الاكتئاب والقلق من المشكلات النفسية الشائعة التي تؤثِر في العديد من الأشخاص حول العالم، ومع أن هناك أدوية طبية مخصصة لعلاج هذه الحالات؛ فإن بعض الأشخاص يفضلون استخدام العلاجات الطبيعية، بما في ذلك الأعشاب، لتخفيف الأعراض؛ فقد أثبتت بعض الأعشاب فاعليتها في تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج والمساعدة في التخفيف من الاكتئاب.
اختصاصية علم النفس فانيسا حداد، تُطْلِع قرّاء وقارئات على بعض الأعشاب التي تُعتبر مفيدة لتهدئة الأعصاب وتقليل التوتر، بالإضافة إلى كيفية استخدامها بطريقة آمنة وفعَّالة، في الموضوع الآتي:
ـ البابونج:
يُعَدُّ البابونج من الأعشاب التي تُستخدم منذ القِدم لتهدئة الأعصاب والتخفيف من التوتر. يحتوي على مركَّبات تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء. كما يُعتقد أن له خصائص مضادة للاكتئاب بفضل تأثيره المهدئ.
ـ اللافندر أو الخزامى:
الخزامى من الأعشاب العطرية التي تُستخدم في العلاج العطري، ويُعتبر فعّالاً في تهدئة الأعصاب وتحسين الحالة المزاجية. تشير الدراسات إلى أن استنشاق رائحة الخزامى أو استخدام زيته العطري يمكن أن يساعد في تخفيف القلق وتحسين نوعية النوم.
يمكن إضافة قطرات من زيت اللافندر إلى حمام دافئ أو وضعها في جهاز توزيع العطر. كذلك يمكن تدليك زيت اللافندر، المُخفف بزيت ناقل مثل زيت اللوز، على الجلد لمزيد من الاسترخاء.
ـ عشبة الهيوفاريقون:
عشبة الهيوفاريقون، تُستخدم منذ فترة طويلة في علاج حالات الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط. تحتوي هذه العشبة على مركَّبات تساعد على تعزيز مستويات السيروتونين في الدماغ؛ ما يُساهم في تحسين المزاج.
يمكن تناول مكملات الهيوفاريقون المتوافرة في الصيدليات، ولكن تجب استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها، خاصةً إذا كان الشخص يتناول أدوية أخرى، لأن الهيوفاريقون قد يتفاعل مع بعض الأدوية ويؤدي إلى تأثيرات جانبية.
ـ نبتة المليسا “بلسم الليمون”:
تُعتبر المليسا من الأعشاب المُهدئة للأعصاب، حيث تساعد في تخفيف التوتر وتُحسِّن المزاج. كما أن لها خصائص مضادة للاكتئاب بفضل تأثيرها في الجهاز العصبي. يُستخدم مستخلص هذه النبتة في بعض العلاجات الطبيعية التي تهدف إلى تقليل التوتر والقلق.
ـ عشبة الجِنسنج:
تُعتبر عشبة الجنسنج من الأعشاب التي تساعد على تحسين المزاج وزيادة النشاط والطاقة؛ ما يجعلها مفيدة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والتوتر. كما تساعد في تخفيف الشعور بالتعب الناتج عن التوتر.
يمكن تناول مكملات الجنسنج المتاحة في الصيدليات أو تحضير شاي الجنسنج عن طريق نقع قطع صغيرة من الجذر في الماء الساخن. يُنصح بتناولها في الصباح؛ لأنها قد تعطي طاقة للجسم.
ـ الزنجبيل:
الزنجبيل ليس فقط من التوابل الغذائية، بل أيضاً عُشبة مفيدة لتخفيف التوتر والتعب. يحتوي الزنجبيل على مركبات تساعد في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتعزيز الاسترخاء؛ ما قد يُساعد على تخفيف القلق والاكتئاب. يمكن تحضير شاي الزنجبيل بإضافة قطع من جذر الزنجبيل الطازج إلى الماء الساخن، أو إضافته إلى الأطعمة والمشروبات اليومية.
ـ الكركم:
يُعتبر الكركم من الأعشاب التي تساعد في تحسين المزاج، ويعود ذلك إلى احتوائه على مادة الكركمين التي تمتلك خصائص مضادة للاكتئاب. أثبتت الدراسات أن الكركمين يساعد في تعزيز مستويات السيروتونين والدوبامين، وهما من الهرمونات المسؤولة عن تحسين المزاج.
يمكن تناول الكركم بإضافته إلى الأطعمة اليومية أو تحضير مشروب الكركم مع الحليب.
عند استخدام الأعشاب للعلاج أو التخفيف من الأعراض النفسية، من الضروري مراعاة الآتي:
ـ استشارة الطبيب: خاصةً إذا كان الشخص يعاني من أمراض أخرى أو يتناول أدوية؛ لأن بعض الأعشاب قد تتفاعل مع الأدوية وتؤدي إلى آثار جانبية.
ـ عدم الإفراط: يجب عدم الإفراط في استخدام الأعشاب، وتناولها بجرعات معتدلة. يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول بعض الأعشاب إلى آثار سلبية في الصحة.
ـ الصبر والانتظام: الأعشاب تحتاج إلى وقتٍ لكي تظهر نتائجها؛ لذلك من المهم أن يتم استخدامها بانتظام لفترة مناسبة.
وتختم الاختصاصية في علم النفس فانيسا حداد قائلةً: “يمكن أن تكون الأعشاب بديلاً طبيعياً مفيداً للتخفيف من التوتر والاكتئاب، ولكن من المهم التعامل معها بحذر واستشارة الاختصاصيين عند الحاجة؛ للحصول على أفضل نتائج دون مخاطر على الصحة”.