شيخ عشيرة البريج: “سندافع عن أرضنا بكل قوتنا”

تقرير/ حسام اسماعيل –

لا أحد يستطيع خرق النسيج الاجتماعي في شمال وشرق سوريا أو أن يكسر إرادة شعوبها ويوهن من عزيمتهم؛ لتوحيد مشاعرهم وموقفهم ضدّ كل أنواع الاحتلال والعدوان، وهذا ما أشار إليه شيخ عشيرة البريج بعين عيسى أمير الخابور الذي أكد على رفضهم التام كعشائر المنطقة للاحتلال؛ أيّ كان نوعه، محضاً على ضرورة حوار السوريين للتخلص من الأزمة…

مركز الأخبار ـ في لقاء أجرته صحيفتنا مع شيخ عشيرة البريج في عين عيسى أمير الخابور؛ تناول عدة مواضيع على صعيد آخر التطورات التي تشهدها الساحة السورية وقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، وموقف العشائر العربية من التهديدات والحشود العسكرية التركية على مناطق شمال وشرق سوريا.

بدأ الخابور حديثه بالقول: “قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا جاء بشكلٍ مفاجئ ولكنه ليس بالجديد، وأعتقد أنَّ هذا القرار سبق أن صرح به الرئيس الأمريكي السابق أوباما، والآن يُطبق، ويقررون انسحاباً كاملاً من الأراضي السورية، وحتى تهديدات أردوغان لم تكن جديدة تجاه هذه المنطقة. إذ؛ جاءت قبل القرار الأمريكي، والأمر الذي أحب أن أؤكد عليه أن التصريحات التركيَّة جاءت مع اقتراب نهايَّة داعش في آخر معاقله بريف دير الزور الشرقي، والذي يؤكد على العلاقة الوثيقة بين داعش والأتراك. وأغلب المُرتزقة الذين تُجندهم الدولة التركيَّة هم من فلول مرتزقة الجيش الحر وداعش الإرهابي، وتحاول تصويرهم على أنَّهم جاءوا لتحرير المنطقة، والعالم يعرف تماماً حقيقة هؤلاء وتاريخهم، وتعمل على تجنيدهم وزجهم في حروبها على الدوام”.

وأكد الخابور في حديثه: “لم نعول على الوجود الأجنبي بكل أشكاله، وأي وجود للقوات الأجنبية على الأرض السورية سيكون مصيره الزوال، ويجب على كل القوى السورية أن تعرف هذا الأمر ونحن نؤكد عليه، نحن منذ البداية عولنا على قدراتنا الذاتيَّة التي استطاعت دحر داعش من المنطقة والقضاء عليه، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي”.

وأشار الخابور: “هذه الأرض هي أرضنا وكل القوى الأجنبية الموجودة على الساحة السورية تتبع مصالحها البحتة، وعلينا أن نتعاون سويَّة مع كل المكونات والشعوب في مناطقنا، للعمل على تعزيز قوانا الذاتيَّة، وتنظيم وتقويّة عشائرنا، ورص الصفوف وتنظيمها، وننبذ كل الخلافات الموجودة، نحن نسيجٌ واحد ولنا إدارة موحدة، على جغرافيَّة واسعة تشمل أكثر من ثلث مساحة سوريا”.

وقال شيخ عشيرة البريج: “إن النجاح الكبير الذي حققته الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا على الأصعدة كافة أزعج السلطات التركيَّة التي تُريد التحرك في سبيل إفشال هذا المشروع، وتدمير حالة التعايش والأمن والأمان الذي تنعمُ بها مناطقنا. لذلك؛ يجب علينا أن نَكون أقوياء من أجل أن نُبعد كل أشكال الحرب والدمار التي تُحاول الدولة التركيَّة ترسيخها في هذه المنطقة”.

ونوه الخابور إلى أنَّ الدولة التركيَّة تتدعي وجود إرهابيين في هذه المنطقة، لتبرير احتلالها، وكسب غطاء شرعي لوجودها غير المبرر أصلاً في سوريا، فكيف لأبناء هذه المنطقة التي حرروها من داعش أن يكونوا إرهابيين؟!، وأي إرهاب تتدعي وجوده الدولة التركية؟!.

وعبَّر الخابور في معرض حديثه على  أمله بجلوس كل الأطراف في سوريا على طاولة الحوار (السوري ـ السوري)، الذي من شأنه أن يُوجد حل للأزمة السورية، من خلال تبادُل النقاشات والآراء، حتى وإن كان هُنالك خلافات، للوصول لحل سليم وشامل لكل السوريين.

 وأوضح في حديثه على أنَّ المجلس الذي أعلنت عن تشكيله تركيا، وفيه شخصيات تتدعي بأنَّها تُمثل العشائر العربيَّة، لا يمثل إلا  نفسهُ، ولا يُمثل العشائر العربيَّة؛ لأنَّه في الأعراف والتقاليد بين العشائر شيخ العشيرة هو الذي يكون مع قبيلتهِ وعشيرتهِ، ويعمل على حل مشاكلها ويُشاركها السراء والضراء، وهو الشخص الذي يُختار من أبنائها، وليس الذين يَسكنون في الفنادق الفخمة، وتُصرف عليهم المبالغ الطائلة، ليتم استخدامهم من قبل تلك الدول ضد أبناء جلدتهم.

 وفي نهاية حديثه؛ وجه شيخ عشيرة البريج في عين عيسى أمير الخابور رسالة إلى كل السوريين قائلاً: “نحن في سوريا مع الحل الداخلي للأزمة السوريَّة، ويجب على كل السوريين التلاحم والتعاضد ضد أي عدوان يهدد الأمن والسلام في مناطق شمال وشرق سوريا وفي سوريا بشكل عام، وأدعو إلى ضرورةض تفعيَّل الحوار بين السوريين داخل سوريا، ويجب أن يفهم المحتل أن المغامرة التي ينوي خوضها في مناطقنا ليست كغيرها وسندافع عن أرضنا بكل ما أوتينا من قوة”.