No Result
View All Result
المشاهدات 6
هيفيدار خالد_
منذ أيام تشهد المناطق السوريّة المحتلة تطورات جديدة، خاصةً في منطقة عفرين المحتلة وذلك بعد إقدام ما تسمى “فرقة السلطان سليمان شاه” على فرض مجموعة جديدة من الضرائب على مُزارعي الزيتون، وشن حملة اعتقالات للعديد من السكان الذين عارضوا الضرائب الجديدة، التي تم فرضها عليهم، وأدت حملات القمع هذه إلى اندلاع احتجاجات نسائية رداً على الانتهاكات والممارسات المتكررة للمرتزقة في قرية كاخرة.
وبعدها أقدم الفصيل الإرهابي على محاصرة قرية كاخرة وقطع الإنترنت عنها بشكل كامل، فقوبل المتظاهرون بالضرب المبرح والرصاص الحي من قبل الفصيل الإرهابي، مما أسفر عن إصابة سته أشخاص على الأقل، بينهم أربع نساء.
منذ أكثر من ست سنوات وسكان مدينة عفرين يتعرضون لأبشع انتهاكات حقوق الإنسان من قتل وخطف ونهب وسلب للممتلكات وتدمير للبنية التحتية وارتكاب لجرائم بحق الأطفال والنساء والمسنين دون أي محاسبة تذكر من أي طرف، والكل يتابع عن كثب تلك الجرائم والفظائع ويرى التعذيب الجسدي والعنف الجنسي، ويغض الطرف عن زج النساء في السجون ويعرف مدى بشاعة الانتهاكات التي تقع بحقهن أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
الذي يجري اليوم ويقع في المناطق السورية المحتلة، إنما هو إبادة سياسية وثقافية بحق من تبقّى من السكان، بالإضافة إلى سياسات التغيير الديمغرافي التي يحاول من خلالها المحتل محو هوية عفرين وسكانها بشكل كامل والقضاء على كل شيء يمثل ثقافة السكان وتركهم بدون ذاكرة وحضارة وتاريخ ومسح بصماتهم التي بصموها في المجتمع والقضاء على طقوسهم وشعائرهم، كي تظل عفرين مجردة دون تاريخ وثقافة وأصالة.
كما تحاول تركيا العمل على تهجير من تبقّى من سكان المنطقة عبر طرقٍ وأساليبَ غيرِ إنسانية ولا أخلاقية وذلك عبر نهب خيرات وممتلكات الأهالي وأخذها منهم عنوة. كلُّ هذه الأفعال تذكرنا بجرائم مرتزقة داعش في القرى والمدن التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق ويقتل من يمر أمامه من أجل جمع ما يدعيه زوراً الغنائم ويعتدي على النساء ويخطفهن ويرتكب مجازر بحقهن. ما يجري في عفرين إنما هو استمرار لما قامت به مرتزقة داعش في كوباني والرقة ومنبج من إرهاب.
الأوضاع في المناطق المحتلة خطيرة للغاية وإذا لم يتم محاسبة هؤلاء المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء سكان عفرين وإخراجهم منها، فسيكون الحديث عن الأمان والاستقرار صعباً ليس في عفرين؛ بل في كافة أنحاء سوريا. على الرغم من أن واشنطن فرضت عقوبات على زعماء الفصائل الإرهابية، إلا أن الأمر بات يتطلب تحركاً إقليمياً ودولياً لإخراج تركيا ومرتزقتها من كامل الجغرافيا السورية.
تركيا تغتصب الأراضي السورية وتنهب مُقدرات الشعب السوري وتستولي على ثرواته يومياً وتحاول من خلال سياستها هذه خداع الجميع؛ من أجل تحقيق مصالحها والجعل من نفسها السلطان المتحكم في المنطقة. رغم أن الجميع بات يعرف نواياها الاحتلالية والاستعمارية في الوقت الحالي. لذا؛ لم تكن الانتهاكات التي ارتُكبت في قرية كاخرة الأولى ولن تكون الأخيرة في حال بقيت تركيا في الأراضي السورية وعلى وجه الخصوص في عفرين.
No Result
View All Result