No Result
View All Result
المشاهدات 11
هيفيدار خالد_
يشهد الشرق الأوسط حرباً ضروساً في كلٍّ من العراق وسوريا والسودان واليمن، ومؤخّراً أصحبت لبنان ساحة حربٍ بالوكالة على خلفية الحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحماس، وتدخّل حزب الله اللبناني عبر مناوشات خفيفة مع الجانب الإسرائيلي على الحدود قبل أن تتحول إلى تصعيدٍ كبيرٍ غير مسبوق، إثر تكثيف إسرائيل لغاراتها الجوية على أهداف للحزب، الأمر الذي أدى لاندلاع أزمة كبيرة بالمنطقة. مراقبون وصفوا الحرب الدائرة بين الطرفين بأنها حرب جديدة وغير تقليدية وشاملة سيكون لها تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط برمته.
تحذيرات إقليمية ودولية عديدة تتالت بهذا الخصوص منذ بدء التصعيد بين الطرفين وارتفاع وتيرة الأعمال العسكرية التي خلّفت عشرات القتلى من الجانبين إضافةً إلى إصابة المئات والأعداد مُرشحة للارتفاع، إلا أن الخاسر الأكبر هو الشعب اللبناني الذي يتجرّع الآن مرارة حرب لا ناقة له فيها ولا جمل يُديرها حزب الله بالوكالة على حساب اللبنانيين الذين نزحوا من قراهم وبلداتهم نتيجة التصعيد العنيف الذي يشهده الجنوب اللبناني منذ أيام.
حرب الهيمنة هذه تُدار رحاها على أرواح شعوب المنطقة، فبعد غزة التي تجرّعت الأمرّين بعد هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول الماضي، ورد إسرائيل المزلزل، ها هو الشعب اللبناني قد شرب من الكأس نفسها على يد حزب الله بعد تداخلاته التي لم تجلب للشعب اللبناني سوى الويلات، وبحسب الكثير من المراقبين؛ فإن الحرب التي بدأت تُخيّم على المنطقة لن تقف هنا ما لم يتم وضع حد للصراع الأمريكي الإيراني؛ فهو أساس كل تلك الصراعات، ولكن من يدفع الثمن هو الشعوب المظلومة واليوم ها هو الشعب اللبناني يئنُّ تحت وطأة هذا الصراع بكل تداعياته.
السكان الذين نزحوا من ديارهم سواء من الفلسطينيين أو اللبنانيين هم الآن دون أي مأوى يكابدون من أجل البقاء في أوضاع مأساوية… ولكن؛ من المسؤول عن خلق هذه الأزمات الإنسانية وتدمير حياة هؤلاء الأبرياء؟ هل هي آلة الحرب المدمرة التي تُدار دون أي وازع أخلاقي أم هي الحكومات الضعيفة التي تدور حول كراسي السلطة ولا يهمها ما تتعرض له شعوبها من جحيم النزاعات؟
ولكن المؤكد أن الشرق الأوسط تحوّل إلى حلبة صراعات بين دول وقوى مختلفة، كما أنه من المؤكد أن إسرائيل لن توقف الحرب لا سيما، وأنها تنطلق من موقف قوي بعد هجوم حماس الذي فتح لها الباب على مصراعيه لشن هذه الهجمات، زاعمةً تحقيق أهداف كانت قد أعلنت عنها سابقاً ودونها لا نهاية لحرب أو وقف لإطلاق النار لا سيما القضاء على حماس، وحزب الله اليوم في وضع صعب بعد الهجمات الإلكترونية التي تعرّض لها وتسببت بمقتل العشرات وإصابة الآلاف من عناصره.
نعم لبنان لا يستطيع تحمّل الحرب التي تدار على أرضه؛ لذا على الجميع التحرّك لوضع حدٍّ لهذا الصراع وإنهاء معاناة الشعب اللبناني. على الجميع أن يعلم بأن حروب السلطة لا تجلب للشعوب سوى المزيد من القتل والدمار والمآسي والأوجاع التي لا نهاية لها.
No Result
View All Result