ولد الفنان محمد طيب طاهر عام 1946 في قرية تل خنزير في منطقة ديرك بشمال وشرق سوريا من عائلة كردية مخلصة، عرفت بوطنيتها على مستوى كردستان، وكان من أوائل المؤسسين للفرق الفنية مع العازف الكردي المعروف عزالدين تمو، وتنقل بداية حياته بين باشور كردستان وأوروبا، ثم استقر في باشور منذ عام 2005.
وفي عام 1970 وبصحبة الفنان غانم سيتو قصد أستديوهات الإذاعة الكردية فسجل عددا من الأغاني الكردية، واشتهر اسمه بعد تسجيل عدد من الأغاني بثت عبر الإذاعة الكردية، واشتهر في أغنيات عدة منها (بوكي دلالي.. ديرسم..جيايي…هي جانى جانى سميرا) كما أنه عمل في القسم الكرمانجي لإذاعة صوت كردستان وأعد وقدم برنامجاً أسبوعياً.
كان الفنان محمد طيب طاهر مختلفا عن غيره من الفنانين؛ لأن أغانيه كانت موزعة موسيقيا، وكان يعتمد على الفرق الموسيقية، ويترجل في الغناء وهو يمتشق الميكروفون بكل حميمية وجرأة وثقة.
كان للطبيعة الخلابة والأجواء الجميلة، التي تمتاز بها كردستان تأثيرها الواضح في نفس طيب طاهر وموهبته وأغنياته، فأبدعت الطبيعة حين نسجت من روحها أجمل الألحان، كما كان والده عازف ناي، لذلك كان المعلم الأول في حياته. فتهذبت روحه وامتازت أغنياته بعذوبتها وعفويتها وانسياب الألحان كجدول ماء رقراق.
كل ما كان يحيط الفنان دفعه لعشق الموسيقا الكردية، التي رأى فيها من أكثر الأنواع تميزاً وتأثيراً بسبب تنوعها بين الملحمة الشعبية والفلكلورية والكلاسيكية والموسيقا الحديثة، كما أن جو العائلة المحبة للفن والغناء والموسيقا؛ كان له تأثيره البالغ، وكان التحصيل العلمي مرادفا للتميز والتفوق في مجال الفن للعائلة، التي امتازت بالتحصيل العلمي العالي.
غنى الفنان محمد طيب طاهر أول أغنية له، (هى دلالى تو نهاتي) في سنة (1963) وهو طالب إعدادية كانت من كلماته وألحانه وفي سنة (1968) أكمل دراسته بمعهد الفنون في لبنان، وأسس فيها فرقة (الأرز) للفنون الشعبية، وتكونت الفرقة من (45) عضوا قدم خلالها عروضا وحفلات غنائية كردية وعربية.
قضى محمد طيب شوطا كبيرا من حياته في لبنان، وكانت بداية هواه لبنان، فقد أحب وتزوج ورزق بأربعة أولاد في لبنان.
غنى محمد طيب طاهر مائتي أغنية عن الحب والعشق والوطن منها (45) أغنية وطنية وأغنياته كلها من ألحانه، واشترك بأول حفل في زاخو عام 1970، وفي عام (1972) أسس في دهوك فرقة (دلمان للفنون الشعبية) وهي فرقة فنون شعبية تابعة لنقابات عمال دهوك وفي عام 1974 اشتركت الفرقة في المهرجان الفني الكردي في بغداد على قاعة المستنصرية، وبرعاية المرحوم صالح اليوسفي وزير الدولة وتم اختيار الفرقة من بين (14) فرقة للحصول على الجائزة الأولى.
غنى له الكثير من الفنانين الكرد، ونظراً لتنقلاته الكثيرة بين مدن وبلدات كردستان، يجهل الكثيرون مكان ولادته الحقيقي، ثم انتقل الى جنوب كردستان ومنها الى أوروبا، كان محباً لوطنه، ولأغانيه القومية اعتقل على يد سلطات البعث السورية عام 1976 وبعد بقائه ستة أشهر في السجن هاجر إلى جنوب كردستان، واعتقل هناك أيضاً علي يد سلطات البعث العراقية، وتم نفيه إلى بغداد ليضطر مجدداً العودة إلى روج آفا، ومن هناك انتقل الى ألمانيا، واستقر هناك إلى أن عاد عام 2005 إلى جنوب كردستان
رحل الفنان الكردي محمد طيب طه يوم الاثنين 15 آب 2016 في مدينة بون الألمانية، بعد قضاء 50 عاماً في الغناء قدم فيها مئات الأغاني الفولكلورية والثورية والوطنية.