بحضور عشرات الإعلاميين ورفاق وتلاميذ الشهيد “سيد أفران”، ومجلس عوائل الشهداء، استذكر اتحاد الإعلام الحر استشهاد الصحفي الثوري “سيد أفران”، في مزار الشهيد دليل صاروخان بمدينة قامشلو، يوم الأحد بتاريخ 22أيلول الجاري.
استشهد الكاتب الصحفي الثوري “سيد أفران”، في 22 أيلول 2023، بعد صراع طويل مع المرض، وبعد نضال دام 30 عاماً لكشف الحقيقة في أجزاء كردستان الأربعة.
مراسِم الاستذكار
وبدأت مراسم استذكار الشهيد “سيد أفران”، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاها إلقاء كلمة باسم مؤسسة عوائل الشهداء من قِبل “محي الدين محمد“، حيث ثمّن من خلالها دور الشهيد “سيد أفران”، خلال مسيرة 30 عاماً في رصد الحقائق، وحثَّ فيها على دور الإعلاميين في المنطقة، لتبيان الحقائق في ظل ما تتعرض له المنطقة من اعتداءات من قِبل الاحتلال التركي.
وتلاها قراءة البيان من قِبل الرئيس المشترك لاتحاد الإعلام الحر “دليار جزيري“، والذي نص على ما يلي: اليوم 22 أيلول، ذكرى استشهاد الصحفي والكاتب والرفيق المعلم “سيد أفران”، الذي ترك خلفه رسالته (فلسفة الحياة) حيث يقول فيها: “هناك حاجة لنضال عظيم، لجعل كل لحظة من الحياة ذات معنى، لقد واجهت أيضًا صراعًا كبيرًا من أجل هذا المعنى، فقد كنت كرديًا، وكان على شعبي أن يكون حراً، ولهذا السبب، استخدمت قلمي والكاميرا حتى أنفاسي الأخيرة، وقلت كلماتي الآن أنا مهتم، كم عدد الأجيال التي تغيّرت؟ كل ما أعرفه هو إننا كنا ننمو كل يوم”.
وأكَّد البيان على “إننا نتبنى أفكار أولئك الذين تبنوا فلسفة الحياة الحرة حتى في القبر، وسنقوم بواجبنا من أجل حرية هذا الشعب، ولهذا السبب نحن موجودون ونحيا”.
وإن الشهيد “سيد أفران”، قضى حياته كلها في خدمة النضال وواقع الحرب والمقاومة في بلاده، حيث مرَّ بمسيرته النهارية والليلية العديد من المعالم المهمة وأبرزها حقيقة هذه الجغرافية.
كما أشار البيان، إلى أن الشهيد “سيد أفران”، كان مُناضلاً بارزاً في حركة حرية كردستان والصحافة الحرة، وأعلن حقيقة المجتمع الكردي والنضال من أجل الحرية للعالم أجمع، بقلمه في أركان كردستان كافة.
وأنه “عندما ارتفعت موجة الثورة في روج آفا عام 2012، قام الرفيق الشهيد “سيد أفران”، أيضًا بإعطاء الملح لهذه الأرض، فهو من ناحية كان يروي ويكتب عن حقيقة الثورة، ومن ناحية أخرى يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل وتنظيم وسائل الإعلام من ديرك إلى عفرين، ليسافر في جغرافية المنطقة بأكملها خطوة بخطوة، ويتابع مسيرة الثورة ويقوم بتدريب العشرات من الطلاب، ومن خلال ذلك أصبح أحد ركائز ثورة روج آفا وصحافتها الحرة”.
فيما شدد اتحاد الإعلام الحر في ختام البيان: “إننا أتباع الشهيد “سيد أفران”، نتذكر في الذكرى الأولى لاستشهاده إننا سنواصل على ما بقي، وسنواصل وعدنا بنمو وتوسيع هذا النضال بكل ما أوتينا من قوة”. وختاماً تمَّ توزيع كتاب من تأليف الشهيد “سيد أفران”، بعنوان Sir û Raza Çiya على الكتّاب والحضور.
ويُذكر، أنه وُلِد الشهيد سيد أفران “سيد محمود أفران”، في ناحية هينة في آمد بشمال كردستان عام 1969، وترعرع في كنف أسرةٍ نشأت على إرث انتفاضة الشيخ سعيد.
وتعرّف على حركة النضال في سبيل الحريّة خلال سنوات شبابه ودراسته، ثمّ التحق بصفوفها، كما تعرّف خلال دراسته في جامعة تشوكوروفا على “غربت آلي أرسوز” وهي إحدى رياديّات الإعلام الحر والثوري، والتي كانت تدرس في الجامعة ذاتها، ومع تعرّفه عليها أصبح أحد طلابها وخاض تجربةً مهمّة.
وبهذه الإرادة وهذا الحماس؛ انضمّ الشهيد “سيد أفران”، إلى صفوف النضال في سبيل الحريّة في أرض الانتفاضة والمقاومة “آمد”، عام 1990، وقد وضع تاريخ الوطن الأليم على عاتقه مسؤوليّةً كبيرة، فتصرّف على هذا الأساس، وبدأ العمل الإعلامي في تركيا وشمال كردستان.