سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المشاريع الصغيرة في الحسكة… توفير لفرص العمل ودفع للنمو الاقتصادي

الحسكة/ محمد حمود ـ

تمتاز المشاريع الصغيرة في مدينة الحسكة والقائمة بأفكار وفي مختلف المجالات بقوة كبيرة في التأثير على نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال توفير منتجات وخدمات فريدة، وتظهر أهميتها ودورها الحاسم في توفير فرص العمل لأكبر عدد من الأشخاص. 
قد يتجاهَل بعض الأشخاص المشاريع الصغيرة؛ بسبب حجمها الصغير، ولكن يمكن أن تكون بأهمية المشاريع الكبيرة نفسها في تحقيق الأهداف وإحداث تغيير إيجابي، ويمكن أن تكون المشاريع الصغيرة في كثير من الأحيان أكثر قابلية للإدارة وأكثر كفاءة وفاعلية، سواءً أكانت مبادرةً اجتماعية أم مسعى شخصياً أم مشروعاً تجارياً؛ فالمشاريع الصغيرة لديها القدرة على إحداث تأثير كبير.
الإدارة المستقلة
وفي إقليم شمال وشرق سوريا؛ فإن المشاريع الصغيرة مملوكة ومُدَارة على نحوٍ مستقلٍّ، وتتميز عادةً بمواردها المحدودة وصغر حجمها نسبياً، كما يمكن أن تتوزع هذه المشاريع في أنواعٍ عديدةٍ؛ مثل الملكية الفردية، والشراكات، ويمكن أن تعمل في مجموعة متنوعة من الصناعات مثل البيع وأمور الضيافة والتصنيع والخدمات.
التنوّع والحيوية
أما في مدينة الحسكة على وجه الخصوص؛ فتسهم هذه المشاريع في التنوع والحيوية من خلال توفير منتجات وخدمات فريدة، إضافةً إلى أنها تساعد على تنشيط الأحياء المتعثرة ومناطق وسط المدينة؛ ما يوفر حياة وطاقة جديدتين للمناطق التي كانت مُهمَلة في العهود السابقة التي سبقت ثورة الـ 19 من تموز عام 2012.
وفي متابعة صحيفتنا “روناهي” لهذه التجارب؛ يبدو جلياً أن البدء بعمل تجاري صغير يمكن أن يكون أمراً صعباً، إلَّا أنَّه يمكن أن يكون مُرضياً للمتحمسين، فمن خلال التخطيط الدقيق والعمل الجاد وقليلٍ من الحظ يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة بناء أعمال ناجحة ومزدهرة يكون لها تأثير إيجابي كبير.
فئتان متباينتان
وقد تعمّدنا أن نُسلط الضوء على فئتين عمريتين متباينتين في دراستنا لهذه التجارب؛ للإضاءة على اختلاف الابتكار في هذه الجزئية عبر السنين.
الشاب “مهند بلال” (35 عاماً) من حي “النشوة الشرقية” في مدينة الحسكة يعمل على مشروعه الصغير منذ مدة؛ حيث يقوم بصناعة البطاطا (الشيبس) الطبيعية في منزله؛ ويقوم بعدها ببيعها على عربة متنقلة.
اللافت أن “بلال” وهو خريج كلية الكيمياء؛ استفاد من اختصاصه في مهنته هذه؛ من خلال إتقان خلطات المنكهات والتوابل للبطاطا؛ الأمر الذي لاقى استحسان زبائنه الذين يقطعون مسافات طويلة داخل المدينة للوصول إلى عربته الصغيرة وتذوق نكهة (الشيبس) الطبيعي.
مهند بلال يحلم وفق قوله، بإنشاء مصنع للبطاطا (الشيبس) الطبيعية؛ ويتمنى دعمه للوصول إلى هدفه. وكما حال بلال؛ فقد انتشرت في الآونة الأخيرة في مدينة الحسكة السيارات الصغيرة (الإكسبريس) التي تقدم المشروبات والوجبات السريعة الجاهزة على الطرقات والدوارات ومداخل المدينة.
ويعمل في هذه المهنة التي تعد مشاريعاً ذاتية صغيرة مجموعة من الشباب (طلبة الجامعات وخريجيها في الأغلب)؛ حيث تجدهم في مفاصل المدينة بسياراتهم منذ بداية مساء كل يوم وحتى ساعات الصباح الأولى. أما في المقلب الآخر؛ فيستمر السبعيني “فيصل محمد” بالجلوس في مكتبته منذ الصباح الباكر وحتى المساء؛ وتُعد مكتبته “لورين” (التي هي مشروع صغير) من أقدم المكتبات في مدينة الحسكة؛ حيث تتوسط إحدى الشوارع الرئيسة في حي تل حجر الواقع شمال المدينة.
أما مُصلح الإلكترونيات الأشهر في المدينة “محمد سعيد كلش” (مواليد ١٩٥٦) الذي لازال مستمراً في هذه المهنة منذ ٤٧ عاماً؛ فتجد في متجره الذي يتوسط الجزء الشمالي من الحسكة قطعاً إلكترونية بات على وجودها هناك أكثر من أربعين عاماً.
“كلش” يشتهر بإصلاحه للإلكترونيات بكافة أنواعها؛ ولاسيما تلك القديمة التي اعتاد الآباء والأجداد على استخدامها؛ ويجد في مهنته (على حد قوله) متعة قلّ نظيرها.
سمات رئيسة
في المحصلة؛ تتمثل إحدى السمات الرئيسة للمشاريع الصغيرة في إقليم شمال وشرق سوريا بقدرتها على توفير فرص العمل، ودفع النمو الاقتصادي، كما أنَّها تساعد على دفع الابتكار والمنافسة في السوق؛ ما قد يؤدي إلى تحسين المنتجات والخدمات للمستهلكين.