سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قصة لون.. لماذا لون سيارة الأجرة “التاكسي” أصفر؟

الحسكة/ آية محمد –

تشتهر سيارات التاكسي في معظم أنحاء العالم باللون الأصفر، فهل تم اختيار هذا اللون عشوائياً، أم أن له قصة؟ فما قصة اللون الأصفر في تكاسي الأجرة؟
لابد أنك تساءلت يوماً، لماذا لون سيارات الأجرة، أو ما يعرف بالتاكسي أصفر، هل لهذا اللون دلالة معينة، أم أن اختياره كان اعتباطياً..؟!، وفي هذا المقال إجابة عن سبب اختيار اللون الأصفر لسيارات التاكسي.
عمل “فرانز فون تاكسي“، الذي عاش في القرن الخامس عشر، في تسليم البضائع لكسب لقمة العيش، ولعل كلمة “تاكسي” مشتقة من اسم عائلته.
ووفقاً للأسطورة، طلى الرجل عرباته كلها باللون الأصفر؛ لأنه لون لم يكن يستخدمه أي من أفراد العائلة، ولن يسيء إلى أي شخص.
بعد إصدار المسرحية الموسيقية الكوميدية الفرنسية “cabriolet Jaune” في نهاية القرن الثامن عشر، أصبحت سيارات الأجرة من هذا اللون شائعة في أوروبا.
أصبح لوناً دارجاً
وفي بداية القرن العشرين، قرر رجل الأعمال ورائد صناعة النقل، والشحن الأمريكي “جون هرتز” افتتاح شركة سيارات أجرة في مدينة شيكاغو، أراد جون هرتز أن يوحد لون أسطول سياراته، ويستخدم لوناً مميزاً، فقد كان اللون الأحمر والأخضر اللونين الأكثر شيوعاً لسيارات الأجرة.
وحباً للتغيير؛ أراد هرتز أن يستخدم لوناً مميزاً، يمكن أن يراه الناس من مسافات بعيدة؛ فكلف إحدى الجامعات المحلية لعمل دراسة من أجل الوصول إلى أفضل لون للسيارة، وجدت الدراسة أن اللون الأصفر المائل للحمرة الخفيفة، هو أفضل لون. حيث يمكن تمييزه من بعيد، وقادر على جذب الانتباه، فأطلق الرجل على شركته اسم yellow Cab”” وأعاد طلاء سياراته جميعها، وبعد ذلك استخدمت كثير من شركات سيارات الأجرة على مستوى العالم هذا اللون.
من معايير الأمان
أفادت دراسة صادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، أن اللون الأصفر لسيارات الأجرة “التاكسي” في معظم دول العالم لم يتم اختياره عشوائياً، بل إن الأمر يتعلق بمعايير الأمان.
وأظهرت نتائج الدراسة أن التاكسي أصفر اللون، أقل تعرضاً للاصطدام من الخلف بنسبة 5% مقارنة بسيارات التاكسي ذات اللون الأزرق خلال النهار، ولكن الاختلاف الأكبر ظهر في فترة ما بعد غروب الشمس، حيث أن تعرض التاكسي أصفر اللون للتصادم من الخلف يقل بنسبة 19% عن نظيره الآخر، وذلك حسب الدراسة، التي نشرها موقع “تك إنسايدر” الأمريكي.
وكشفت الدراسة أنه من المرجح سهولة رؤية وملاحظة اللون الأصفر، تحت أضواء أعمدة الإنارة الممتدة على الطرق، وهو الأمر الذي دفع خبراء في عدد من الدول لإحلال التاكسي، ذي اللون الأزرق بالآخر، باللون الأصفر لتجنب التصادمات.
ويرجح البعض، أن اختيار اللون الأصفر لسيارات الأجرة تم أيضاً لسهولة ملاحظته عند تحرك هذه المركبات على الطرق العامة المكتظة؛ ما يسهل عملية الركوب في سيارة التاكسي. وعلى سبيل المثال، في سنغافورة توجد بعض سيارات التاكسي باللون الأزرق، وأخرى باللون الأصفر، وتتبع باحثون أكثر من ستة عشر ألف سيارة من اللونين على مدار ثلاثة أشهر.
وأظهرت نتائج الدراسة أن التاكسي الأصفر أقل تعرضاً للاصطدام من الخلف مقارنة بسيارات التاكسي ذات اللون الأزرق.
اعتماد الطلاء الأصفر في أغلب البلدان
من بعدها بدأت سيارة الأجرة الصفراء في الانتشار، وسرعان ما استعانت سيارات الأجرة الأخرى باستراتيجية هيرتز، وبدأت اعتماد الطلاء الأصفر.
فقد أصبح اللون شائعاً، لدرجة أن الولايات الأمريكية مثل نيويورك عدلت قوانينها، لتلزم سيارات الأجرة باللون الأصفر.
ويطغى اللون الأصفر على سيارات الأجرة في الكثير من البلدان حول العالم، وفي الشرق الأوسط ينتشر بكثرة مثل الأردن والسودان وغيرهما.
أما السعودية فكانت البداية صفراء، والعراق أيضاً، قبل أن يتحول لون السيارات إلى اللون الأبيض، أما المغرب يتميز بسيارات حمراء أو برتقالية، وفي لبنان فلا يوجد لون محدد للتاكسي، فهي تتميز من غيرها بلون لوحة الأرقام، التي تكون حمراء، فيما سيارات الأجرة في سوريا جميعها تكون صفراء اللون حصراً.
أصل كلمة تاكسي Taxi
أخذت سيارات التاكسي اسمها من كلمة “عداد التاكسي” أو Taximeter هو الأداة التي تقيس المسافات، أو الوقت الذي تقطعه سيارة الأجرة أثناء رحلة التوصيل، ويقوم العداد بتحديد الأجرة، تم اختراع عداد التاكسي من قبل المخترع الألماني فيلهلم برون في 1891.
وتاكسي هي كلمة مشتقة من الألمانية تاكسانوم Taxanom، وتعني التكلفة أو القيمة المستحقة، وتم تجهيز سيارات الأجرة بالعداد لأول مرة في باريس 1898.
ويذكر أيضاً: أن مصطلح “تاكسي” هو اختصار لكلمة “تاكسيميتير”، المكونة من كلمة ” تاكسي” (وتعني السعر بالفرنسية) وميتير، وهي كلمة يونانية (تكتب ميترون) وتعني قياس، وذلك لأن فكرة سيارات الأجرة وضعت على أساس قياس المسافة، التي قطعت واحتساب السعر على أساسها.