمي.
أسقطت قوات تحرير عفرين، مساء الاثنين 25 تشرين الثاني الجاري، طائرتين مسيّرتين انتحاريتين تابعتين لمرتزقة الاحتلال التركيّ، في قرية مرعناز بناحية شرّا بريف عفرين الشرقي. وأعلن معرفات تابعة للمرتزقة أنهم أطلقوا ثلاث طائرات مسيّرة انتحارية، في هجوم وصفوه بأنّه رد على مقتل /15/ مرتزقاً من “أحرار الشرقية”.
وكشفت قوات تحرير عفرين في بيان رسميّ نشرته الاثنين 25/11/2024 سجلّ أحد مقاتليها الشهداء، وذكر البيان أنّ المقاتل شيار خليل رشو الاسم الحركيّ (بولات عفرين) أصيب بتاريخ 13/11/2024، في عملية نوعيّة نفذت في ناحية شيراوا ضد جيش الاحتلال التركيّ، وكان قيد العلاج حتى يوم الأحد 24/11/2024، وارتقى شهيداً.
وأعلنت قوات تحرير عفرين الأحد مقتل جندي للاحتلال التركي وإصابة اثنين في عمليات رد على هجمات الإبادة الجماعيّة. ونشرت بياناً رسميّاً أشارت فيه إلى أنَّ الاحتلال التركي ومرتزقته زادوا في الآونة الأخيرة من هجماتهم، وتابع البيان: “نتيجة لهذه الهجمات فقد مواطن حياته وأصيب عدة أطفال أيضاً لذا قامت قواتنا بعمليات الانتقام والرد على هجمات الإبادة الجماعية في كل من محوري الباب وناحية شرا”. وذكرت أنّ العمليات أدت إلى مقتل جندي من الاحتلال التركي وإصابة جنديين آخرين”.
تعرض قاعدة الاحتلال التركي في قرية تل مالد الى قصف مدفعي وسط اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات تحرير عفرين ومرتزقة الجيشّ الوطني على محور مارع حربل بريف حلب الشمالي
قصف جيش الاحتلال التركيّ بالقذائف والأسلحة الثقيلة بعد ظهر الأحد قرية الحرية في ريف تل أبيض الغربي في مقاطعة الفرات، ريا، في هذه الأثناء، لقصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته،
مساء الجمعة 22/11/2024 تعرضت منشأة صناعية في ريف مدينة عين عيسى الغربي للقصف من مسيرة للاحتلال التركي.
أخبار مفبركة ومعلومات مزورة
نجاح عمليات التسلل لقوات تحرير عفرين والخسائر الكبيرة في صفوف المرتزقة في مختلف المواقع التي دارت فيها الاشتباكات، وبخاصة مقتل 15 مرتزقاً في منطقة الباب، صدمت المرتزقة وحواضنهم، فكان اللجوء إلى فبركة الأخبارِ لرفع المعنويات، والادعاء بالنجاح في صدِّ محاولات التسلل التي نفذتها قوات تحرير عفرين، إلا أنّ الخسارة كانت أكبر من إمكانية الترقيع، فيما تبادل المرتزقة الاتهام فيما بينهم بالخذلان وعدم تقديم المؤازرة على جبهات القتال رغم ضراوة القتال.
وتداولت معرفات ومواقع محسوبة على مجموعات المرتزقة، أخباراً مفبركة تضمنت معلومات مزوّرة، وادعت مشاركة كلٍّ من الشهيدين محمد عارف حج محمود والمقاتل شيار خليل رشو في الاشتباكات اندلعت في منطقة الباب ليلاً يوم الأحد 24/11/2024، فيما كان قد تم إعلان استشهادهما في ظروف مختلفة، خلال ساعات النهار.
كما ادّعت أنّ أربعة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطيّة تم إعلان استشهادهم في تواريخ وأماكن وحوادث مختلفة قضوا في الاشتباكات التي اندلعت في قريتي كفركلبين وكفر خاشر، يوم السبت 23/11/2024 وهم:
فراس مُحمَّد بيجو (هوكر رِقَّة)، استشهد بانفجار لغم من مخلّفات “داعش” الإرهابيّ، في قرية قره موغ – كوباني بتاريخ 21/11/2024 وتم تشييع جنازته في الرقة في 23/11/2024.
مُحمَّد علي عبّاس (حقي قامشلو) استشهد بحادث في الحسكة بتاريخ 22/11/2024
أحمد عوّاد الرحّال (ريزان)، استشهد بانفجار لغم في بلدة العزبة – دير الزور بتاريخ 21/11/2024
محمود مُحمَّد قره تاش دلشير باكور، استشهد بحادث سير في قرية شيخلر/ الشّيوخ – كوباني بتاريخ 21/11/2024″. وجرى مراسم دفنه نهار 23/11/2024.
وأما عمليات القصف العشوائيّ وتطال المناطق المأهولة بالسكان فتوصف على الدوام بأنها مواقع عسكريّة، ويوصف الشهداء بأنّهم مقاتلون في صفوف قوات سوريا الديمقراطيّة رغم وجود أطفال ومدنيين بين الشهداء.
يتبع المرتزقة أسلوب إعلام دولة الاحتلال التركيّ نفسه في تزييف المعلومات وقلبها، وطمس الحقيقة، لصنع إنجازات وهميّة، فيما لا تتجاوز تلك الإنجازات حالات القصف العشوائيّ بالمدفعية والطيران المسيّر.