No Result
View All Result
المشاهدات 2
روناهي/ تل حميس ـ
تعيش شابة في مقتبل عمرها رحلة شاقة مع المرض، تتحمل آلام مرضها، متأملةً بتقديم المساعدة لها من أصحاب الخير والجهات المعنية.
في ظل الحروب والهجرة والنزوح، وما لحق من دمار، عانى الكثيرون مآسي وآلاماً مختلفة، فمنهم من عانى اقتصادياً ومنهم من عانى صحياً، والشابة “مريم الشاهين”، خير شاهد على ذلك.
وفي تل حميس، المدينة التي عانت من الإرهاب والقتل والتشريد والفساد في عهد سيطرة مرتزقة داعش عليها، تعيش الشابة “مريم نايف الشاهين”، التي التقت صحيفتنا “روناهي” بها، والتي تعاني من مرض “فشل الكلى”، وهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها بعد، حيث لا تعيش حياة كأقرانها، ولا ترى مستقبلاً كمستقبلهم، ولا تطمح سوى بالتخلص من الآلام التي تعاني منها.
فمريم كالكثيرين من أمثالها، من المرضى المنسيين في المجتمع، ممن لا يجدون أحداً يطالب بتكاليف علاجهم، وتوفير حق المعيشة لهم بالحياة، والاهتمام بمتطلباتهم.
رحلتها مع المرض
مريم شابة في مقتبل عمرها، واجهت مرضها وحدها، فهي تعيش وسط عائلة مكونة من سبعة أشخاص، في بيت طيني متواضع ذي ظروف اقتصادية مزرية، فليس باستطاعتهم تحمل تكاليف علاجها، فبالكاد يوفرون قوتهم اليومي.
ففي مدينة تل حميس وعند دخول داعش إليها، وخروج الأهالي منها مهجرين قسراً إلى القرى المجاورة، كانت مريم وعائلتها حالهم حال الآلاف من العوائل، التي خرجت مجبرة من مدينتهم وبيوتهم، للبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن الموت والإرهاب، الذي هدد مدينتهم، ولم تكن مريم تعلم حينها، أن في انتظارها رحلة شاقة ومعاناة قاسية مع المرض.
وفي الصدد، أرادت مريم أن تشاركنا قصتها، حيث أوضحت لصحيفتنا “روناهي” بداية إصابتها بمرض الكلى: “كنت في السابعة عشرة من عمري، عندما نزحنا قسراً من مدينتنا “تل حميس”، إلى تل الشعير التابعة لمدينة قامشلو من أجل العمل والاستقرار”.
وتابعت: “بينما كنت أنا وابنة عمي في وسط البساتين، نلعب ونلهو، شعرت بلدغة حشرة في قدمي اليسرى، وسرعان ما انتفخت واحمرت، فشعرت بألم شديد لا أقوى على احتماله”.
أعراض مرضها
وأضافت مريم:” وتطورت حالتي فبدأت بالإقياء ونقص الشهية التام مع الألم المستمر، وبسبب وضع عائلتي المادية والمعيشية السيئة، وعدم استقرارها في مكان محدد، بقيت على هذه الحالة سنة كاملة دون زيارة طبيب”.
وزادت: “ومع مرور الوقت وتدني الالأتدني حالتي الصحية، بدأ جسمي بالانتفاخ أكثر فأكثر، وبدأت أتقيأ بشدة حتى عند شرب الماء، فلم أعد أحتمل الألم، حينها قررت عائلتي أخذي لزيارة الطبيب في مدينة قامشلو”.
مضيفةً: “وبعد التحاليل والأشعة تبين أنني مصابة بمرض “الفشل الكلوي”، في الجهتين، وحينها بدأت برحلة العلاج الشاقة، والتي استمرت أربع سنوات، وبدون جدوى، حتى تم إحالتي إلى مركز غسيل الكلى بمركز علاية”.
مريم تحتاج لجلستين لغسيل الكلى في الأسبوع، وإذا لم تتوفر الأدوية اللازمة في المركز؛ فإنها تقوم بشرائها من الخارج بتكلفة 500 ألف ليرة سورية. وأشارت مريم إلى أن هناك أعراض مرضية كثيرة، قبل أن يأتي موعد الغسيل، ومنها عدم القدرة على المشي، واختناق وضيق في التنفس، ولكن سرعان ما تتحسن بعد الغسيل، لمدة يوم، أو يومين فقط ثم ترجع لحالتها المرضية.
حلم مريم
وتعاني مريم كثيراً من الذهاب إلى المستشفيات، فلولا الأمل لانقطع العمل، فهي على يقين تام بأن الله سبحانه وتعالى، والخيرين من الجهات المعنية سيقدمون لها شيئاً ما يساعدها على تخطي هذا المرض، الذي أثقل حياتها وحياة عائلتها.
وفي الختام ناشدت “مريم الشاهين” المنظمات الدولية، والجمعيات الخيرية بتقديم يد العون لها، فهي بحاجة ماسة لزرع كلية واحدة للخلاص من هذا العذاب: “ليس باستطاعة عائلتي زرع كليه لي، فأنا أحب الحياة، وأتمنى أن أعود إلى ممارسة حياتي الطبيعية، وأن آخذ حقي كالفتيات الأخريات اللواتي هنَّ من جيلي”.
No Result
View All Result