No Result
View All Result
المشاهدات 8
الشدادي/ حسام الدخيل-
مع خيوط الفجرِ الأولى، يتوجه أكثر من خمسين شاب من قرى “الرشيدية، الحنة الشرقية، وسراب”، إلى مملحة الجبسة الطبيعية، للعمل في استخراج الملح من البِرك المائية المنتشرة فيها.
تقع مناجم استخراج الملح بجانب حقول الجبسة وتبعد عن مدينة الشدادي قرابة الـ 13 كم تقريباً في مقاطعة الجزيرة شمال شرقي سوريا، وتُعدُّ مصدراً لاستخراج الملح الصخري بمعدل إنتاج سنوي يصل إلى 3000 طن.
استخراج الملح
وعن كيفية استخراج الملح، يقول “حامد السلطان”، إن عملية استخراج الملح تتم عن طريق عدة مراحل، المرحلة الأولى تتمثل بتعبئة البرك بالمياه النابعة من عين الجبسة، وترك هذه المياه في داخل البرك من يومين إلى ثلاثة أيام، ليتم ترسب الملح داخل هذه البرك.
المرحلة الثانية، وهي مرحلة تجميع الملح، حيث يقوم عدد كبير من العمال، باستخراج الملح من داخل البرك، وتجميعه جانباً على شكل أكوام حتى جفافه بشكل كامل.
أما المرحلة الثالثة، فهي عبارة عن تعبئة الملح في أكياس، وتكون سعة كل كيس 50 كيلوغرام، تمهيداً لنقلة إلى المستودعات، والمرحلة الرابعة تتمثل بنقل الأكياس التي تمت تعبئتها بالقرب من البرك الملحية، إلى المستودعات.
والمرحلة الأخيرة، هي عملية تسويق المحصول ونقلة إلى المستهلكين.
وكانت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا قد أنشأت مستودعات كبيرة داخل المملحة في العام 2018، وذلك لتخزين الملح ريثما يتم نقله وتسويقه.
فرصة عمل ومضار للقرى القريبة
ويقول أحد عمال المملحة “عبد الله السراي”، إن المساحات المالحة قرابة الـ 400 دونم، بينما القسم المفعل منها، يبلغ قرابة الـ 50 دونم.
ويبدأ استخراج الملح من مملحة الجبسة ابتداءً من شهر حزيران، لغاية شهر تشرين الأول، أي ينتهي الموسم مع بدء هطول الأمطار.
وتؤمن مملحة الجبسة فرص عمل لأكثر من مئة شاب من القرى المجاورة لها، كما تحقق الاكتفاء الذاتي للمنطقة من الملح الصخري.
ويبلغ الإنتاج السنوي لها من 2500طن إلى 3000 طن من الملح الصخري ذو الجودة العالية.
فيما تسببت مملحة الجبسة بضرر كبير على القرى المجاورة لها بدءاً من قرية الرشيدية وصولاً إلى بلدة الحريري بمسافة تتجاوز الـ 15 كيلومتر، حيث تسببت بتملح الأراضي الزراعية المجاورة لها، وتحولها إلى سبخ يصعب زراعتها، بالإضافة إلى تسببها بزيادة الملوحة في الآبار الجوفية بنسبة كبيرة جداً، حيث لا تصلح المياه الجوفية في هذه القرى لا للشجر ولا الحجر، مما عاد للأهالي بضرر كبير وسط أزمة كبيرة تسببها نقص المياه.
No Result
View All Result