أضرار الهاتف المحمول على الأطفال وطرق الحماية

الحسكة/ آية محمدـ

أكد الدكتور “أحمد شلاش”، أن استخدام الهواتف الذكية للأطفال يشكل ضرراً كبيراً على صحتهم وتطورهم، منوهاً، وإن الإدمان على استخدامها يؤثر على صحة الطفل، بما في ذلك الصحة النفسية، والجسدية، والسلوك الاجتماعي الاجتماعية. 

في عصرنا الحالي، لا يمكننا إنكار الدور الهائل الذي تلعبه التكنولوجيا والهواتف المحمولة في حياتنا اليومية، والتي تعد من أبرز وسائل التواصل والترفيه، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الأسرة، ومع ذلك، فإن استخدامها المفرط وغير المسؤول يمكن أن يؤثر سلباً على حياة أطفالنا وصحتهم النفسية والاجتماعية.

خطورة الهاتف على الأطفال

وفي السياق أكد الطبيب الأخصائي في طب الأطفال والمدير الطبي في مشفى الكسرة العام بدير الزور “أحمد شلاش“، بأنه يمكن أن يكون للوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات تأثير سلبي على نمو أدمغتهم.

وأشار، إلى إن استخدام الهواتف الذكية في سن مبكرة “أقل من ثلاثة أعوام”، يؤثر سلباً على تطور ونمو الطفل في سنواته الأولى، وقد يؤدي إلى مشكلات كبيرة في النطق والتفاعل مع الآخرين، مضيفاً، كما أنه قد يؤثر على تركيز الطفل حتى يصل به الأمر إلى النسيان المتكرر.

وزاد شلاش، وما يزيد من خطورة استخدام الهاتف الجوال على الأطفال، هو أن مخ الأطفال وخلاياهم العصبية لا تزال غير مكتملة وفي وضع النمو، لذا يمكن أن تؤثر الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منها على جهازهم العصبي، كما ويمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم، وخاصةً عند المراهقين في حالة استخدامه قبل النوم مباشرة، منوهاً، فمخ الأطفال يمتص 60 في المائة من حجم طاقة الموجات المنبعثة من الجوال أكثر من البالغين بمرتين.

مخاطر الإسراف في استخدام الهاتف المحمول 

وعن المخاطر التي يسببها الاستخدام المفرط للهاتف المحمول ذكر شلاش بعض النقاط الهامة ومنها:

– إن استخدام الهاتف بشكل مفرط يؤدي إلى تغييرات في العقل، لا سيما في عمليتي التركيز والانتباه.

– نظر الطفل للهاتف من مسافة قريبة لساعات طويلة قد يزيد حالات قصر النظر لدى أجيال المستقبل.

– الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الذكية يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم وعلى جودة النوم.

 الجوانب السلبية لاستخدام الهاتف المحمول 

إن الأجهزة الإلكترونية تؤثر على الأطفال من جوانب عدة “نفسية وعاطفية واجتماعية”، وفي سياق ذلك، عدد شلاش بعض النقاط السلبية:

ـ الإدمان عند الأطفال: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للهاتف الذكي إلى الإدمان وتعزيز سلوكيات التعلق العاطفي والتعلق بالتقنية.

ـ الأضرار الصحة البدنية على الأطفال: يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام الهاتف الذكي؛ ما يؤدي إلى تقليل النشاط البدني والاستمرار في المكوث في وضعية جلوس لفترات طويلة، وبدوره يؤدي إلى مخاطر السمنة، وضعف عضلات الجسم، وضعف الجهاز العصبي والأرق.

ـ تأثير الهاتف على الصحة النفسية على الأطفال: يمكن أن يؤدي استخدام الهاتف طوال اليوم إلى الشعور بالإجهاد والقلق والتشويش الذهني، كما أنه يمنع الأطفال من ممارسة الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، وهذا يؤثر سلبا على النمو الاجتماعي والنفسي.

ـ ضرره على النوم عند الأطفال: يمكن أن يتأثر نوم الأطفال إذا كانوا يستخدمون الهاتف في الفترة الليلية، حيث يؤدي ضوء شاشة الهاتف الذكي إلى تثبيط هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.

ـ تأثير الهاتف على الإنجاز الأكاديمي للأطفال: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للهاتف إلى تقليل قدرات الطفل الذهنية والأكاديمية، كما أنه يمكن الإضرار بالأداء الأكاديمي وقدرات الانتباه والتركيز.

ـ الخطر الكبير للمحتوى الإلكتروني الضار: يحتوي الإنترنت على محتوى ضار قد يتسبب في تأثير سلبي على صحة الأطفال إذا تواجدوا فيه، كما يجب ترشح المحتوى المناسب بما يتناسب مع عمر ونضوج الأطفال.

نصائح لتجنب استخدام الهاتف المحمول 

واختتم الأخصائي في طب الأطفال والمدير الطبي في مشفى الكسرة العام بدير الزور “أحمد شلاش”، بذكر بعض الحلول التي يمكن أن تجنب الأطفال الآثار السلبية لاستخدام الهاتف: “يجب تحديد الوقت المسموح للاستخدام اليومي، ومراقبة محتوى الهاتف والإنترنت، بالإضافة لتشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة البدنية والرياضية والاجتماعية التي لا تشترط استخدام الهاتف الذكي”.

يذكر، أن استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول يمكن أن يكون له فوائد كبيرة، مثل زيادة المعرفة والتواصل مع العالم الخارجي. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين ونواجه تحدياتها بحكمة لضمان صحة وسلامة أطفالنا وتطورهم الشامل.