تواجه الثروة الحيوانية في مقاطعة الفرات نقصاً في الدعم الأمر الذي أثّر على مربيها، فيما يعتمد واقع هذه القطاع الحيوي بمناطق مقاطعة الفرات على المساحات الحقلية الزراعية المحدودة، وتأمين المواد الأولية للأعلاف من قِبل مُربيها في أوقات جني المحاصيل الزراعية.
وأثّر وجود المساحات الحقلية الزراعية لهذا العام بشكلٍ إيجابي على الثروة الحيوانية بالعموم، وخاصةً توجه المزارعين خلال الأعوام الماضية لزراعة مساحات واسعة من المحاصيل الشتوية سواءً بعلاً أو رياً (قمح ـ شعير ـ سمسم ـ بقوليات …وغيرها)، الأمر الذي حافظ على ثبات أسعار المواد العلفية وتوفرها في الأسواق.
مُتطلبات تربيتها مُرتفعة وتحتاج للدعم…!
فيما يبقى هاجس تأمين الأعلاف لدى مربي المواشي من (أغنام ـ أبقار ـ دواجن) حاضراً حيث يتبعونها بزراعة مساحات من الأراضي الزراعية، وتخصيصها لماشيتهم، حيث توجه المربي “حمد النزيل” إلى زراعة مساحة 10 دونمات من الشعير باقتطاعها من أرضه لدعم أغنامه التي تتعدى الـ 50 رأس من الأغنام بقليل.
ويقول المربي النزيل بهذا الصدد بأن أي مربي ماشية يحسب حساب تأمين المواد العلفية ومساحات من المراعي لأغنامه لعامٍ كامل، وكذلك توفير ما يتيسر من (شعير ـ نخالة ـ تبن…وغيرها) في أوقاتها وخاصةً فصل الصيف حين تتوفر، ولعدم اضطراره بيع عدد من رؤوس الأغنام لسداد أثمان هذه المواد بأسعار باهظة.
من جهته يأمل المربي “محمد الحمود” بزيادة الدعم من قبل الجهات المعنية لتأمين العلف لماشيته، وعدم اقتصارها على مادة “النخالة” بكميات خجولة وغير كافية لأغنامه التي تتجاوز 300 رأس، ويضطر إلى شراء الشعير من الأسواق بمبلغ 230 دولار أميركي للطن الواحد، مما يُزيد أعباء مربي الماشية، فيما يبلغ سعر مادة النخالة 2800 ليرة سوريّة. ويضطر المربي الحمود لشراء العلف من الأسواق رغم غلائه لعدم امتلاكه أراض زراعية وعدم توفر المراعي، على عكس مربي الماشية الذين يملكون أراضي زراعية ويحتفظون بكميات من الشعير ويستخدمون بقايا الحصاد لرعي الماشية، ويؤكد على أنه اضطر لبيع قسم كبير من أغنامه بسبب شراء الأعلاف، ودفع أثمان اللقاحات الدورية الباهظة دون وجود دعم من قبل الجهات المعنية.
نسعى لرفع كفاءة الدعم والإرشاد
من جانبها أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة الزراعة والري في مقاطعة الفرات “سوسن دابان” على أن قسم الثروة الحيوانية في المقاطعة يعمل على رفع كفاءة الدعم لمربي الثروة الحيوانية من خلال تنظيم تراخيص لمواصلة استلام مادة “النخالة” لمربي الثروة الحيوانية، وزيادة مخصصات مادة المازوت لمربي الدواجن، بعد إجراء الكشوفات الحسية.
وأردفت: “بالرغم من الدعم الخجول إلا أن إمكانياتنا لدعم الثروة الحيوانية متواضعة للغاية، وتقتصر على الدعم بمادة المازوت، وكميات مقننة من مادة النخالة العلفية، ويتم تسليم مادة النخالة فقط من خلال مراكز الأعلاف الموزعة في المنطقة للمربين الواردة أسماؤهم بحسب جداول الإحصاء التي يتم تجديدها بشكلٍ دوري بحسب الكشوفات الحسية، وبموجب البطاقة الشخصية لصاحب العلاقة”.
وبموجب الإحصاء يتم توزيع مخصصات الأعلاف من مادة (النخالة)على مربي الثروة الحيوانية لعدة دفعات خلال السنة وتعتمد على توفرها، وبسعر 2500 ليرة سوريّة للكيلو الواحد، فيما يفتقر قسم الثروة الحيوانية بمقاطعة الفرات للقاحات الدورية المجانية أسوةً بالمقاطعات الأخرى.
وبحسب أخر إحصائية من قبل قسم الثروة الحيوانية في المقاطعة فقد بلغ عدد (الأبقار 2287 ـ خيول أصيلة 8 ـ عدد المداجن 134 ـ عدد الجمعيات 416 ـ الأغنام 194085) في حين يتم تجديد هذه الإحصائيات بشكلٍ دوري من قبل لجان الكشف الحسي التابعة لقسم الثروة الحيوانية.