No Result
View All Result
المشاهدات 12
دجوار أحمد آغا_
لم تتوقع دولة الاحتلال التركي حجم تداعيات العملية الفدائية، التي قام بها مقاتلو الكريلا في قلب العاصمة، فاستغلت انشغال العالم بحروب أخرى، وصبت جام غضبها على إقليم شمال وشرق سوريا، مستهدفة الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
بات الجميع يعلم حق المعرفة أن عداء دولة الاحتلال التركي ليس موجهاً نحو أعضاء وكوادر حزب العمال الكردستاني PKK فقط، ولا ضد الكرد في باكور كردستان وحدهم، بل عداء المحتل التركي موجه ضد الشعب الكردي على وجه الخصوص وفي أية بقعة كانت من كردستان، وحتى خارج أراضيها وقد قالها أردوغان وغيره من الساسة الأتراك، إنهم يرفضون رؤية دولة اسمها كردستان، ولن يعترفوا
بها على الإطلاق.
هذا الموقف العدائي لم يأتِ من فراغ، فله جذوره وأسبابه. لن ندخل في تفاصيلها الدقيقة، سنذكر فقط السبب الرئيسي لهذا العداء والكره من جانب المحتل التركي ضد الكرد بشكل خاص، وهو أنهم يعلمون علم اليقين بأنه لولا الكرد لما استطاعوا بناء إمبراطورية، وأن الحرب التي أسموها “حرب الاستقلال” وبناء دولتهم الحديثة ما كانت تنجح لولا مساعدة ومشاركة الكرد فيها. والأهم من هذا وذاك، معرفتهم الأكيدة بأن هذه الدولة مقامة على أرض الكرد، وإن حصل الكرد على حقوقهم لن يبقى شيء اسمه تركيا، هذا الأمر الذي يجعلهم يعيشون في رعب حقيقي، ويسعون إلى العمل دوماً على إبادة الكرد.
العملية الفدائية
منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني حربه الثورية من خلال قفزة 15 آب 1984 في مواجهة سياسة الإبادة والصهر والتعذيب، اللذين مارستهما الأنظمة الفاشية التركية المتعاقبة بحق الشعب الكردي، وقد أوضح القائد والمفكر الكبير عبد الله أوجلان بأن الحرب لن تبقى محصورة في الجبال؛ معاقل الكريلا، بل تمتد إلى قلب المدن التركية الكبرى، وتستهدف المؤسسات والمعامل العسكرية، التي تغذي هذه الحرب بحق شعبنا المسالم والباحث عن العيش بكرامة وسلام وفي جو ديمقراطي على أرض آبائه وأجداده إسوة بغيره من شعوب العالم.
إن القيام بمثل هذه العمليات الدقيقة، لا يتم بين ليلة وضحاها بل يستغرق الكثير من الجهد والوقت. هذه العمليات غالباً ما تقوم بها قوات النخبة (كتيبة الخالدون)، وهي القوات الفدائية التي تتدرب ليل نهار على القيام بمثل هذه العمليات الكبيرة. إذا نظرنا إلى العملية الأخيرة، التي قام بها فدائيون من الكريلا في أنقرة من زاوية غير التي ينظر إليها الجاهلون بأمور الحروب وتكتيكاتها، سوف نرى بأنها إنجاز كبير لقوات الدفاع الشعبي ولحركة حرية كردستان، التي استطاع أعضاؤها الوصول إلى كبرى شركات إنتاج المسيرات التركية ذات الحراسة المشدّدة وفي قلب تركيا العاصمة أنقرة.
الرسائل التي أرادت القوات توجيهها
أهم الرسائل التي أراد من قام بهذه العملية إرسالها كانت إلى أصحاب الصناعات الحربية التركية، أي أن معاملهم ومصانعهم التي تنتج الأسلحة والمسيرات والذخائر الحربية التي يستخدمها جيش الاحتلال التركي بقتل الشعب الكردي والشعوب الأخرى، لم تعد آمنة كما كانوا يتأملون بل أصبحت أهدافاً مشروعة لهم، وها قد وصلنا إليهم في وضح النهار وأمام الكاميرات وبوجود القوى التي كانت تحمي المنشأة.
الرسالة الأخرى كانت للساسة الأتراك وعلى رأسهم الطاغية أردوغان وحليفه بهجلي، هذه الرسالة تقول إنه “حان الوقت لأن تدفعوا الحساب جراء حرب الإبادة التي تقومون بها ضد أبناء شعبنا في كل مكان سواء باكور كردستان أو باشور وحتى روج آفا”. إذاً سوف لن تشعروا بعد الآن بالأمان والاستقرار في مدنكم وبلداتكم مثلما تقومون بتدمير مدن وقرى كردستان وتحرقون طبيعتها. كما أن هذه العملية وجهت رسائل متعددة إلى الشعب الكردي وتوعده بالانتقام لكل قطرة دم وكل دمعة عين.
نتائجها على الداخل التركي
كان للعملية صدى واسع في الداخل التركي، حيث سيطر الخوف والفزع على أصحاب الصناعات العسكرية بعد أن استطاع عناصر كتيبة الخالدين الوصول إلى العاصمة أنقرة ومنها إلى مقر الشركة التركية لصناعات الجوية والفضائية “توساش” التي تُعدّ كبرى شركات تصنيع الطائرات على الرغم من الإجراءات الأمنية المشدّدة.
وصول أعضاء حزب العمال الكردستاني إلى أنقرة للمرة الثانية، واستهداف مجمع الصناعات الجوية، التي تتميز برمزية لمجمع الصناعات العسكرية، إنما أثر بشكل كبير على الداخل التركي، حيث أثبت للداخل التركي حقيقة، ما لم يتم حل القضية الكردية بشكل عادل ووقف حرب الإبادة، التي تشنها تركيا على الشعب الكردي، فإن المقاومة ستستمر ويكبدونهم خسائر فادحة.
موقف الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية
وجه رئيس دولة الاحتلال التركي سهام التهم إلى مناطق شمال وشرق سوريا، والادعاء بأن منفذي العملية الفدائية قد خرجوا من شمال وشرق سوريا، الأمر الذي نفاه مسؤولو الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا والتأكيد بأن لا علاقة لهم بما يجري في داخل تركيا، وأنه لم يخرج منفذو العملية في أنقرة من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا. وبأن ليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالحرب بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، وأنه على دولة الاحتلال التركي أن تحل مشاكلها مع الكرد في باكور كردستان والقوى السياسية هناك.
وبدوره؛ أوضح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أنه ليس لهم علاقة ولا تدخل بالشأن الداخلي التركي، وأن عملهم هو في الداخل السوري، وأن أياً من الفدائيين لم يدخل عبر أراضيهم إلى تركيا.
ويشار إلى أن هذه القوى قد أبدت أكثر من مرة استعدادها للعب دور إيجابي في إقامة حوار بين تركيا والقوى السياسية الكردية والديمقراطية في باكور كردستان من أجل حل القضية الكردية بشكل سلمي وإحلال الديمقراطية في تركيا.
شمال وشرق سوريا محط استهداف
استغلت أنقرة انشغال العالم بالحرب الإسرائيلية ضد حماس، حزب الله، وإيران في المنطقة والفوضى التي خلقتها، وتوجه أنظار الرأي العام العالمي والإعلام الإقليمي والعالمي إلى الدمار الحاصل في غزة ولبنان، لتعيد وتكرر دولة الاحتلال التركي استهدافها للبنية التحتية من المنشآت الحيوية والخدمية في إقليم شمال وشرق سوريا، مستهدفة المشروع الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث الإدارة الذاتية.
هذه الاعتداءات السافرة أدت إلى استشهاد 17 مواطناً بينهم عسكريان فقط، والبقية مدنيون، بالإضافة إلى جرح 65 مواطناً ومواطنة. كما أنه نتيجة لهذه الهجمات، فقد خرج ما يزيد عن 30 مركزاً حيوياً عن الخدمة لعل أبرزها محطة كرزيرو للنفط، معمل غاز السويدية، محطة السويدية في ريف ديرك. وفي تربه سبي محطة سعيدة للنفط، وحقل عودة للغاز والنفط، ومصفاة للنفط في قرية بيازة وأخرى في قرية كري بري. بينما تركّز القصف في قامشلو على مركز الإنشاءات، ومركز التطوير الزراعي، ومحيط سجن “جركين”، حيث مرتزقة داعش، ومستوصفات صحية في حي الخليج، وأخر في حي ميسلون. فيما تم قصف صوامع الحبوب في عين عيسى وكوباني بالإضافة إلى الفرن الآلي في عامودا وكوباني، كذلك محطة تحويل الكهرباء في كوباني وتربيه سبيه.
الموقف الدولي المخزي
الأطراف الدولية التي دخلت في الشأن السوري، وخاصة في شمال وشرق سوريا، كدول ضامنة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية لم تبدِ الموقف القوي تجاه هذه الاعتداءات
حيث كان موقف التحالف الدولي ضعيفاً للغاية وليس بالمستوى المطلوب لوقف هذه الهجمات وردع تركيا، وانحصر في شعورهم بالقلق فقط. الولايات المتحدة الأمريكية وعبر مسؤول في وزارة الخارجية أعرب عن قلق بلاده إزاء هجمات دولة الاحتلال التركي المتواصلة على مناطق متفرقة في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث قوات سوريا الديمقراطية حليفهم الوحيد ضد مرتزقة داعش في سوريا.
وأكّد المسؤول الأميركي لموقع “963+”: “إننا لا نريد أن نرى أي عمليات تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، أو من شأنها أن تضر بجهودنا لمواصلة عملنا مع شركائنا السوريين ضد داعش، الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً وموثوقاً” مضيفاً أنهم “على علم بالتقارير التي تتحدث عن ضربات جوية تركيّة في سوريا، ونراقب عن كثب التطورات في المنطقة، حيث نشعر بقلقٍ عميق إزاء تلك الضربات”.
رد “قسد” الحازم
قوات سوريا الديمقراطية، التي نشأت من أجل الدفاع عن شعوب المنطقة وحمايتها من الاعتداءات من أي طرف كان، لم تقف مكتوفة الأيدي، أو تحتفظ بحق الرد كما هي العادة لدى البعض من حكومات دول المنطقة، بل سارعت إلى الرد على هذه الاعتداءات عبر عمليات استهداف لمواقع القوات التركية ومرتزقتها في المناطق السورية المحتلة في إطار الرد المشروع على هجمات الاحتلال التركي المستمرة على المنطقة، ومن العمليات التي نفذتها “عمليتان ناجحتان استهدفتا قواعد الاحتلال التركي ومواقع مرتزقته في محيط قرى عنيق الهوى والداوودية بريف زركان، جنوب سريه كانيه المحتلة، أسفرت عن القضاء على عدد من جنود الاحتلال التركي ومرتزقته إضافة إلى إصابة عدد آخر منهم.
No Result
View All Result