شعوب منبج تردّ التهديدات التركية بإرادتها

ردّت مدينة منبج بإرادة شعوبها وإدارتها المدنية الشائعات الدائرة حول وضع منبج من تسليمها لقوات النظام ودخول مرتزقة درع الفرات إليها والتهديدات التركية باجتياحها؛ وذلك عبر إدارة شعوب منبج لأنفسهم وحمايتهم لمدينتهم عبر قوى الأمن الداخلي ومجلس منبج العسكري؛ والتكاتف معاً ضدّ التهديدات التركية والتدخل الخارجي والاعتماد على الذات…

مركز الأخبار ـ جعلت التهديدات الأخيرة التي تعرضت لها مدينة منبج الواقعة في الشمال السوري, من المدينة ساحة للتداول الإعلامي, ومصدر أخبار للناشطين وبعض القنوات التحريضية, إلى جانب ساحة للتسابق الإعلامي, ولم تكترث يوماً تلك الوسائل الإعلامية إن صح تسميتها بهذا الاسم بالاكتراث إلى ما تولده لدى العامة من أهالي المدينة.

ولمعرفة حقيقة ما يدور حالياً في منبج على الصعيد المدني والإداري والأمني, التقت وكالة أنباء هاوار بالرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية لمدينة منبج وريفها، محمد خير شيخو.

وصف شيخو معظم الأخبار التي ظهرت عن منبج بـ “الخاطئة”, وقال: “لاحظنا في الآونة الأخيرة بأن مدينة منبج أصبحت حديثاً لكافة الوسائل الإعلامية, وتداولت الكثير من الأخبار الخاطئة عن المنطقة, منها دخول النظام السوري  ومؤسساته الأمنية, وانسحاب قواتنا القتالية, أو دخول قوات ما تسمى درع الفرات وتركيا إلى المدينة, إلى جانب خروج قوات التحالف الدولي من منبج, وغيرها هي في الحقيقة والواقع بعيدة كل البعد عن الحقائق والوقائع على الأرض”.

ولتفسير حقيقة هذه الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تروج بدخول قوات النظام السوري ومؤسساته الأمنية إلى مدينة منبج أوضح محمد خير شيخو، قائلاً: “نحن موجودون في مدينة منبج ونعيش فيها, وآلية أعمالنا الإدارية مستمرة كما خططنا لها مسبقاً, أما المؤسسات الأمنية المتواجدة في المدينة هم فقط قوى الأمن الداخلي الخاصة بمنبج, إلى جانب الانتشار العسكري لمجلس منبج العسكري على الحدود الإدارية للمدينة, ولم يطرأ أي تغير, كما إننا نكذب دخول مؤسسات النظام الأمنية إلى سد تشرين”.

وبيّن شيخو حول ما تمت مناقَشته بخصوص عودة مؤسسات النظام السوري، كانت في إطار المؤسسات الخدمية والمدنية, وقال في هذا السياق: “بخصوص عودة مؤسسات النظام السوري إلى مدينة منبج كان هناك حوار سابق بين الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج والنظام منذ زمن طويل, ويهدف الحوار لإعادة المؤسسات المدنية والخدمية للمدينة, إلا أنه لم يتم الوصول آنذاك إلى تفاهم يرضي الطرفين”.

ونوه شيخو، إلى أن عملية الحوار لا تزال مستمرة للوصول إلى صيغة موحدة لتخدم أهالي المنطقة, وأكد: “إننا نأمل في المستقبل التوصل إلى تفاهم وحلول بما يخص النقاط الحساسة”.

وفيما يخص التدخل التركي وانسحاب قوات منبج العسكري من مدينة منبج, طمأن محمد خير شيخو الأهالي برفض الإدارة لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لمدينة منبج, بالقول: “خلال العامين المنصرمين حققنا مكتسبات كبيرة على جميع الأصعدة الخدمية والسياسية والعسكرية, إننا كإدارة نتوجه برسالة نطمئن بها أهالينا بأننا لن نسمح لأحد أن يتدخل في الشؤون الداخلية لمدينة منبج, لا من قبل النظام السوري, ولا من قبل تركيا أو مرتزقتها ما تسمى درع الفرات, ونتعهد بالحفاظ على جميع المكتسبات المتحققة”.

وبخصوص ما قيل عن انسحاب الدولي من المدينة استهتر شيخو بتلك الشائعات وقال: “انسحاب التحالف الدولي أو أمريكا من مدينة منبج وما أشيع عن انسحابها هي معلومات عارية عن الصحة. التعاون بين قوات التحالف الدولي والإدارة المدنية, ومجلس منبج العسكري مستمرة, ولم تشهد أي انقطاع. الدوريات تجوب المدينة وتسير الدوريات الحدودية وهي أكبر دليل على تواجد هذه القوات, المشاريع الخدمية التي أقرت سابقاً قبيل القرار الأمريكي بالانسحاب لا تزال مستمرة ويجري العمل عليها”.

وأكد شيخو، أن الإدارة المدينة الديمقراطية لمدينة منبج وريفها تعتمد على نفسها وليس على القوى الخارجية في إدارة شؤون المدينة، وقال في هذا الصدد: “إننا نعتمد منذ نشوء الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها لإدارة المدينة على الإمكانيات المتوفرة لدينا وعلى أنفسنا وقدراتنا ومكتسباتنا, ولم نعتمد على أية أطراف أخرى لإدارة المنطقة, الإدارة كانت تتعامل مع التحالف الدولي في بعض الأمور الخدمية التي كان التحالف يود تقديمها للمنطقة, لكن لم نعتمد يوماً على التحالف الدولي”.

وفي ختام حديثه شدد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية لمدينة منبج وريفها، محمد خير شيخو على استمرارهم في الاعتماد على أنفسهم, لافتاً أن الانسحاب الأمريكي لن يؤثر بأي شكل على إدارتهم.