أدان إعلاميون الهجمات الوحشية للاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا، وشددوا على أن مثل هذه الأفعال الإجرامية يجب أن تدان من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مؤكدين ثقتهم بمقاومة الشعب التي لن تُكسر، أو تحيد عن هدفها.
إمعاناً في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا، يواصل هذا الكيان الغاصب، سفك دماء الأبرياء وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل يومياً.
استمرار هجمات المحتل التركي
ويستمر الاحتلال التركي شن هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا، مستهدفاً الأبنية السكنية والمنشآت الحيوية والخدمية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء.
وفي هذا السياق، تحدث لصحيفتنا “روناهي”، عضو إذاعة صوت الحياة “نافعالسيد”، والذي استهل حديثه: “بدايةً، الرحمة لشهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا والنصر لقواتنا”.
وتابع: “تواجه مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تكثيفاً مستمراً للهجمات التركية على أراضيها، ما يضر بأمن المنطقة وسلامتها”.
وأضاف: “هذه المنطقة ليست مجرد ساحة نزاع عابرة، بل هي موطن لمجتمعات عرقية وثقافية متنوعة اجتمعت لتعيش بسلام، وتعد جزءاً هاماً من نسيج المنطقة في مواجهة الإرهاب والتطرف”.
وفيما يخص الوضع الراهن قال السيد: “أسفرت الهجمات الأخيرة التي نفذتها دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا، عن تدمير كبير للبنية التحتية الحيوية وترويع المدنيين العزل، ما تسبب في تهجير آلاف العائلات التي كانت قد بدأت للتو بإعادة بناء حياتها بعد أعوام من الصراع”.
وتابع: “وبينما يتخذ الصراع طابعاً سياسياً، فإن الثمن الباهظ يدفعه المدنيون الذين يعانون من العنف وفقدان الأمن والاستقرار، فهذه الهجمات لا تؤثر فقط على حياة الناس اليومية، بل تمثل خطراً حقيقياً على الاستقرار الإقليمي، إذ أنها تعطي الفرصة والنشاط مجدداً للجماعات الإرهابية، التي كانت قد هُزمت في السابق، في ظل الفوضى التي قد تحدث”.
أبعاد إنسانية وحقوقية
وعن الأبعاد الإنسانية والحقوقية أوضح السيد: “ومن الناحية الإنسانية، تعد هذه الهجمات انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، حيث أدت إلى استشهاد وإصابة العديد من المدنيين بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إعاقة الجهود الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين العائدين من لبنان”.
وأكمل: “إن هذه الهجمات تتعارض مع المواثيق الدولية التي تنص على حماية المدنيين أثناء النزاعات، وتطرح تساؤلات حول ضرورة تحرك المنظمات الدولية في مثل هذه الحالات، كالأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، مطالباً، بمحاسبة الأطراف المسؤولة عن هذه الهجمات، وفرض تدابير وقائية لحماية المدنيين، ومنع تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل، حيث أن السكوت عن هذه الانتهاكات قد يشجع على المزيد منها، ويضعف الثقة بالمؤسسات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان”.
موقف إعلامي
أما عن الموقف الإعلامي قال السيد: “إن دور الإعلام ليس فقط نقل الأخبار، بل هو إيضاح وبيان الحقيقة والدفاع عن القيم الإنسانية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالصراعات التي تؤثر على حياة الأبرياء بشكل مباشر”.
وتابع: “فالهجمات المتكررة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ليست مجرد أرقام أو أحداث عابرة، بل هي مآس إنسانية ومعاناة يومية يعيشها الأهالي”.
وشدد: “يجب علينا، نحن الإعلاميين، تسليط الضوء على هذه الانتهاكات ونقلها بموضوعية وصدق، لنكون لسان حال من لا صوت له، وأن نحفز المجتمع الدولي على اتخاذ موقف حازم؛ لأن السكوت أمام هذه المأساة يعني خيانة القيم الإنسانية التي نؤمن بها ونعمل لأجلها”.
دعوة للتحرك
واختتم الإعلامي “نافع السيد” حديثه: “من الواجب على المجتمع الدولي، في ظل هذه الأوضاع، عدم الوقوف بموقف المتفرج، بل أن يتحمل مسؤولياته ويدعم الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار في إقليم شمال وشرق سوريا”.
مضيفاً: “فأملنا أن يكون هناك تحرك حقيقي نحو حل النزاعات القائمة بطرق سلمية تحمي حقوق المدنيين وتعيد لهم شعور الأمان”.
زعزعة الأمن والاستقرار
وفي الصدد ذاته، تحدث الإعلامي في قناة اليوم، “هادي خليفة” لصحيفتنا “روناهي”: “وسط هشاشة الوضع السياسي الذي يجري في الشرق الأوسط، ودون حساب أو عقاب، يتنوع المشهد بزعامة المحتل التركي ومجموعاته المرتزقة بأعنف الجرائم من خلال الطائرات المسيرة والقذائف المدفعية، مستهدفاً المنازل الآمنة والمؤسسات الخدمية والحيوية بين الأحياء”.
وأضاف متسائلاً: “لماذا لا يُسلط ضوء المجتمع الدولي والدول، التي تدعي الإنسانية والأمن والسلام على محور الأعمال الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين في منازلهم؟، فقد بات الأهالي يستيقظون على دمار الأفران ومنشآت الطاقة ومحطات الكهرباء وغيرها من مؤسسات خدمية وحيوية تخدمهم منذ سنين”.
وتابع خليفة: “فعشرات الجرحى في المشافي تحت أوضاع حرجة، وعشرات الشهداء استشهدوا تحت قصف الاحتلال، أعمدة الدخان من كل مدينة وحي، الأبصار أصبحت تراقب السماء خوفاً من تلك المسيرات المرعبة، الأسواق باتت خالية، وكل شيء تأثر بذلك، كل الأهداف التي يسعى لها الاحتلال التركي، تجتمع في هدف واحد، هو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”.
التمسك بالأرض رغم جرائم الاحتلال ومؤامرات الأعداء
وبدوره أكد الصحفي في وكالة فرات للأنباء “فهد العلي“: “إن الهدف من هجمات الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا، ضرب الاستقرار والتعايش المشترك لشعوب المنطقة”.
وأضاف: “فالاحتلال التركي يقصف مناطقنا بشكل عشوائي دون مبرر، مستهدفاً المراكز الخدمية والصحية والمدنيين العزل، وهذا الاستهداف يعكس مدى الهمجية التي تنتهجها دولة المحتل التركي ضد شعوب المنطقة”.
وأشار، إلى أن تكرار حرب الإبادة على الشعب والإقليم، ليس إلا امتداداً للذهنية الفاشية المتجذرة في ثقافة الأتراك تجاه الشعب الكردي.
فيما ذكر الصحفي في وكالة الفرات للأنباء “فهد العلي”، في ختام حديثه: “إن شعوب ومكونات المنطقة كانوا وما زالوا وسيبقون متجذرين في أرضهم رغم فظائع جرائم الاحتلال، وأن صمود أهالي المنطقة في أرضهم أفشل مشاريع الاحتلال التركي وسياسته الرامية إلى اقتلاعه من أرضه وتصفية وجوده”.
والجدير بالذكر، إن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا شهدت هجمات عنيفة من المحتل التركي، منذ 23 من تشرين الأول الجاري، حيث استهدفت الطائرات الحربية والمسيرات التركية العديد من المنشآت الحيوية، ما أدى إلى خروج ثلاثين منشأة، بينها محطات للنفط والغاز والكهرباء عن الخدمة. كما وطالت الهجمات التركية الممنهجة، عدداً من المعامل والشركات التجارية الخاصة أيضاً، إضافةً، إلى حواجز لقوى الأمن الداخلي، وآبار النفط التي تعرضت لأضرار بالغة.