No Result
View All Result
المشاهدات 5
كاوه قادر نادر_
تحرّك (دولت باخجلي) زعيم حزب الحركة القومية (MHP) والحليف المُقرب من الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، بإعلانه الأخير عن إمكانية دعوة القائد عبد الله أوجلان إلى البرلمان لإلقاء خطاب، أثار جدلًا
واسعًا في الساحة السياسية التركية. باخجلي اقترح أن عقوبة السجن مدى الحياة للقائد أوجلان يمكن إعادة النظر فيها، بشرط أن يقوم حزب العمال الكردستاني بحل نفسه. هذا التصريح جاء بمثابة مفاجأة، وطرح العديد من التساؤلات حول نوايا هذا التحرك وأهدافه الحقيقية.
الأهداف السياسية الداخلية
يرى العديد من المحللين أن هذه الدعوة هي جزء من لعبة سياسية داخلية تهدف إلى تعزيز موقف حزب العدالة والتنمية (AKP) الحاكم وشريكه حزب الحركة القومي (MHP)، خاصةً في ظل التحديات التي تواجه أردوغان قبل الانتخابات. تاريخيًا، استخدم أردوغان القضية الكردية كأداة لتحقيق مكاسب سياسية، مستغلًا النزاع مع حزب العمال الكردستاني؛ لحشد الأصوات القومية والمحافظة. ويشير بعض المراقبين إلى أن دعوة باخجلي قد تكون “محاولة لكسب أصوات القوميين” في تركيا عبر الإشارة إلى إمكانية التفاوض مع القائد أوجلان، مع الحفاظ على الخطاب المعادي لحزب العمال الكردستاني.
هل هي محاولة حقيقية..؟
على الرغم من أن البعض يرى في هذا التحرك محاولة لاستغلال القضية الكردستانية لأغراض سياسية، إلا أن هناك من يعتقد أن الدعوة قد تكون إشارة إلى استعداد الحكومة التركية لإعادة فتح قنوات الحوار لحل الصراع مع الكردستانیین. تجارب سابقة مثل “عملية السلام الكردية” التي أطلقها (القائد عبد الله أوجلان) في عام 2013، والتي انهارت في 2015، توضح أن الحكومة كانت قد حاولت بالفعل التفاوض مع ((PKK، ولكن العملية فشلت بسبب التوترات المتزايدة.
ضغوط إقليمية ودوليّة
تركيا تواجه أيضًا ضغوطًا دولية وإقليمية للتعامل مع القضية الكردستانیة بشكلٍ أكثر إنسانية وسياسيًا، خاصةً في ظل التوترات في روج آفا وإقلیم کردستان، حيث تلعب قوات الكريلا دورًا بارزًا في التصدي لهجمات المحتل التركي والدفاع عن الشعوب الكردستانية. قد تكون دعوة باخجلي جزءًا من استراتيجية أردوغان الأوسع للتعامل مع الضغوط الخارجية المتعلقة بالمسألة الكردستانية، مع محاولة المحافظة على الاستقرار الداخلي في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتزايدة في البلاد.
مؤتمر لوزان
يربط بعض المحللين هذه التحركات بالنقاشات الجارية حول إرث معاهدة لوزان لعام 1923، التي وُضِعت خلالها حدود تركيا الحديثة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية. المعاهدة تجاهلت مطالب الكردستانیین بإقامة دولة خاصة بهم، مما أدى إلى تهميشهم تاريخيًا. هناك من يرى أن إعادة طرح القضية الكردية ومشاركة الكرد في الحياة السياسية التركية قد يشبه إلى حدٍ ما، ما حدث في تلك الفترة، حيث تم استغلال الكرد في الصراعات ولكن لم تُلبَ مطالبهم.
أزمة المياه في الشرق الأوسط
بحلول عام 2030، من المتوقع أن تتعرض موارد المياه في منطقة الشرق الأوسط لضغوط هائلة نتيجة التغير المناخي والنمو السكاني السريع. ووفقًا للتقارير الدولية، ستواجه المنطقة تحديات متزايدة تهدد مستقبلها الاقتصادي والاجتماعي، ما يزيد من تعقيد أزمة المياه هو أن أكثر من 75% من مصادر المياه المتنازع عليها في الشرق الأوسط تأتي من كردستان، التي تضم أنهارًا رئيسية مثل دجلة والفرات. هذه الموارد المائية الهامة تجعل كردستان في قلب الاهتمام الإقليمي، خاصةً من قبل تركيا التي تسعى للسيطرة على تلك الثروة الحيوية. من هذا المنطلق، تُعتبر محاولات تركيا لكسب النفوذ في كردستان جزءًا من استراتيجية لضمان أمنها المائي في المستقبل. في ظل تناقص الموارد المائية، فإن السيطرة على هذه المناطق الغنية بالمياه تُصبح أولوية قصوى لتركيا، لذا قد تلجأ إلى سياسات أكثر ودية تجاه الكرد بهدف تأمين تلك الموارد.
إن أزمة المياه ليست مجرد تحدٍ بيئي أو اقتصادي، بل يمكن أن تتحول إلى صراع سياسي وإقليمي في المستقبل القريب.
يمكن هنا ذكر التجربة التاميلية وتفاصيلها والعِبر المستفادة، حيث تشير هذه التجربة إلى أن الحلول السياسية قد تُستخدم أحيانًا كوسيلة لتغيير موازين القوى العسكرية على الأرض، هذه الدروس قد تكون ذات أهمية خاصة في قضايا أخرى مشابهة، مثل المقاومة الكردستانية ضد سياسة الدول المحتلة في الشرق الأوسط.
الخلاصة
في نهاية المطاف، تبدو دعوة باخجلي لظهور القائد عبد الله أوجلان في البرلمان محاولة سياسية للحفاظ على توازن القوى الداخلي في تركيا، وليس بالضرورة خطوة صادقة نحو حل شامل للقضية الكردستانیة. أردوغان، في ظل الضغوط الداخلية والخارجية، قد يجد نفسه مضطرًا إلى التلاعب بالقضية الكردستانية لتحقيق مكاسب سياسية، بينما تبقى التساؤلات قائمة حول مدى استعداده الحقيقي لحل النزاع المستمر منذ عقود بطريقة عادلة وديمقراطية.
No Result
View All Result