عمليات إرهابية مكثفة لداعش… وعمليات أمنية مُستمرة

كروب روناهي_

مرت أكثر من خمس سنوات على الهزيمة الجغرافية لمرتزقة “داعش”، وتحول من الظهورِ إلى الكُمونِ، ومن السيطرةِ على الأرضِ إلى خلايا نائمة تنشط من وقتٍ لآخر، تستهدف المدنيون والقوات العسكريّة، وتفرض الزكاة بالقوة على الفلاحين وميسوري الحال، ويبعث المرتزقة عبر بياناتهم التي تتضمن تنفيذ عمليات في العديد من الدول برسائل تؤكد مستوى الخطورة المرتفع، بالمقابل؛ فإنّ الجهدَ الدوليّ لم يرتقِ إلى مستوى التهديد الجدي، والمفارقة أنّ الجهاتِ التي تتجاهلُ خطورةَ التهديدِ الإرهابيّ تتلقى ضرباته من وقتٍ لآخر.

استشهاد مُقاتلين من قسد

استشهد مقاتلان من مجلس هجين العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، السبت 13/7/2024، بهجوم لمرتزقة “داعش” شرقي دير الزور، شرقي سوريا. وأعلن المركز الإعلامي للمجلس استشهاد “عماد بدر مطر”، و”زهير فرج العبيد” بهجوم لمرتزقة “داعش” في بلدة الجرذي شرقي دير الزور، ووصف المجلس الحادث بأنه “استهداف غادر وجبان نفذته إحدى خلايا داعش”.

وجاء الهجوم في إطار موجة تصعيد للعمليات الإرهابيّة التي يشنها المرتزقة في شمال وشرق سوريا مستهدفين القوات العسكرية وعاملي الإدارة الذاتيّة والعاملين بالنفط.

ضحايا من قوات حكومة دمشق

عثرت دورية لقوات حكومة دمشق على جثث لعناصرها، الخميس 18/7/2024، بعد اختطافهم منذ أيام بريف حمص الشرقيّ، وقال مصدر عسكريّ إنّ الدورية عثرت على ست جثث لعناصر اختطفهم مرتزقة “داعش” الأحد الماضي أثناء هجومه على مقر حكوميّ بمنطقة البيارات الجنوبية بريف تدمر شرقي حمص. وظهرت على الجثث آثار طلقات ناريّة، فيما لا يزال مصير عنصرين آخرين مجهولاً. ومشطت الدورية المنطقة القريبة من الجثث دون أن تجد أي أثر للمرتزقة أو المختطفين.

كما قُتل خمسة عناصر من قوات حكومة دمشق بينهم ضباط، السبت 6/7/2024، بهجومين منفصلين لمرتزقة “داعش”، بريف حمص الشرقي، وقال مصدر عسكري، إن عناصر داعش شنّوا هجوماً بالأسلحة الرشاشة على نقاط عسكرية للقوات الحكومية، بالقرب من منطقة جب الجراح بريف حمص الشرقي. وأضاف أنّ اشتباكات قوية اندلعت إثر الهجوم، أسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر بينهم ضابط برتبة ملازم، فيما أضرم المرتزقة النيران بآليات عسكرية للقوات الحكومية.

وانسحب المهاجمون نحو بادية تدمر ليشتبكوا أيضاً مع دورية عسكرية للقوات الحكومية، كانت متوجهة إلى منطقة الهجوم، ما أسفر عن مقتل عنصرين من الدورية، بحسب المصدر.

استهداف صهاريج نفط

هاجم مسلحون مجهولون يُرجح أنهم من مرتزقة “داعش”، الأحد 14/7/2024، صهريجين يتبعان لمجموعة “القاطرجي” العاملة محملين بمادة الفيول في منطقة وادي عبيد ببادية حمص قرب الحدود الإدارية مع الرقة، وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل سائقين اثنين واحتراق الصهريجين بشكلٍ كامل.

استهدفت خلية في مرتزقة “داعش”، الثلاثاء 9/7/2024، صهاريج نفط على الطريق العام ببلدة أبريهة شرقي دير الزور، ما تسبب بخسائر مادية جراء تسرب مادة الفيول من الصهاريج المستهدفة. ونقلت نورث برس عن أحد السائقين إنّ أربعة مرتزقة يستقلون دراجتين ناريتين لاحقوا الصهاريج على الطريق العام ببلدة أبريهة وطالبوا السائقين بالتوقف. ولم يستجب السائقون ليتم استهداف الصهاريج بطلقات نارية. وفر المهاجمون نحو بادية البلدة “مهددين باستهداف الصهاريج ما لم تُدفع الزكاة.

استهدف مسلحون يرجح أنّهم مرتزقة “داعش” الأحد 7/7/2024، مستثمراً للآبار النفطية ببلدة شرقي دير الزور، وبحسب مصدر محليّ، فقد استهدف المرتزقة بطلقات نارية “عدي المالك” (45 عاماً) أمام منزله ببلدة الجرذي، لكنه استطاع الفرار، ليقوم المرتزقة بإحراق سيارته قبل مغادرة المكان، وسبب الهجوم رفضُ المالك دفع “الزكاة”.

وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المالك لمضايقات المرتزقة لإجباره دفع “الزكاة”، وأقدموا قبل يومين على حرق بئر نفطيّ للمستثمر ذاته في بادية البلدة، بحسب المصدر. 

ثلاثة قتلى في دير الزور برصاص مجهولين

قُتل ثلاثة أشخاص، السبت 29/6/2024، بينهم أمام مسجد وطفلة، برصاص مسلحين مجهولين، بحوادث منفصلة بدير الزور، شرقي سوريا. ففي بلدة الجزرات غربي دير الزور، استهدف مسلحون مجهولين يستقلان دراجة نارية، بطلقات نارية إمام مسجد البلدة حميدي محمد” (41 عاماً)، عقب خروجه من المسجد بعد صلاة العشاء وفقاً لشهود عيان. وتوفي “المحمد” على الفور جرّاء الإصابة المباشرة. وفي بلدة الشميطية غرب دير الزور، أطلق مسلحان مجهولان يستقلان دراجة النار على الشاب “عبد الرحمن الرمضان”، قرب الطريق العام في البلدة، ليفقد حياته فوراً، بحسب مصدر محلي.

وفقدت الطفلة “هند صالح المديد” (8 أعوام)، حياتها جراء تعرضها لطلق ناريّ مجهول أثناء وجودها مع عائلتها بأرضهم الزراعيّة ببلدة البغيلية غربي دير الزور.

إرهاب “داعش” يطال عُمان

أعلن مرتزقة “داعش” ليل الثلاثاء 16/7/2024، مسؤوليته عن هجوم على مسجد للشيعة في سلطنة عمان كان يحيون مناسبة عاشوراء؛ ما أودى بحياة ما لا يقل عن تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة مهاجمين. وقالت معرفات إلكترونية تتبع للمرتزقة إنّ “ثلاثة انغماسيّن هاجموا ليلاً تجمعاً للشيعة أثناء ممارسة طقوسهم السنويّة عند معبد لهم بمنطقة الوادي الكبير بالعاصمة”.

وقالت الشرطة العُمانية في وقت سابق، إنّ أربعة أشخاص قُتلوا وأصيب آخرون فجر الثلاثاء، في إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي الكبير في سلطنة عمان. وأفاد مسؤولون من باكستان والهند وعمان أنّ من بين القتلى أربعة باكستانيين ومواطناً هنديّاً وشرطياً، وقالت الشرطة العمانية إنّ 28 شخصاً من جنسيات مختلفة أصيبوا، بينهم أفراد أمن.

وأظهر مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الافتراضي وتحققت منه “رويترز” أشخاصاً يفرون من المسجد فيما سُمع دوي إطلاق أعيرة نارية في المقطع.

وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أنّ الهجوم وقع في مسجد علي بن أبي طالب، وهو مسجد يصلي فيه الشيعة. وجاء الهجوم متزامناً مع إحياء ذكرى العاشر من محرك المعروف بعاشوراء.

أدانت الإدارة الذاتيّة، الخميس 18/7/2024، الهجوم الذي استهدف المسجد، وقالت الإدارة الذاتيّة في بيان “استهداف “داعش” لمسجد في سلطنة عمان وكذلك قبل عدة أشهر القيام بعمل إرهابي في موسكو، ينذر بعواقب ويستوجب ضرورة التعاون مع الإدارة الذاتيّة وقوات سوريا الديمقراطيّة لضمان هزيمة مستدامة لهذا الخطر العابر للحدود”. وأضاف البيان أنّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبالتعاون مع التحالف الدوليّ، دأبت على مكافحة “داعش” والقضاء عليها عسكريّاً. وأشار البيان إلى أن “داعش” يسعى إلى إعادة تنظيم ذاته وتجميع قواه مستمداً دعمه من قِوى إقليميّة وعلى رأسهم تركيا”. وأكد البيان أنّ “حفظ الأمن الإقليمي والدولي يكمن في توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب واجتثاث منابعه ومحاسبة داعميه”.

34 عملية لمرتزقة “داعش”

كشف مرتزقة “داعش”، الجمعة 19/7/2024، حصيلة هجماته، خلال أسبوع في سوريا والعراق ومناطق بإفريقيا وآسيا.

وشهد الأسبوع الفائت تصاعداً بهجمات “داعش” وتنويعاً فيها، وأدت هجماته إلى مقتل وإصابة 156 شخصاً حول العالم، وفقاً لمعرفات مُقربة منه.

ونقلت صحيفة “النبأ” الإلكترونية التابعة للمرتزقة أنّهم نفذوا 34 عملية، ثلاثة منها في سوريا، أسفرت عن وقوع “سبعة شخص بين قتلى ومصابين”. وقالت الصحيفة، إنّ عملية واحدة جرت في العراق، أسفرت عن “مقتل وإصابة عشرة أشخاص”. وفي إفريقيا، نفذ 27 عملية أوقعت 101 بين قتيل وجريح. ونفذ عملية في عمان راح ضحيتها 35 شخصاً بين قتيلٍ وجريح، إضافة إلى عملية أخرى نُفذت في باكستان راح ضحيتها شخص واحد. وبيّنت الصحيفة أنه من خلال العمليات تم تدمير أربع آليات واستهداف ثلاثة ضباط وقادة وحرق ستة منازل.

153 عملية ضد “داعش” في سوريا والعراق

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، ليل الثلاثاء 17/7/2024، تنفيذ 153 عملية ضد مرتزقة “داعش” في سوريا والعراق، أسفرت عن مقتل 44 عنصراً واعتقال 166 من المرتزقة خلال النصف الأول من العام الجاري. وشدد البيان على أنّ “داعش” في طريقه إلى أكثر من ضعف العدد الإجمالي للهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023. وتشير الزيادة في الهجمات إلى أنّه يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدرته.

وقال بيان القيادة المركزيّة: إن العمليات جاءت بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وقوات الأمن العراقيّة، وأضاف: “أسفرت 59 عمليّة مشتركة في سوريا مع “قسد” عن مقتل 14 عنصراً واعتقال من 92 مرتزقاً، وفي العراق أسفرت 137 عملية عن مقتل 30 مرتزقاً واعتقال 74 آخرين”.

وذكر البيان أنّ العمليات أسفرت عن مقتل ثمانية من كبار قادة “داعش” وأسر 32 آخرين في سوريا والعراق، بينهم القادة المسؤولون عن التخطيط للعمليات خارج البلدين والتجنيد والتدريب وتهريب الأسلحة.

وقال الجنرال مايكل كوريلا، قائد قوات التحالف الدولي ضد “داعش”، إنّ ملاحقة حوالي 2500 من مرتزقة “داعش” في جميع أنحاء العراق وسوريا “عنصر حاسم في هزيمته الدائمة. وأضاف: “نواصل تركيز جهودنا على استهداف أعضاء داعش على وجه التحديد الذين يسعون للقيام بعمليات خارج العراق وسوريا والذين يحاولون الهروب في محاولة لإعادة تشكيل قواتهم.

عمليات ملاحقة واعتقال

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الخميس 18/7/22024، تمكنها من إلقاء القبض على عنصر من مرتزقة “داعش” بناحية الكرامة بريف الرقة. وأوضحت أنها ألقت القبض على المدعو “فايز عبد المحمد” وينحدر من قرية “خنيز” بريف الرقة. وأنه نشطٌ في الإعداد لعمليات “إرهابية” تستهدف القوات العسكرية والسكان والمنشآت الخدمية التابعة للإدارة الذاتية.

والثلاثاء 16/7/2024، أعلنت “قسد” القبض على خلية إرهابية لداعش مكونة من ثلاثة عناصر بينهم متزعم”. بعملية أمنيّة نفذتها بمساندة قوات التحالف الدولي في بلدة الصور بريف دير الزور، وأشارت إلى أنه تم ضبط كمية من الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية والتقنية كانت بحوزة الخلية التي تم القبض على أفرادها.

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، السبت 13/7/2024، اعتقال عنصر من مرتزقة “داعش” في مدينة قامشلو، وقال بيان “قسد” إنّه تم الجمعة، إلقاء القبض على “الإرهابيّ محمد عثمان علي”، بعد جمع معلومات عن مكان وجوده. وذكر البيان أنّ علي عنصر في خلية تفجيرات تابعة “لداعش” وشارك في تنفيذ عدة أعمال إرهابية في المنطقة، وهو سوري الجنسية وينحدر من منطقة الرقة.

أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، الأربعاء 3/7/2024 اعتقال أربعة مرتزقة من “داعش” بريف دير الزور وضبط كمية من المتفجرات والأسلحة بحوزتهم. وقالت “الأسايش” في بيانها، إن قواتها الخاصة HAT وجهاز الأمن العام نفذت فجر اليوم عملية نوعية داهمت خلالها مكان اختبائهم وتمكنت من إلقاء القبض عليهم. وأوضحت أنها تمكنت خلال المداهمة من ضبط العديد من الأسلحة والذخائر والمتفجرات أيضاً. وأشارت إلى أنّه خلال التحقيق معهم اعترف الموقوفون بقيامهم بعمليات استهداف وتفجيرات بالإضافة لتحضيرهم لعمليات استهداف وتفجيرات أخرى.

أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، الثلاثاء 9/7/2024، إلقاء القبض على ثلاثة عناصر من مرتزقة “داعش” بعد منتصف ليلة الاثنين ببلدة تل حميس بريف قامشلو الجنوبي، وقالت إنّ من بين الموقوفين “أمير” لوجستيّ وكانوا يخططون للقيام بعمليات إرهابيّة تستهدف أمن وسلامة المنطقة وضرب الاستقرار فيها، وأوضحت أن عملية إلقاء القبض نُفذت بعد جهود كبيرة بتعقب ورصد ومتابعة من قبل عناصرها، حيث تمكنت من تحديد مكان اختبائهم في خيمة بريف بلدة تل حميس بعد تنقلهم من الدشيشة وتنكرهم كرعاة للأغنام، كما أشار البيان إلى ضبط أسلحة وذخيرة ومخازن وسلاح أبيض وثبوتيات للمرتزقة المعتقلين.

عمليات أمنيّة في العراق

أعلنت القوات العراقيّة، الثلاثاء 16/7/2024، اعتقال عنصرين من مرتزقة “داعش” في محافظة الأنبار غرب البلاد. والسبت 13/7/2024، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي إلقاء القبض على ثلاثة عناصر من مرتزقة “داعش” في محافظة السليمانيّة شمال العراق.

وقالت مديرية الاستخبارات العسكريّة العراقيّة في بيان إنّه “بعمليتين منفصلتين ووفقاً لمعلومات استخباريّة دقيقة تم إلقاء القبض على إرهابيين اثنين مطلوبين للقضاء العراقي وفق أحكام المادة 4 إرهاب، في قضائي راوه والرمادي بمحافظة الأنبار”، وتم تسليمهما إلى الجهات القضائيّة.

وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقيّة، الإثنين 15/7/2024 إن القطعات الأمنيّة في محافظة السليمانية، نفذت عملية أمنية ناجحة في ناحية قره هنجير شرق ​كركوك. وأضافت أنّ “العملية أسفرت عن قتل مرتزق من “داعش​” وإلقاء القبض على آخر” وفقاً للإعلان الرسميّ، وأشارت إلى أنّ المعتقل اعترف بالتّحقيق معه، بوجود وكر لمرتزقة “داعش” في جبال بلكانه شرق صلاح الدّين، وأضافت أنّ عناصر القوة الجويّة استهدفوا الوكر بواسطة طائرات “F-16″، وتم تدميره بالكامل.

يسعى مرتزقة “داعش” عبر العدد الكبير للعمليات الإرهابية التي ينفذها في الشرق الأوسط ودول إفريقيا تأكيد أنّه ما زال يحتفظ بقوته العملياتيّة، وأنّ تجدد الانبعاث ممكن، وهذا ما يستدعي جهداً دوليّاً مشتركاً على كل المستويات وفي مقدمتها تبادل المعلومات وضبط الحدود والإجراءات الأمنيّة والتعاون مع قوات سوريا الديمقراطيّة التي أنهت الوجود الجغرافيّ للمرتزقة وكذلك العمل على إجراء محاكمة للمرتزقة المعتقلين وإنهاء حالة المخيمات عبر استعادة الدول لرعاياها.