“صالة لايف جيم”.. مشروع رياضي مميز وفرصة لتنمية المواهب الرياضية

 قامشلو/ جوان محمد ـ

تدير الكوتش “نائلة إبراهيم” صالة “لايف جيم” الرياضية، والتي هي للنساء فقط منذ سنوات، واستطاعت بإرادتها وتصميمها على تخطي المصاعب كافة، فضلاً، أنها بدأت بتشكيل فرق رياضية منذ أشهر فقط، وأثبتت جدارتها في أولى المشاركات بالبطولات الرياضية بمقاطعة الجزيرة.

تعد الصالات الرياضية في الأحياء خطوة هامة، وخاصةً إن كانت للنساء فقط، في ظل حصول إشكالات كثيرة مع النساء اللواتي يمارسن الرياضة في هذه الصالات، التي تخصص ساعات للنساء، وأخرى للرجال، في أوقات الاستلام والتسليم.

الكوتش “نائلة إبراهيم” تبلغ من العمر30 عاماً، وهي من مدينة قامشلو تدرب اللياقة البدنية، في صالة “لايف جيم”، وبكفاءة عالية كسبت الثقة من النساء اللواتي يقطن في أحياء شعبية مازالت سائدةً فيها العادات والتقاليد التي ترى أن ممارسة المرأة للرياضة أمراً معيباً، وكان ينظرون إلى وجود الصالة النسائية نظرة سلبية، لكنها أصرت على الاستمرار في مشروعها في هذه الصالة بالرغم من كل العوائق المادية والمجتمعية، لأنها أرادت أن تهدف لتحسين الواقع الصحي والجسدي للمرأة، والعمل على تحفيزها على أن تكون ذات بصمة مميزة بمجتمعها، واستطاعت أن تستقطب عددا كبيرا من مرتادي الصالة من النساء حتى بلغ عدد النسوة المرتادات إلى الصالة خمسين امرأة.

صالة بمواصفات مميزة

الكوتش “نائلة” ذكرت أن صالة “لايف جيم” هو مشروع فريد يهدف إلى توفير بيئة مثالية وآمنة للنساء لممارسة التمارين الرياضية، وتحقيق أهدافهن الصحية واللياقة البدنية، ويتميز هذا المشروع بالتركيز على احتياجات المرأة من خلال توفير خدمات رياضية متكاملة تشمل برامج تدريبية متنوعة، ومعدات رياضية حديثة، وجلسات استشارية في التغذية واللياقة البدنية.

ويذكر أن في المنطقة صالات رياضية أخرى للنساء، ولكن البعض منها يفتقر للإخصائيات وذوات الخبرة في هذا المجالٍ؛ لأن تدريب النساء على اللياقة البدنية وتقديم النظام الغذائي السليم لهن يتطلب أن يكون ذلك تحت إشراف مدربات مختصات ويمتلكن الخبرة لذلك.

البدء بتشكيل الفرق الرياضية

وبهدف تنمية قدرات الفتيات وتعليمهن الألعاب القتالية، فقد تم العمل على تشكيل الفرق الرياضية في الصالة، وعلى هذا الصعيد فقد تم تشكيل فرق تتدرب على تعلم وممارسة لعبتي الملاكمة والكيك بوكسينغ، وذلك تحت إشراف المدربة “زهراء العلي” وهي من مواليد 2007 بمدينة قامشلو تدرس الصيدلة حالياً، وهي مدربة ملاكمة وكيك بوكسينغ. حائزة على الحزام البني على مستوى سوريا، كما أنها حاصلة على شهادات تدريب وتحكيم على مستوى مقاطعة الجزيرة.

المدربة “زهراء” تمارس لعبة الملاكمة والكيك بوكسينغ منذ عشر سنوات، وهي تشرف على تدريب المتدربات والمتدربين من الفئات العمرية بصالة “لايف جيم” منذ حوالي خمسة أشهر. ويخضع المتدربات والمتدربون الذين يبلغ عددهم 28 لثلاث حصص تدريبية في الأسبوع.

وفي أول مشاركة لفريق الكيك بوكسينغ على مستوى مقاطعة الجزيرة بقيادة المدربة “زهراء العلي” ببطولة الأشبال التي أقيمت بمدينة قامشلو فقد حقق الفريق المركز الثالث، وفي المشاركة الثانية ببطولة الناشئين حقق الفريق المركز الرابع.

وهذا يدل على مدى القدرة على تنمية المواهب وصقلها، وهي في هذا العمر الصغير واستطاعت بفريقها الفتي تحقيق نتائج جيدة مقارنة بمستويات وسنوات التدريب للفرق الأخرى.

لمدربة زهراء ثابرت حتى وصلت لهذا المستوى ونوهت بحديثها: “استغرب الكثيرون عندما دخلت مجال لعبة الملاكمة، وتعرضت للتنمر والمضايقات بشكلٍ كبير، ولكن لم أستسلم، وأكملت مسيرتي حتى استطعت أن أصبح مدربة”.

“زهراء” الدراسة منعتها للمشاركة ببطولات على مستوى سوريا، لكنها شاركت تحت إشراف المجلس الرياضي التابع للإدارة الذاتية بإقليم شمال وشرق سوريا، بعدة بطولات ما بين 2022 ـ 2023، وحققت ثلاث ذهبيات.

وأشارت “زهراء”: “يتطلب من الجهات المعنية تنشيط لعبة الملاكمة في مناطقنا، وحتى لعبة الكيك بوكسينغ كانت مهملة وغائبة عن البطولات طوال عامين، وقبل فترة تم تنظيم بطولتين ولكن هذا غير كافٍ، لذلك يتطلب تكثيف البطولات كي تنتشر اللعبة على نطاق أكبر وحتى يتغير واقعها للأفضل”.

تقديم الدعم حاجة ملحة

إن الجهات المعنية اليوم يتطلب منها دعم الصالات الرياضية التي تعمل على تنشيط الفرق الرياضية، وخاصةً هذه الصالة تضم فريقاً للعبة الملاكمة المغيبة تماماً عن المقاطعة منذ سنوات، وبهذا الصدد أكدت الكوتش “نائلة إبراهيم” التي تدير صالة “لايف جيم”: إنها تطالب الجهات المعنية بالرياضة بمقاطعة الجزيرة بتكثيف البطولات وتقديم الدعم اللازم للفرق الرياضية بصالتها، لأن غياب الدعم يخلق المصاعب والمعوقات أمام مسيرتها الرياضية، ولذلك الصالة بحاجة ملحة للدعم من النواحي كافة”.